أرصفة الإشارة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
من البعيدِ، حيثُ يسكنُ الغيبُ | تُشيرين إليّ بإيماءةٍ | كأنما اليمامُ حطّ على رأسك الجميل | كأنما الشهبُ وأرواحُ البحّارة | وأرصفةٌ غادرتها من سنين، | تُشيرين إليّ | طيورُ سمّان عادت من هجراتها الكثيرة | إلى شواطئ تحلمُ بالرحيل | في لحظة يشطرُها البرقُ | تلوّحين بأيدٍ متعبةٍ | في محطّات يختنقُ فيها الهواءُ | والمسافرون | على مقربةٍ من الطفولة | وكان شجرٌ، تهزّه ريحٌ خفيفةٌ | ريحُ خريف يطرقُ الأبواب والنوافذ | ليأوي إلى فراشه الأثير | على مقربة من المذبحة وأفواج | الجلاّدين، كان حلمٌ | وكان زمانُ مطلقٌ | وكان الغيابُ الذي يملأُ الصالة بالضجيج. | على مقربة من رأسي | تُحلقُ طيورك الرحيمةُ حول ملائكتها | كما تحلّقُ الأغصانُ حول جذعها المقطوع. | فأسٌ حجريّةٌ في غابر الأزمان | أو جزّارٌ، | وفي الثكنة أفكار أخرى | عن ما سوف يأتي | أفكارٌ ونقيضُها. | باذخُ مشهدُ النوم أمام الأزرق الداهم | على الحُجرات والأيّام | وباذخٌ مشهدُ البحر | نسوقُ قطعانه الخضراء في أحلامنا. | تُشيرين إليّ كأنما رفُ يمامٍ | حطّ على خصْركِ الجميل. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سيف الرحبي) .