حذرتني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حذرتني | رغم أن الدهشة الأولى | بعينيها احتوتني | دثرتني | بالصباح و بالسماح الزهو | بالصحو الأمل | قدمتني | للعيون البحر موجا ً | علمتني | لهفة الإحساس شوقاً | جارفا ً لا يحتمل | أشعلتني | فجرتني | وزعتني في دروب الليل حلماً | شتتتني فوق أعراش الأزل | حسناء يا قمر الربوع | بوجهك البدر اكتمل | و بوجنتيك الفجر أشرق | و الضحى | في ثغرك المنثور وردا ً قد أطل | لو كان للزمن المسافر | في حضورك تاج كسرى | أو عرش بلقيس المهيب | و بعض ذكرى | أو سحر خديك الذين تحديا | ضرب الحقيقة و المثل | لاستوقف الأيام | أهداك المقام عوالما ً | تمتد من فوق العُلا | و تمر بالأمم الأُلى َ | ترنو لعرشك لا تصل | لو كان للإعجاز قدرك | لاحتفل | لو كان لليل ازدهاؤك | أو صفاؤك | أو ضياؤك | أو ضفائرك الرقيقة و الخصل | لانساب من بين النجوم محلقا ً | في كل ناصية و تل | لو كان للقمر المزيّن بالكواكب | بعض حسنك لاشتعل | لو كان للظبي الوديع و للمها | مقلا ً كعينيك الجميلة | لابتهل | لله صلّى | ثم أومأ في خجل | حسناء يا وهج الحروف | و نشوة النصر المسافر | في الدفوف | و في القطوف | و في الشرايين | الدماء | و في الخلايا | و المقل | فاض الزمان بسندسيك | و مارد الهم ارتحل | و البحر صفق | و انحنت | في عمقه الجزر البعيدة | و انثنت | و الحزن هاجر و الملل | حسناء بعدك لم يعد | للحسن حسن | أو للطبيعة مستهل | حسن الختام دعاء قلبي | و التُقى | و البرق في عينيك نور | فوق صدر الملتقى | با أجمل الأزهار | يا وهج الديار | و همسة | في سندس العشق المطر | يا نفحة | و الريح تعصف بالشجر | و تداعب الزمن الصبور | يا لوحة | تهب المحبة و الحبور | حسناء يا ألق الصبا | يا مرقد الفجر الوقور | هذى مباهجك الأنيقة | و المحاسن و العطور | تلتف من حولي | حريرا ً ناعماً | و هوى ً نقياً | و ارتياحاً دافئاً | و سحابة حُبلى َ | و نورا ً فوق نور | هذي عوالمك الندية | لم تزل فوقي تدور | هذا الجمال العذب | يهمس بالرؤى | بالطيب ينضح بالسرور | في لحظة صمت الغروب | و مر طيفك بالعصور | حمل المودة في محافله ازدهاء ً | هل ّ بالخير الشكور | صعب أفارق ما ابتدأت جواره | بالحلم | أو صحو الحضور | يا خير من عرف الهوى | احذر من الصمت الغيور | و اهجر نجيمات النوى | و الغي مواقيت العبور | فالعشق فيض المُنتهى َ | ما صد عنك و ما نهى َ | و القلب في فلك السُهى َ | ما زال ينضح بالشعور. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .