- الإهداء/ إليها.. طبعاً.. ! - |
ــــ |
لا بأسَ من موتٍ آخر |
يقترفُك الليلة ، |
ولأن الكلامَ يتوسّدُ الهجير |
ستفترضُ ما يلي: |
1- أنكَ مطوَّقٌ بالنـزيف |
2- وأنك سطرٌ في الخواء |
3- وأنك تموت.. ولا أثرٌ يدلُّ عليك سواك..! |
.. |
متعَبٌ جداً |
كان نهارُكَ محتشداً بالفوضى |
مأهولاً بالخراب |
محموماً بالمكائد |
وموشوماً بالغواية ، |
ولأن البوحَ رفعٌ للماء |
ستشي بك الجداول |
وتدفعُكَ الريحُ إلى آخرِ فاصلةٍ |
في الهدير |
لتصلبكَ في عراء الكلمات |
.. |
مرهَقٌ للغاية |
وتـ |
تـ |
سـ |
ا |
ا |
ا |
قـ |
ـطُ جداً ، |
فمنذ تلك الريح |
وتأخذُكَ الضراوةُ إلى الشحوب |
ومنذ ذاك الغيم |
عليك أن تشبهَ وجهك |
ذلك اليأخُذُكَ إليها |
دون تعثُّرٍ في التفاصيل |
أو بحثٍ جزئي عن علامات فارقة ، |
فأيُّ صراخٍ يكسرُ الهواء |
وأنت تموتُ بصورةٍ أفضل ؟ |
وأي ماءٍ يهشمُ العويل |
وأنت أبهةُ الجنائز الأنيقة ؟ |
أي انهمارٍ يطفئ الهسيس |
وأي ذهابٍ في الحريق |
أي وأي وأ.... |
يااااااااااه...!!! |
هزّ حيرتك وراقِصْ ذهولك |
والآن |
لا شيء ! |
اهدأ فقط ، ودع الموسيقى تسيلُ |
على هذا الخراب |
... |
كنتَ أقربَ إلى القصيدة |
حين راودها العواء |
فسقطتْ في كحل الخديعة |
وكانت أبعدَ من غيمة |
حينما انطفأت حواسُك/ فجأة |
فمزقتك نصالُ الخواء |
واعترتك الرجفة ، |
فقط ، عليكَ أن تعقدَ صلحاً مؤقتاً مع اللحظة |
وتعيد ترتيب التفاصيل: |
- ماذا لو أعربتَ عن رغبتك في الخروج |
أو هيأتَ نفسك لقراءة قصيدة |
ثم اكتشفت عطباً إضافياً في العينين ؟ |
- ماذا لو قررتَ فجأةً تقليمَ أظافرك |
أو تدوينَ سيرةِ رجلٍ كُنتَهُ |
ثم اكتشفتَ أن أصابعك ملأى بالثقوب ؟ |
لا بأس ، |
يلزمك أكثرُ من تصعيدٍ للبكاء: |
- لكَ أن تعدَّ فنجان قهوة بلا سكر |
وتشعلَ آخر سيجارةٍ في ليلك المُحنَّط |
حارقاً في رمادها سلالاتِ الهموم |
ومانحاً رئتيك فرصةً أخيرة |
لاستشهادٍ عبثيٍ مثير |
على يدِ سرطان غبي |
- لك أن تعتصرَ سحابة الذاكرة |
وتحرثَ تفاصيل الطين |
بحثاً عن وجهين تحبهما |
عجوزٍ في العاشرة ، وطفلةٍ بعمر الأزل |
- لك أن... |
وفيما يتمدّدُ جرحُك على أريكة الليل |
لا بأسَ من حمامٍ سريع |
وقليلٍ من العطر |
استعداداً لسؤالٍ محتمل: |
- هل فرغتَ من الحياة..؟ |
.. |
للتوِّ |
كان حضورُها تعويذةً للوقت |
كان العذوبة |
وكان وضوءَك للصلاة |
وحتى آخرِ هنيهةٍ للعشق |
كنتَ الصلاة |
وكنتَ البدءَ والمُنتهَى ، |
فبأي آلاءِ الحنين ضيَّعتكَ المنافي |
حتى تغرَّبَت فيك الجهات |
واستبدّ بخفقِكَ المتاه ؟ |
وبأي ماءٍ تبتدئُك التراتيل |
ليعمِّدَ الطهرُ أجِنّة كفرِكَ المخبوء |
وتفيءَ في دمكَ الوثني الصبواتُ النبيّة..؟! |
.. |
ها ها ها |
قارورةُ الكلام |
لا تكفُّ عن المسيل |
ولا وقتَ لديك لدفع الضحك |
في اتجاهٍ آخر |
ربما تزجيةُ الفراغ في المساورة |
تمنحك فاتحةً أخيرة لتدشين النهايات |
وقد ينسكب حبرُ موتك السري/ خلسة |
على منبت عاصفةٍ في الجوار |
فيأثمُ عظمُ الأرض بنقيع كفرك |
وتتوثّنُ بدمِكَ الجهات..! |
... |
ها ها ها |
يا لهذا الخواء ..! |
.. |
بإمكانك أن تموتَ بلا ثرثرة |
ودون تورّطٍ في الهراء |
بإمكانك أن تموت دونما ترهُّل |
أو إغراقٍ مملٍّ في سرد الهشاشة |
تستطيع أن تنصب سُرادِقَ عزائك |
كمن يقيمُ في الوهلة |
أو يستوطنُ فقاعة حلم |
فهل يجرحك السؤال: لِمَ ؟ |
ولأنك توهّمتَ اختلافَكَ عنهم |
فلن يكون موتُك كما تشتهي ! |
ولأنها تراكَ كالآخرين |
فلن يبكي عليك أحدٌ سواك ! |
فقط ، ذلك الطفلُ المجروحُ الوجنتين |
لا يزالُ يبسملُ في الماء |
ويسجدُ في الضوء |
متشحاً بالرماد |
وداخلاً في موته المتكرر كل صباح |
محاولاً تأسيس قيامةٍ تليقُ به |
ومنتظراً وجهاً لا يشبه أحداً |
فهل تتوقف الآن ؟! |
.. |
آن لموتكَ أن ينضج |
فصيِّره كأبهى ما يكون |
وكأي عاقلٍ جداً |
عليكَ أن تنسلّ إلى الطمأنينة |
كيفما اتفق |
وتأفلَ دونما ضجيج |
.. |
هيا.. اخرج الآن من القصيدة ..!!! |