نمر الجزيرة العربية
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
قوس قزح ناحل يمشي على الأرض | موجة رقطاء تغمر الأزمنة | قبل ثمانية آلاف عام قبل الميلاد | كنت تسرح في الأكمات والغابات الخضراء | الشديدة الخضرة | حتى دارت الطبيعة دورتها الكبرى | وضربها زلزال الجفاف | انقرضت سلالتك القطيّة | انقرض الأسد والفهد الآسيوي | وبقيت وحيداً تائهاً في الصّحراء | كأنّك من اختاره القدر لمهمة الوجود الشّاقة | وبإرادة لا ينقصها الشتات | بقيت رفيقا لليباب والعَدَم | حتى يومنا هذا. | كانت العرب تسميك الأبرد والعسير | فوق قمم عاتية وعصيّة | وفي أغوار كهوف لا قرار لها | حافظت على نسلك الفريد | حافظت على صفاء الوحشة في أعماقك | يا من تموت باكرا | بعمر لا يتجاوز العشرين عاماً | أي لغز في حياتك المحصّنة وموتك السريع | أي جمال لا يضاهيه جمال آخر | في جسدك وفي الألوان الباهرة | التي تطرّز فراغ قفزة في الهاوية. | في جبال سمحان بظفار | معقلك الأخير | هادئا تحدّق في المغيب | تستريح من سفر العصور. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سيف الرحبي) .