أرشيف الشعر العربي

قصائد.. إلى سيدة البنفسج

قصائد.. إلى سيدة البنفسج

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

(1)

تجيئين مسكونةً بالهواجسِ

تفترشين حدائقَ قلبي

وتمضين للنهرِ…

قبلَ مجيءِ الصبيَّاتِ

تغتسلين بماءِ حنيني

وأمضي أنا…

أُمَشِّطُ غاباتِ شَعرِكِ

أركضُ خلفَ الفَراشاتِ..

.. والحُلْمِ

ثم أعودُ وحيداً

أجوبُ الشوارعَ

أبحثُ تحتَ رَذَاذِ القصيدةِ

.. والمطرِ الحلوِ

عن شفتيكِ..!

وأشربُ نخبَ ضياعي اللذيذ

لماذا يطاردني الحُزنُ

– حين أكونُ وحيداً –

بكلِّ الشوارعِ..

كلِّ الحدائقِ

والمكتباتِ…

وخلفَ زجاجِ المقاهي…

فأبحثُ عنكِ

وأسألُ كلَّ صبيَّاتِ حارتِنا

وأسألُ كلَّ العصافيرِ في غابةِ الوجدِ…

أسألُ حتى…

إذا أنتصفَ الليلُ.. يا حلوتي…

وأقفرتِ الطُرُقاتُ من الناسِ

وانْطَفَأَتْ في البيوتِ، المصابيحُ..

والهمساتُ

وعدتُ إلى غرفتي.. متعباً

خائبَ الخطوِ..

مُنْطَفِئاً بالرياحْ

سوف تقحمُ نافذتي!

وتنامُ

– كما الحُلْمُ –

بين القصيدةِ، والجَفْنِ

… حتى الصباحْ

*

(2)

تجيئين في هدأةِ الليلِ

بيني، وبين الرصاصةِ

وَجْهُكِ…

والثرثراتُ

وهذا الوميضُ القتيلْ

وبين دمي، والقصيدةِ

نافذةٌ……

طرَّزتها زهورُ البنفسجِ

كانتْ طيورُ الصباحِ…

…… تَحُطُّ أمامَ سريركِ

مفتونةً بانثيالِ الضَفيرةِ

مجنونةً بالغُصُونِ البليلةِ

ثمَّ تَحُطُّ على موضعي

وتموتُ… بلا ضَجَّةٍ، أو رِثَاءْ

أكانتْ طيورُ الصباحِ الجميلةُ

– وهي تُغنِّي على خشبِ الموضعِ المتآكلِ –

تعرفُ أنَّ الرصاصةَ

لا ترحمُ الزقزقاتِ،

ولا تَتَنشَّقُ زهرَ البنفسجِ

حين تمرُّ.. على غُصْنِ روحي البليلْ

أمْ تُرى أنَّها…

وقفتْ! فوق كُوَّةِ موضعِنا

تَتَحَدَّى الرصاصَ اللعينَ

تُشَاكِسُهُ بالغناءِ الجميلْ

ثم تَشْتمُهُ…

وتموتْ!

* * *

منتصف الليل 31/1/1984 بغداد

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

ضجر غيمة

متسولان

زهرة

مقطعان

غروب