شهر نسْكٍ قرينُهُ يوم لَهْو
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شهر نسْكٍ قرينُهُ يوم لَهْو | صار بعد البعاد مثلَ أخيهِ |
ومن المنكر العجيب وفاقُ الضدْ | دِ ضدا مُنافراً يَنفيه |
غير أن الأمير أصلح يبن الضْ | ضِدِّ لازال ضدُّه يَفديهِ |
لم تزلْ تُرشِدُ الغَوِيَّ من الْ | أيامِ أفعالُه الرشيدة ُ فيه |
مِنْ صلاة ٍ ومن صيام ومن بذْ | لِ نوالٍ ومن سَدى ً يُسديه |
وسوى ذاك من تُقى اللَّهِ حتى | صار شهرَ الصيامِ لا يجتويه |
ولقد كان قبلَ ذلك يَنْفي | هِ فأضحى لرُشْدِهِ يجتبيه |
وعسى قائلٌ يقول بجهلٍ | قولَ حيرانَ في ضلالٍ وتيه |
أي صُلْحٍ رأيتَهُ واتفاقٍ | بين هذين يا أخا التمويه |
حاشَ للَّهِ بل هما في عناد | غيرِ مُسْتَبْهمٍ على مُبْصِريه |
شَنَّ هذا على الجلود من الما | ءِ وهذا حَماه من شاربيه |
إن هذين ماعلمتَ لَضِدَّا | ن بعيدان عند ذي التشبيه |
فجوابي هناكَ لِلْمجتديهِ | كجواب امرىء أخي تفويه |
لم يعانِدْ أخٌ أخاه بأن خفْ | فَفَ من ثِقْل مِحْنَة ٍ عن بنيه |
شنَّ فيه على الجواد بروداً | فأباخَ الحَرورَ عن صائميه |
وأماتَ الغليل منهم فأضحَوْا | في نعيم به وفي ترفيه |
بل طَهوراً نَفَى به درن الآ | ثام والسيئات عن مذنبيه |
وكذاك الذي حَمَى الماء لمَّا | يذهبُ المذهبَ الذي يعنيه |
من خلافٍ على أخيه ولكن | رائضٌ راض مَنْ يلي ويليه |
منع الماءَ والطعام ليحْظَوْا | بهما في ظلالِ عيشٍ رَفيه |
وحماهم من المعاصي فأضحَوْا | في عفاف به وفي تنزيه |
وبيُمْنٍ الأمير أسعدهُ اللَّ | هُ وأبقاهُ مُرْغَماً حاسديه |
وفَّقَ اللَّه بين هذين حتى | عاينا بالصلاح مَنْ يَعنيه |
وَلعاً للأمير من عثرة الشَّكْ | وِ ونفسي وكلُّ نفسٍ تَقيه |
محنة ٌ ضاعَفتْ له الأجرَ في الصو | م ويا رُبَّ خِيرة ٍ في كريه |