براعمُ اشتهاء وجدائلُ لهب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الطفلةُ الكبيرةُ | التي المرأةُ الصغيرةُ مِن قَبْلُ | وتربطُ خيطَها الأبيضَ في معصمي | كي لا أضيعَ في البناتِ | وأُقَالَ: "السوءُ" | الطفلةُ الكبيرةُ | الخاتمةُ دمِها على عنقي | وخائفةٌ مِن ظِلِّي عليَّ | تَخِبُّ في الحنَّاءِ والملاحِفِ | وحافيةً إلى النبعِ | تُفضي بها الأمواهُ لي: | "هَبْنِي لِشَعرِكَ الشاعرِ | يالغُزَيِّلُ الصغيرُ تُهتَ عني.." | وتلهثُ فِيَّ.. | الطفلةُ النَّهْدُ | في أنينِ قميصِها الشَجَريّ | الطفلةُ العينُ | ملاذيَ إذ يُناهِزُني البكاءُ | الطفلةُ الوجهُ الإلهُ | تحتَ مَسَاكِبِ شَعرِها الشَّلالُ | تُبرعِمُ في صدري اشتهاءاتِ الحنينِ | وتجدلُ غيمَ آهاتي ضفائرَ مِن لهبْ | فأصرخُ أصرخُ في دمي | أُجاهِرُ بالربيعِ الغَضِّ في سُرَّةِ الطينِ الأبِيِّ | وأُوقِدُ مشاعِلَ صبْوَتي على مَسَاقِطِ غيمِها | الطفلةُ الماءُ | بعطرِها الأمينِ | تنفضُ شعرَها المبلولَ في وجهي | وتشدُّ ناصيتي في العناقِ | لتشهدَ عليَّ بجريرةِ العشقِ: | "يداكَ مُلطَّختانِ بدمي | أم دمي مُلطَّخٌ بيديكَ..؟" | وتلهثُ فِيَّ.. | تقولُ: | "كُنتُكَ في البناتِ | يا ولدُ فَبَطِّلْ قد شافَتْكَ عيني.." | فأبكي، | على جريرةِ الأُمِّ | إذ تأوي لشجرتِها العجوزِ | تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ | وتقطعُ سُرَّتي في الظلامِ | لأُقَالَ: "السوءُ مَرَّتينِ" | تضحكُ | وأبكي، | الطفلةُ الغيمةُ | وحينَ حطَّتْ أصابعَها على رأسي | قالَنِيَ البكاءُ: | "لا ارتعاشُ دمِكَ في الألمِ الصغيرِ | ولا انجراحُ أصابعِها مِن كثيفِ شَعرِكَ.." | قال: | "تُسمِّي الحنانَ باسمكَ الخفيّ | وتمنحُ وجهكَ المشروخَ عذوبةَ الملامِسِ | فتلتئمُ.. | الطفلةُ الكبيرةُ | التي كلُّ النساءِ | الطفلةُ الخاتمةُ | الخائفةُ | الطفلةُ الـ.." | .. | .. | ذهبَ البكاءُ! | .. | .. | الطفلةُ الكبيرةُ | كانتْ أُمي | وحبيبتي. | |