أفكار بصوت واطيء..!
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
..... إلى الشاعر يوسف الصائغ | . | . | . | قلتُ لنفسي… | وأنا أحمِلُ صُلبانَ الكلماتِ على ظَهري المحنيِّ، وأمشي مهموماً، مُحتَرِقاً بعذاباتِ العالمِ، طولَ العُمر: | – لِمَ تتعِبُ نفسَكَ يا ع. الصائغ.. في البحثِ عن الشِعرِ. وبين ضَفائرِ تلكَ الفتياتِ الحلواتِ، قصائدُ حبٍّ.. لمْ يَكتُبْها أحدٌ بعدُ! | قلتُ: | – لماذا تفني أيّامَكَ بين رفوفِ الكتبِ المصفرّةِ، من قرضِ العثِّ… وهذا المطرُ التشرينيُّ… ينثُّ قصائدَهُ… والوردَ، على أوراقِ الأرصفةِ المبتلّةِ.. والناسِ | على غاباتِ القلبِ… على أغصانِ الشجرِ المُتسلِّقِ شُبّاكَ الفارعةِ الطولِ.. على الشَعرِ المتبقّي من فروةِ رأسِكَ، هذا المكتظِّ بأحزانِ الدُنيا | قلتُ لنفسي: | – ولماذا لا تشري "قاطاً" و"رباطاً"، تمرقُ في الطُرُقاتِ، أنيقاً، منتفخَ البطنِ من الشِبعِ، تُشارِكُ صَحْبَكَ لعبَ "الدومينو"... ومعاكسةَ النسوةِ...، والثرثرةَ الفِجَّةَ – في المقهى – وتبادلَ أشرطةِ الفيديو.. بدلَ الكتبِ الحمقاء... وهذا الجوعِ المضني والسه | قلتُ لنفسي: | ـ العُمرُ قصيرٌ.. لا يكفي للنـزهةِ | .. لا يكفي لعناءاتِ العالمِ | أو عشقِ امرأةٍ | فلماذا تذبحهُ في شرحِ البرقوقي.. | وعذاباتِ الحلّاج.. | وأزهارِ الشرِّ لبودلير.. | وكتبِ أبي حيان التوحيدي | ……… | ……… | قلتُ لنفسي هذا | ودَلَفْتُ لمكتبةٍ أخرى... في "سوق السراي"! | * * * | الواحدة بعد منتصف الليل 7/2/1984 بغداد | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .