ثقب بحجم المشعل
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ماذا أفعل؟ | سأفتح ثقباً فوق الصدر | بحجم المشعل | و أسحب منه يديك و قلبي | وعد ربيعي و المستقبل | و أخرج منه فتطلع مني | قطع الحلم و قمم المنهل | أرهقتيني .. | عبرت إليك محيط سنيني | طلعت إليك فأسقطيني | و سقيتيني | كأس الإلفة ماءً سلسل | باب الشوق لركب حنيني | أصبح مدخل | ذنبي كان الصدق العاري | ذنبي أنك كنت شعاري | عهدك أصبح ليلاً أطول | فتخيرت الدرب الأسهل | لاستقطابي | تاه بريقك فوق سحابي | و قبلاً كنت القمر الأجمل | نظرت إليك بسطح سرابي | بين المدخل و الأقواسْ .. | و بين حدودك و استعجابي | و التعويذة و القدّاس | رأيتك حجراً | لم يتعلم | أبجد هوّس في الإحساس | و لم يتحول | فوق الوهج لقطعة ماس | و لم يتجمل | خشيت كثيراً حين حبستك في الأنفاس | و كدت أحطم صدر العزة بين الناس | و كدت لأشعل حقل القمح | و كدت أقاتل ضوء الشمس | صدى الأجراس | و كدت أهد شموخ الصرح | و عهد نام بحد الرمح | و خلف الصبح | مددت إليك حبال فنوني | فكان جزائي فتق الجرح | خطئي الأوحد كان سكوني | لذر رمالك فوق عيوني | و استحلائك صبر القدرة في إيماني | و استهوانك بحر شجوني | صار حديثك عبئاً | فجّر صدر النخوة كالبركان ِ | و ألغى الأمل و كل جنوني | فكيف الآن أراقب صوتك | مثل البرق يسافر نحوي | أو أتعشم أنك أولىَ بالأشعار | و أنك كسرى فوق البهو ِ | و سبأٌ ترقد فوق دياري | خطاٌ أكبر أن تحتضني لحظة سهوي | حسبتك بدءاً بنت الشمس | تضئ الليل و تهب الناس صفاء المعشرْ | حسبتك بدراً يشرق نحوي بالآمال ِ | و يجعل دربي لوحة مرمر | حسبتك ليلىَ في الأمثال ِ | و قلبي فيك تحول عنتر | حسبتك حقلاً فوق رمالي | و الصحراء الكبرى عنبر | خطى بلقيس .. | و وله البابا و القديس | حديث الهدهد لسليمان | عن الإنسان | إذا ما أصبح فوق الدنيا | ملكاً أكبر | حسبتك موسى | هزم السحرة | شق البحر و كان الأمهر | فكيف قسوت بكل القوة | ثم هجرت الدرب الأخضر | و كيف اخترت دهاء المرأة | و تحولت لأنثى أصغر | كان غريباً أن ألقاك امرأة أخرى | تمص الضوء لكيما تظهر | و كنت قريباً عندى وهجاً | كنت ملاكاً فوق الأرض | و فوق سمائي جنة كوثر | فهل من بعد أظل بحبك | طفلاً يخشى ريحاً صرصر! | و هل سأقود الموج لبيتي | أنبذ وقتي أحلم أكثر؟ | و هل سأفجر صرح عطائي | أو أختار زوابع دائي | أو أبتلع محيط المظهر؟ | كان خياري نقطة ضعفي | عذري كان الزمن الأغبر | و عدت الآن لألقى داري | أهلي وطني حقلاً أنضر | كان نسيج الحزن المخفر | كان دعائي جسر المعبر | تركتك خلفي | حين رأيت الحق أمامي | هاجر خوفي بدأ سلامي | حزني أبحر | و عدت لشطي خف زحامي | تاه البحر بساحل لهفي | كل السحر عليك تفجر | نبع الحلم الصاحي أغفي | و الإشراق الوهج تحجّر | فابقي خلفي حيث تكوني | زهر الحق اختار غصوني | حزني أصبح قطعة جوهر | و جئت الآن و كلك دوني | فشاء المولى | لطف و قدّر. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .