طريقنا قل بأقوالها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
طريقنا قل بأقوالها | ودع عنك تفند عذالها |
خذ الفرق ما بين أهل الهدى | وأهل الضلال وأعمالها |
لكل على زعمه طاعة | وقانون وضع لأفعالها |
وفي كل طائفة همة | لتحصيل غايات أحوالها |
وفيهم سلوك على منهج | صواب لدى عقد عمالها |
ولكن سوى دين أهل الهدى | عقول رأت حسن إضلالها |
فقالت على الحق ما لم يقل | وقد زخرفت قبح أقوالها |
فلا وضع شرع لها ثابت | لينوي به قرب إيصالها |
بصبر زهدو وأكل الحلال | وشكر وتقوى وأشكالها |
وصوم وترك لذيذ النكاح | وشهوات نفس وآمالها |
وترك لزنىا والربا والريا | وظلم وقتل وأنكالها |
فنيتهم فعلها لم يكن | لهم طاعة دون أفعالها |
فيبقى لهم فعلها هكذا | بلا قصد وضع لتمثالها |
وغاية ذلك نيل الصفا | وترك الجسوم لأثقالها |
وتحصيل خفتها والفهو | م ترتاض من ترك اشغالها |
وإن دام أنتج قدس النفوس | وتطهيرها من قذى حالها |
وكشفا عن الملكوت الذي | لأرواحه سرّ إقبالها |
وهم في حجاب عن الله عن | معاني التجلي وإنزالها |
وأما طريقة أهل الهدى | كما هم نزول بأطلالها |
فوضع صحيح به مؤمنون | على مقتضى حكم أرسالها |
فأفعالهم لكمالاتهم | بنيتهم وضع إكمالها |
فوصف الصفا عندهم زائد | وقدس النفوس بأفضالها |
وفي ملكوت السما كشفهم | عن الروح تفصيل إجمالها |
وقد زادهم ربهم علمهم | به في المجالي وإجلالها |
وأنوار غيب إلهية | مثالية تملك الوالها |
منزلة عندهم في الموادّ | لتعريفهم غيب آزالها |
فيبدي الخيال بها جهده | وتوفي القروض بأمثالها |