همُ أودعوهُ الذي أودعوا ؛
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
همُ أودعوهُ الذي أودعوا ؛ | فلوموهُ إن شئتم أو دعوا ؛ |
فعنْ ذلك الأمرِ لا ينتهي | وعن ذلكَ الشانِ لا يرجعُ ؛ |
وفي الركبِ فتانة ٌ ؛ في الحشا | لها مستقرٌّ ومستودعُ ؛ |
حمتها النصالُ بأيدي الرجالِ | وبيضُ الظبي والقنا الشرعُ ؛ |
حداهمْ برغمي غرابُ النوى | وهبتْ بهمْ ريحها الزعزعُ ؛ |
أقامتْ شجونيَ من بعدهمْ | وأزمعَ صبريَ إذ أزمعوا |
سقى اللهُ من أجلهم لعلعاً | وأينَ وأينَ ترى لعلعُ |
أحيي الربوعَ وهم مقصدي | وإنْ قلت حييتَ يا مربعُ |
وقد كان قدماً بهم عامراً ؛ | فها هوَ من بعدهم بلقعُ ؛ |
وفي أثرِ العيسِ لما سروا | فتى ً قلبه مؤلمٌ موجعُ ؛ |
محبٌّ قضية أشجانه | إلى دولة ِ الحسنِ لا ترفعُ ؛ |
وهونَ قومٌ عليهِ الهوى | فأصبحَ من وردهِ يكرعُ |
توهمهُ سلساً صعبهُ ؛ | وكم حاذقٍ في الهوى يخدعُ |
هو الموتُ لا جسدٌ ناحلٌ | ولا طول سهدٍ ولا مدمعُ ؛ |
ولا الريحُ تسري ولا بارقٌ | يظلّ على بارقٍ يلمع ؛ |
فهاتيك علات أهلِ الهوى | ولي دونهمْ في الهوى منزعُ |
وخالي الحشا سامني سلوة ً | ولم يدرِ ما حوتِ الأضلعُ |
يلومُ شجياً عنِ الحبٍّ ما | خلا منه عضوٌ ولا موضعُ |
فيا عاذلي أينَ منْ يرعوي | ويا ناصحي ؛ أينَ منْ يسمع |