هوى قد أذاب الروح والنفس والجسما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هوى قد أذاب الروح والنفس والجسما | فلم يبق عينا للمشوق ولا رسما |
وبعض اصطبار أنفقته يد النوى | وقد حسمت دآء التسلي لنا حسما |
سلونا على سلمى نفوسا نفيسة | واسما لنا لم نبق ذاتا ولا اسما |
هي الكنز والجسم الكثيف جدارها | إذا جهل الداعي بها يمتلي علما |
وما القرب إلا البعد عنها لأنها | على الضدّ منا حيث كنا بها وهما |
هي العقل بل وهي المعاني جميعها | هي الحس والمحسوس إن خص أو عما |
فإن رمت أن تدنو إليها فكن بهاوَقِفْ عندَهها واتركْ وقوفْك تاركاً لتركِكَ تكشفْ عَنْ هلالٍ بهَا تمَّا | بعيد أودع إن رمت فهما لها فهماسقط بيت ص |
وإياك والإقبال بالنفس نحوها | وإياك والأعراص عنها بها زعما |
وصلها بما منها ومل نحو حانها | بميل تراه جاء من نحوها حتما |
وكن ناظراً آثارها بعيونها | وإلا فعن آثارها لم تزل أعمى |
ولا تسمع الأصوات إلا بسمعها | فإنك إن تسمع بها تسمع الصما |
وناديها في الناس واستمع الندا | تجبك رجال نحوها ألفوا الهما |
وحوّل لها عن وجه ذاتك حجبها | ترى الشمس تهدي من سنا عقلك النجما |
ولا تحتفل بالكل إن ضل أوغوى | فما فائز إلا بما خصه سهما |