أرشيف الشعر العربي

تداعيات رجل حزين في ليلة 9 آب 1983

تداعيات رجل حزين في ليلة 9 آب 1983

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

(1)

هل تبحثُ مثلي… في خارطةِ

الكلماتِ المنسيَّةِ عن وَجْهِكَ

هذا المغبرّ…

من التجوالِ…

وأتربةِ الغربةِ

أمْ تَبْقى تحت رَذَاذِ الحُزنِ… وحيداً

- كشجيرةِ صَفْصَافٍ يابسةٍ -

تتسكّعُ بحثاً عن امرأةٍ… تؤويكَ

بمنتصفِ العُمرِ

تُقاسِمُكَ الرغبةَ في تهذيبِ العالمِ

بالكلماتِ

أو الموت، وحيدَين،…

على أرصفةِ الأشعارْ

أيّ بلادٍ تَعرِفُ حجمَ حنينكَ في هذا القبوِ المظلمِ

تَعرِفُ أنَّ الشرطي.....

في ساحاتِ العالمِ

يبقى أكثرَ ظلّاً من كلِّ الأشجارْ

*

(2)

كلُّ همومِكَ... تغرقْ

كلُّ حروفِكَ... تغرقْ

كلُّ خرائطِ قلبِكَ... تغرقْ

حين تكون أمامَ عيونِ امرأةٍ زرقاء

فلا يطفو فوق الساحلِ غير جنونِكَ...

والزَبَدِ الأزرقْ

*

(3)

أَعْرِفُ أنّي سأموتُ، بدون رِثَاءٍ،

مجهولاً في أحدِ المنعطفاتْ

لكنَّ قصائدَ قلبي ستظلُّ

كجرحِ مسيحٍ –

تنـزفُ،

… فوق صليبِ عذاباتِ الفقراء

وتنمو،

كظلالِ اليوكالبتوز

بساحاتِ بلادي

هل أملكُ غيرَ الشِعرِ...

فيا صافيةَ العينينِ…

دَعِينِي أمطرُ أشعاري فوق رصيفكِ

قبلَ رحيلِ غيومي، نحو بلادٍ لا تعشقُ رائحةَ الأمطار

ولمْ تَفتحْ – يوماً – دفترَ أشعار

ولمْ...!

آهٍ.. يا صافيةَ العينين

لماذا لا تفتحُ بعضُ المدنِ الحجريَّةِ...

غاباتٍ للعشّاق!؟

وتفتحُ – كلَّ صباحٍ – زنزاناتٍ أخرى

*

(4)

هل يكفي – ما في العالمِ –

من أنهارٍ؟

كي أغسِلَ أحزانَ يَتيم

هل يكفي ما في هذا العصرِ من القهرِ

لأرثي

موتَ الإنسانِ

بعصرِ حقوق الإنسان!!؟

*

(5)

أترُكُ مُتَّسعاً في صدري، لشجونٍ أخرى

سوف تجيءُ

فهذا الزمنُ الآتي ... لا يأتي

- قلْ عَنِّي المتشائمَ -

إلّا بشجونٍ أخرى

أترُكُ مُتَّسعاً في آخرِ أوراقي..

لقصيدةِ حبٍّ.. قد تأتي

فالكلماتُ – ككلِّ امرأةٍ تركتْ موعدَها وارتحلتْ –

قد تأتي...

أو.......

لا تأتي

*

(6)

مِنْ أينَ يجيءُ الحُزنُ

وقلبي، أَوْصَدْتُ جميعَ نوافذِهِ

لكنَّ الحُزنَ... "لعينٌ"

يتسلّلُ أحياناً بثيابِ امرأةٍ لا أَعْرِفُها

أو بكتابٍ ممنوعٍ

أو بمواويلِ الغربةِ في ليلةِ صيفٍ قمراء

مَنْ ذا سأُقَاسِمُهُ حُزني... في هذي الساعةِ من آخرةِ الليلِ

ولا شيء سوى مصباحي الواني،

والبقِّ...

وأحزانِ الدُنيا تتكاثرُ كالطُحْلُبِ،

فوق ضفافِ دمي...

هذا الآسنِ.. في الزمنِ الآسنِ

لكنِّي، لو أملكُ شيئاً غيرَ الشِعرِ

لأَطْفَأْتُ المصباحَ..

ونمتْ!

* * *

9/8/1983 بغداد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

شاعــر

تكوينات (5)

ظمأ

أزهار.. على ضريح الجندي المجهول

مطر.. لسيدة البنفسج