نحن الجفون نحفظ العيونا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نحن الجفون نحفظ العيونا | ونحن أهل الذكر فاسألونا |
ونحن ذات من بدت صفاته | تكشف عن صبغتنا فنونا |
جنوننا في حبكم عقلا يرى | وعقلنا في ديننا جنونا |
وجودنا الحق ونحن باطل | نذوق في حياته المنونا |
وهو الذي له الصفات كلها | والغافلون عنه يدّعونا |
الله وحده هو الموجود لا | سواه والجميع معدومونا |
لأنهم هم التقادير التي | قدّرها لنا بأن تكونا |
ويظهر الوجود منه في الذي | يظهر عنه واضحا مكنونا |
والنور نور الذات في ظلامنا | ولم نزل نحن له الشئونا |
نلوح كالبرق له ونختفي | فنعرف الظهور والبطونا |
ونحن في كلامه حروفه | نحمل معناه لنا المصونا |
وأمره الواحد ينجلي لنا | فيرسم الكاف بنا والنونا |
كاف كفاية ونون نعمة | روحا وجسما سلسا موزونا |
وفعله نحن على مرداه | فنقتضي التحريك والسكونا |
عز وجلّ عن مشابه له | قد أعجز الأفكار والظنونا |
وهو الغني والورى جميعهم | يرجون غيث فضله الهتونا |
أضلّ في آدم عن طلعته | عدّوة إبليسا الملعونا |
وقد هدى فيه إليه أمّة | بأمره قد جاء يعملونا |
تبارك الله الذي بوجهه | في كل شيء هيج الشجونا |
وأتعب العاشق المسبى به | وحير المتيم المفتونا |
وإن يشأ بالبعد يحرق الذي | أراد غيرا أو أحبّ دونا |
وإن يشأ يكشف عن الوجه لمن | يحبه ويخرج المسجونا |
مطروده بغيره مفتتن | ولم يزل مقبوله المحصونا |
وحكمه ليس له من علة | فإن بدا لا تمنع الماعونا |
وكن به له خفيا ظاهرا | ولا تكن بجهله مغبونا |