عين حق إنسانها الإنسان
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عين حق إنسانها الإنسان | وهي نار عنها سواها دخان |
ما لها صورة سوى كل شيء | أمرها لابس لنا عريان |
إن بدت أفنت الجميع بوجه | مشرق زان حسنه الإحسان |
وإذا ما اختفت أعارت سناها | كل شيء فلاحت الأعيان |
بنت عقل أهل السوى عبدوها | ليت لو كان عندهم إذعان |
يحسبون الذي يرون كمالا | وهو لو يعقلونه نقصان |
ويظنون إنهم في حصول | والذي حصلوا هو الحرمان |
ينصرون الهوى على الشرع عمدا | وعليهم يستحوذ الشيطان |
بعدت درة الوجود عليهم | فبأصدافها لهم لو ذان |
علمهم قشر علمنا ولبوب | بقشور عن الدواب تصان |
عندهم من عقولهم حشرات | ولهم من نفوسهم ثعبان |
ربنا الله لا سواه وأما | ربهم فهو عسجد وجمان |
تعسوا أين هم وأين هوانا | هو فينا عز وفيهم هوان |
فهو إنا يزداد بالله طيبا | وهواهم بخبثهم يزدان |
أمحلت أرضهم وغيث علوم | هو في كل أرضنا هتان |
وهي تعلو عنهم وتدنو إلينا | وهي فيهم خوف وفينا أمان |
إن لله في الوجود رجالا | كل حين بدين أحمد دانوا |
أسلموا ثم آمنوا بأمور | تم فيها الإسلام والإيمان |
هم على الجهل فطرة ليس يدرو | ن وما العلم غير ما فيه كانوا |
هم أولوا العلم لا سواهم وفيه | لم يزالوا لما عليه تفانوا |
قطعوا أنهم له بيقين | فاستراحوا وزالت الأوثان |
ورموا بالسوى على الكشف منهم | في بحار الفنا فبان البيان |
أمة بالمهيمن الحق قامت | وعلى عرشها استوى الرحمن |
دخلت في غيب الغيوب فعنها | قد تولى مكانها والزمان |
ذهب الجسم وانطوى الروح عنهم | ومضى الخمر واستقل الدنان |
هم على حالهم به من قديم | وكذا عندهم به الأكوان |
وهو أيضاً على الذي هو فيه | ما عليه بنا تغير شان |
حلة أهل ديننا لبسوها | ما بها بدعة ولا طغيان |