عليك بروح السرّ الإلهي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عليك بروح السرّ الإلهي | إلى كم أنت عن ذا السرّ لاهي |
اتطلبه وروحك أمره قد | أتاك عن السوى لك منك ناهي |
فبينك ول عرفت وبين رب | قديم جلّ روحك فأدر ما هي |
وجسمك دون قدرك وهو فان | به المفتون أنت وفي تلاهي |
وروحك يا ابن آدم ليس تفنى | وتلك لد البقاء بلا تناهي |
هي البرق اللموع خلال بيت | بنته بالتراب وبالمياه |
وهدم البيت معلوم فعجل | بكشفك عنك هذا البيت واهي |
ولا تحسب بأنك أنت جسم | فإنك غافل عن أنت ساهي |
وأنت الروح وهي عليك جاءت | ملبسة منالأمر الإلهي |
فحقق صورة لك أنت فيها | تجدها الروح حمراء الشفاه |
يصوّرها الذي هي في يديه | كما قد شاء في ذل وجاه |
وفي مرض وعافية وحسن | وقبح فاتصف بالانتباه |
إلا فاقرأ له الخلق اكتفاء | به والأمر ياذا الاشتباه |
فجسمك خلقه والروح أمر | له فافهم بفهم منه باهي |
وجسمك فاعطه حقا بشرع | ومنه على الثرى وضع الجباه |
وحق الروح أخلاق حسان | ونحو الحق تحقيق اتجاه |
وقم بأوامر التكليف واترك | بإخلاص له كل المناهي |
فإن حققته وتركت حكما | عليك له دفعت إلى الدواهي |
ولم يحفظ عليك الوقت حتى | يضلك بالمعاند والمضاهي |
ومن يفرق ولو من بعد جمع | عليه آمر يدعو وناهي |
وروح النفخ منه ومن عداه | فيلحق بالبهائم والشياه |
وأما الاحترام فذاك شيء | به أبدا يصير القلب زاهي |