سمعت بين الناس قائلاً يقول: |
الجدب سوف يأكل الحقول |
والوهم سوف يأكل العقول |
وسوف تأتي سنة |
ليس لها فصول |
خريفها ربيع |
وصيفها شتاءُ |
وحرها صقيعُ |
وغيمها صفاءُ |
وسوف ترسم المفاجآت في وجوهنا الذهول |
وسوف يفرك الصباح راحتيه حسرة |
وليلنا يطول |
وسوف تعتلي السهول صهوة الجبالِ |
ونفرق الجبال في السهول |
سمعت قائلا يقول : |
ستأنس الشَّياه بالذئاب |
وسوف يلبس العراة أجمل الثياب |
وسوف ترفع القباب |
وتهجر البلابل الغناء |
وينشد الغراب |
وسوف يعقد الذباب جلسة انتخاب |
وسوف يحدث انقلاب |
وعندها سيكثر الضباب |
ويدفن المزاهر التراب |
ويبخل السحاب |
وتنتهي صلابة الهضاب |
سمعت قائلاً يقول : |
يا أيها النيام |
عليكم السلام |
فليلكم ما زال ينصب الخيام |
ولم يزل يخيط جبة الظلام |
يا أيها النيام |
عليكم السلام |
فليلكم ينظم المسيرة |
ويخلط العجين بالخميره |
ويكتب الحكاية لاثيرة: |
الريح – وقت القيظ – يا أحبتي سموم |
وفي الشتاءِ زمهرير |
والناس بين قاعد يريد أن يقوم |
وواقف يريد أن يسير |
فهل رأيتم بلبلاً في لجة يعوم |
وهل رأيتم سمكاً يطير ؟؟؟ |
وهل رأيتم عاقلاً تطربه الهموم |
وهل رأيتم عاجزاً يغير ؟؟! |
سمعت قائلاً يقول : |
القدس – عفواً يا أحبتي – |
أقصد ، "أورشليم" |
تشاهد القتيل والجريح واليتيم |
تعيش تحت وطأة اللئيم |
وتشتكي من جرحها القديم |
ياويلكم .. ما عاد يستثيركم صراخها الأليم |
القدس – يا أحبتي – حزينة عليله |
تبيت تحت وطأة القنابل المسيله |
واعجباً من حجر يغار حينما يرى نظرتها الكليله |
وأمتي غارقة في لهوها ذليلة !! |
سمعت قائلاً يقول : |
ياشفة البركان لا تتمتمي |
لا تنطقي بلهجة الدخان والحمم |
فأمتي تدير قهوة الولاء للأمم |
وتشرب الحثالة |
توزع الطحين للأمم |
وتأكل النخاله |
وأمتي تعلن في وسائل الإعلام |
رسالة يسمعها الأنام |
تعلن أنا تقوم بالرسالة |
وأنها نموذج البسالة |
وأنها لا تقبل العمالة |
سمعت قائلاً يقول : |
يا شفة البركان لا تعبري |
سيان عندي أن تكوني لوحة للصمت |
أن تزمجري |
فإنني عرفت موردي ومصدري |
وإنني ... |
تئن تحت وطأة الجراح أسطري |
وإنني .. |
سمعت أن تاجراً معلقاً بثوبه المعصفر |
يبيع تحت جنح ليله ... |
وجه صباح مسفرٍ |
يبيع دون رهبة ويشتري |
سمعت قائلاً يقول : |
يا قلم الحقيقة أحذرِ |
قل ما يشاء القوم أو فقف |
أما سمعت أحرفي تصيح في دفاتري: |
يا دولة اليهود زمجري |
وزمجري |
وقدمي وأخري |
"يا لك من قبرةٍ بمعمر |
خلا لك الجو فبيضي واصفري |
ونقري ما شئت أن تنقري" |
يا قائل المقالة الجبان |
نسيت أن أمتي عظيمة الكيان |
وأنها تلوذ بالرحمان |
يا قائل المقالة الجبان |
من قال : أن جمة تطاول القمر؟! |
وإن نملة ستكسر الحجر ؟! |
وإن أجذم اليدين يعرف الوتر؟! |
من قال أيها المكابر العنيد : |
من غباراً ينزل المطر |
وإن ريح قيظٍ تنعش الشجر |
وإن شِدة الحذر |
تنجي من القدر |
يا قائل المقالة الغريبَ. |
رجاؤنا في الله لن يخيب |
رجاؤنا في الله لن يخيب |
*** |