حاولت في المرآة انظر من أنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
حاولت في المرآة انظر من أنا | فرأيت شخصاً أنكرته عيوني |
مستبشع الشدقين مندلق اللحى | غلب البياض على السواد الجون |
يعلو القذى أجفانه ولعابه | مع ماء منخره وماء جفون |
لا ثغر في فمه وعن أسنانه | متعوض بالدردر المسنون |
عيناه غائرتان في اصداغه | وجبينه في صفرة وكمون |
فسألته من أنت قال أنا الذي | هو أنت بدل عقله بجنون |
ذهبت شبيبته ورونق وجهه | والضعف لازمه وفرط الهون |
عبد ولكن ربه بربه | وعطاؤه كحيا عليه هتون |
ما إن له عمل سوى توحيده | وسوى الرجاء لكافه والنون |
بمشي ويعثر في معالم ذنبه | مشي المكبل في قيود ديون |
ألف التجلي من صفات إلهه | وظهوره يرمي به لبطون |
نودي عليه ولات حين البيع من | يشري له عبدا بدون الدون |
فتضاكحت منه الرجال وأعرضوا | عنه وقالوا العبد عبد مجون |
جمّ العيوب وماله غير الفنا | سترا بلوذ بسره المكنون |
فأجبته قف وانتظر فلربما | جبر المسعر صفقة المغبون |