أقولُ: غداً |
سوفَ أشرعُ نافذتي للعصافيرِ |
أرنو إلى شجرِ البرتقالِ، |
يطاولُ جُدرانَ بيتي العتيق |
وأدهشُ: |
(.. آهٍ.. |
متى كَبُرَ البرتقالُ |
وأزهرَ رأسي بقدّاحهِ، والهمومِ) |
وأُبْصِرُ وَجْهي المجعَّدَ، |
… يَكْسِرُ حُلْمَ المرايا… |
التي خدعتني |
(… وكيفَ تسلَّقَ جُدرانَ قلبي، وشاخَ |
وأغصانُهُ، بعدُ، مثقلةٌ بالندى الحلوِ |
والزقزقات) |
أقولُ: غداً..، |
سَأُرَتِّبُ أَثَاثَ عُمري كما أشتهي |
أنفّضُ عنها غبارَ الشجونْ |
وأمسحُ عنها القلقْ |
وأصنعُ لي فسحةً للهدوءِ، |
وطاولةً للكتابةْ |
(… إلى مَ تظلُّ القصائدُ مثلي مشرّدةً؟ |
في المقاهي… |
وأرصفةِ الذكرياتِ |
تُقاسِمُني حُزنَها |
وأُقَاسِمُها البردَ، والجوعَ، والأمنياتِ |
أما آنَ أنْ نستريحَ معاً…!؟ …) |
أقولُ: غداً… |
سوفَ أجمعُ كلَّ نثاري |
الملمُ ما قد تبعثرَ من كتبي، وعناوينِ صَحْبي، المواعيدِ، |
أحلامِ عُمري (كومضِ النجومِ البعيدةِ… |
أرقبها، تتوهّجُ في عتمةِ الليلِ، أو تَنْطَفِي في الصباحْ…!)..، |
رمادِ الرسائلِ، |
بوحِ النساءِ، |
الندى… |
أقولُ غدا… |
غدا… |
دا … |
…… |
ويأتي الغَدُ |
مثقلاً بالمشاغلِ… |
يتركُ في عتبةِ البابِ، أحزانَهُ والحقائبَ |
(…. كمْ أتعبتني الحقائبُ مثقلةً) |
وكعادتهِ، سوفَ يرنو لخيباتنا، هازئاً، ساخراً |
ثم يمضي… |
بدون اكتراث! |
* * * |
الجمعة 5/10/1984 السليمانية |