نحن قوم نهوى الوجوه الحسانا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نحن قوم نهوى الوجوه الحسانا | وبها الله زادنا إحسانا |
وعلينا من المهيمن عين | أوسعتنا تحققا وعيانا |
ولنا قد أدير خمر التجلي | وبه صار كأسنا ملآنا |
وشهدنا الوجود حوضا وكانت | صور الكل عندنا كيزانا |
إن من نال شربة منه يوما | لا تراه على المدى ظمآنا |
وأناس قد بدّلوا الدين عنه | طردوا فامتلوا له طغيانا |
كل ما حاولوه أبعد عنهم | لا تلمهم أضلهم من هدانا |
حوض خير الأنام عذب زلال | بارد سائغ لمن يتعانى |
بيننا وعده على الحوض نلقى | صاحب الحوض مثل ما يلقانا |
وبوجه المليح سرّ شهود | عنه ما زالت الورى عميانا |
ضلّ عنه من قبل إبليس جهلا | وأبى عن كماله نقصانا |
وإليه اهتدت ملائكة الله | وزادت بأمره إيقانا |
حضرات الأسما به قد تبدت | وأبينت عند الجميع بيانا |
وعليه السجود كان دليلا | فتسمى الإسلام والإيمانا |
كن به عارفا ودم فيه مغرى | وتقرب له تكن إنسانا |
والذي حاد عنه فهو جهول | حيث سماه ربه شيطانا |
إنه الباب لكن الفتح صعب | زاد قوما خوفا وقوما أمانا |
كأس حسن وكأس عشق وإني | بهما الآن لم أزل سكرانا |
هذه في العموم جملة حالي | وتعالى من أنزل الفرقانا |
ولأهل الخصوص مني مقام | كل حال في ذاته يتفانى |
كان في بيت عزتي من قديم | ثم صارت ثيابه الحد ثانا |
وهو قرآننا بليلة قدر | قد تلوناه ساعة وتلانا |
إن تكن قد مضت لأحمد صحب | إننا لم نزل له إخوانا |
هكذا جاء في الأحاديث عنه | ودّلو أنه يكون رآنا |
ظاهر العلم في الصحابة باد | وهو علم التكليف إنسا وجانا |
والذي قد بدا بنا هو علم | زاد عن كل باطن إبطانا |
وهو علم التشريف علم المزايا | ليس ظنا لنا ولا حسبانا |
بل يقين محقق أخذته | قومنا بالشهود آنا فآنا |
وهو علم الإله يظهر فيمن | قرأ الله ذاته وقرآنا |
خذه منا بالحال والقال وادخل | لحمانا وافرغ لنا عن سوانا |
هو عشق لا وهم لا فهم فيه | لا تواني لا فكر لا إذعانا |
يملأ العقل يملأ الحس نورا | كل من عز في معانيه هانا |
هو أمر ترى الجبان شجاعا | إن بدا منه والشجاع جبانا |
ليس يدريه غير صاحب قرب | كلما أبعد الجميع تدانى |