قلبي إلى وجه سلمى مغرم عانى
قلبي إلى وجه سلمى مغرم عانى | |
وحبها معدم آثار أعياني | |
فيا رفيقي حديث الغير أعياني | |
روح فؤادي بذكر النازح الداني | فذّكره لم يزل روحي وريحاني |
من لي بمن هو باد في غلالته | |
كالبدر يشرق من صافي غمامته | |
فغنّ لي باسمه وافصح بآيته | |
واصرف همومي بصرف من مدامته | فدنها من جناب العزّ أدناني |
يالله يا بارق الأسرار قف نفسا | |
فالكون نور ومن يلهو يرى غلسا | |
إني أردت الهدي خذ منه لي قبسا | |
واحطط رحالي بباب الدير ملتمسا | راحا فقيوم ذاك الدير لي داني |
شمس المعاني بأفلاك العلى بهرت | |
وقصة العشق في أهل الهوى اشتهرت | |
والحسن أحكامه بين الورى قهرت | |
ولي بهيكله محجوبة ظهرت | من بعدما خفيت عني بجسماني |
شعر الشعور يحاكي حية لسعت | |
فلو دعا كل نفس نحوه لسعت | |
لكن حقيقتنا هذا الذي صنعت | |
منيعة الوصل إلا عن فتى منعت | في الحب أن يصبوا إلي ثاني |
عن العلّو علت من فرط عزتها | |
والكون قد غاب في أنوار طلعتها | |
حقيقة أنا فان في محبتها | |
نادمتها فمحتني عند رؤيتها | وكان محوى بها أصلاً لوجداني |
ما غافل عن تجليها كمنتبه | |
والقلب راق بها يا صفو مشربه | |
وقد أزالت لدينا كل مشتبه | |
ولو شرحت الذي منها خصصت به | يوماً لاصبح من في الكون يهواني |
على التقادير بالايجاد منعمة | |
لما تجلت وفي وجه الرضى سمة | |
من الأعاريب أمر العشق معجمة | |
اشتاقها وهي في سرّى مخيمة | ونورها ظاهر ما بين أجفاني |
ركبت للشوق في بيدائها نجبا | |
والكون يخفق منها قلبه وجبا | |
يا لائمي في الهوى لومي غدا عجبا | |
وكيف يصبح عنها الطرف محتجبا | وحسنها في جميع الخلق يلقاني |
مطوّل الوجد مني ذاك مختصر | |
والعشق أجمعه في القلب منحصر | |
يا قوم إني على الأغيار منتصر | |
إن غيبت ذاتها عني فلي بصر | يرى محاسنها في كل إنسان |
عني محت سائر الأوهام والشبه | |
لما تجلت بأمر غير مشتيه | |
وأنني لم أزل فيها بمنتبه | |
ما في محبتها ضدّ أضيق به | هي المدام وكل الخق ندماني |