من سيهز الآن اللحظة
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
و سقط الظل بخلف الشمس وجف البحر .. | الصبر استشهد حين تولّت سبل الفرح | و ذبل الدهر | يا حزن الغابة و الأشجار و رمل النهر .. | لو انى اعرف كيف اقود | شعاع القمرِ و اركب زهوا ً | موج اللحظة و الاحساس .. | لو انى أدرك ان الزمن الخارج | من عينيك لكل الدنيا | ينزع منّا وجد الناس | لهربت اليك و حولى سحبك | تمطر جوفى بالايناس | و صعدت مدارَك علِّى اصدح | فوق سمائك كالأجراس | من أين اتيت وكيف تولّى وجهك عنّى | يا من فتح المجد اليك طريق النور .. | الطيب يفوح على اغصانك | و المستقبل حفّ طريقك بالبلور | يا قصب السبق أراك تبلّل | وجه الماء ببعض حبور | السبب النائم تحت فراشك | غلّف حدسى بالاعصار .. | و المطر ينوء و ريح حنينى و التيار | لا زال الجرح الدامى عندى | ينضح أملا و استنفار | يا صدف البحر ارى عينيك | تغازل حزنى | تشدد خطوى صوب النار | حولىِ ماؤك ثلج بكائى | ذهب القدرة و الإصرار | دارى دارك والاسوار قلاع جدارك | شط جحيمك و الأقدار | و الأنسام و جزر الغيب | تلوّن صمتى بالأسرار | فكيف يذوب صباح الشوق | وكيف تفيق ربوع الدار | يا هذا الشبح الساكن زمن الفرقة و التبريح .. | افرد ثوبك للأيام و قم و استقبل | صوت الريح | القلم الرابض بين يمينى | خنق عبيرى بالتلميح | حدِّث اشواقك ان تبتاع | ربيع العمر حديقة لحن | آه َ جريح .. | من ينبئك بغابة صبرى | وتر الصحوة ردد طربا لحن الشوق .. | الزمن يدور على كفّيك | وجفن الغفو على أطلالك | عاد يظلّل بهو التوق | من يتوسد رمل المطر الراحل عنا | مسلك تيه و استجداب .. | لست أخالك يا أحزانى | حزمة ضوء تعبر دارى كى تنساب | عدت فقيراً فقر الزمن الخارج منا | للمستقبل بهو يباب | حيرىَ سُبلى و الأنفاس تسيل حنانا | دمع نام على الأهداب | جرجر تيهى سبع الوله | و كفكف وجهى حزن الغاب | و الأزهار و جدول عشقى | حولك ترشف ماء سراب | قم يا جرحى و استقبلنى | بعضى منك بحار عذاب | و بعضى نهر من إطْراب | سال عليك فهام و ذاب | صمتى تاه و جف سؤالى | غام نهارى خلف شهاب | يا زمن الغيب الآتى سراً | جئت اليك و كُلّى و له و استلهام .. | فجّر عفوك نبع الوحى | و أشعل همسك نار هيام | صدر الأرض انشطر بريقا | افق السحر بطرفك نام | و الأغصان السكرى رقصت | زهوا لهوا و استقدام | رام الزمن الجارف غضبىِ | و المستنقع و الأيام | حتى الموتى و الأحجار | و حطب الثورة و الآلام | ضاء الكون بوجهك حسنا | شاب الطلل على الأنسام | جرَف المدُ تراب الوقت | و شفق الغيم توسّد بينى سطح الحزن .. | صار الزمن بقايا حرف | يرضع ولهاً صدر المُزن .. | غط َّ رحيلك عرش الرؤيا | فجّر بصرك وجه الليل .. | نهض الموكب حين اشتبكت | فى الأهوال خيوط الويل | اخفق طيرك حين تولى | فرس النهر قطيع الخيل | تستقبلك رُبا السافنا | و الأوراق و وله الميل | كنت أعود اليك برحل | يسبق نحوك زحف السيل | كان جفاؤك طفل الظلم | و عطف سماحك قدح الكيل | كان الناتئ منك الأنفُ | و وجهك كان بخلف الظهر | و فوق الجبهة برز الذيل | سقط عليك الرطب النامى | و الأنهار دموع الرهبة و الخفقان .. | ظل الجمر حصاة البوح | و عبق البرهة ولهاً كان | كنت أخالك يوم البدء جيوش الرقة | تل عطاء موج حنان | كنت أخالك سحب العزة | وهج نضارٍ و استحسان .. | رحل الوعد و ذاب السعد | و تاهت فيك رؤى الانسان | رسم الشعر عليك حروفى | جرسا يقدح بالأشجان | فاشدد رحلى و استودعنى | بعدك اهجر كل مكان | فهل ستهز الآن اللحظة | تثقب جدرى بالعصيان | وهل ستعانق سفنك شطّى | كنف ينضح بالغفران | لست اكذب حدسى بعدك | ليس العشق سهول أمان | وليس الفرح سواك ملاذ | ليس العمر رحى الأزمان | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (معز عمر بخيت) .