م وَلع الزمانُ بأن يحرك ساكِناً
مدة
قراءة القصيدة :
48 دقائق
.
م وَلع الزمانُ بأن يحرك ساكِناً | وبأن يثيرَ من الأوابدِ كامنا |
وهُم الأحبة ُ مَنْ أقام ترحَّلوا | عنهُ فكلهمُ يُودِّعُ ظاعنا |
أضحى الزمانُ مُدائناً لك فيهمُ | ولعل رشداً إن قَضيتَ مُدائناص وَلع الزمانُ بأن يحرِّكَ ساكِناً |
وبأن يثيرَ من الأوابدِ كامنا | وهُم الأحبة ُ مَنْ أقام ترحَّلوا |
عنهُ فكلهمُ يُودِّعُ ظاعنا | أضحى الزمانُ مُدائناً لك فيهمُ |
ولعل رشداً إن قَضيتَ مُدائنا | فأرى الليالي ما نقضنَ مَعاهداً |
فيما أتينَ ولا هَجَمْنَ مآمنا | رحَّلنَ إلفَك عن مساكِن قلعة ٍ |
كانت لقوم آخرين مساكنا | فاقْن الحياءَ أبا الحسينِ فلم يكن |
شيءٌ فريٌّ لم تخلهُ كائنا | كان الذي قد كُنت توقنُ أنه |
سيكون فاجزعْ واقِناً لا واهنا | هوِّن عليك المُقطَعاتِ ولا تكن |
بنصيحة ٍ من مخلص مُتهاونا | إن الحوادثَ قد عدونَ فواجعاً |
فاشدُد إزاركَ لا يكن فواتِنا | لا تُنكرن من المصائبِ منا أتى |
حتى كأنك كنت منها آمنا | أنكره إنكار امرىء عرف الردى |
ورأى النفوس بأن يَمتْن رهائنا | إني نَكِرتُ على الليالي أن أتَتْ |
ما قد أتتهُ لم يكُنَّ ظنائنا | هل كُنتَ غِرَّا بالنوائب قبلها |
أم خِلتَهنَّ لما تُحبُ ضوامنا | بل كنتَ فيما قد لقيتَ مفكرا |
حتى كأنك كنتَ ثَمَّ مُعاينا | فعلامَ تَنْفِر نفرة ً وحشيَّة ً |
وتُعدُّ دهركَ غائلا لك خائنا | ماخان دهرٌ مُؤذِنٌ بصروفهِ |
ما انفكّ يُرسل بالمواعِظ آذنا | طامِنْ حشاكَ أخا البقاء لدائهِ |
فلتَزجُرنَّ أشائماً وأيامنا | داءَ البقاءُ الرفءَ إمَّا عاجلاً |
لا زلتَ تُوفاهُ وإما آينا | من عاشَ أَثكلَه الزمانُ خليلَهُ |
وسقاه بعد الصفوِ رَنْقاً آجنا | وكذا شِربُ العيش فيه تلونٌ |
بيناهُ عذبٌ إذ تحوّلَ آسِنا | والمرءُ ماعَدتِ الحوادثُ نفسَهُ |
يلقي الزمان محارباً ومُهادنا | دار الزمانُ بليلهِ ونهارهِ |
فأدار أرحاءَ المنونِ طَواحِنا | فتأمل الدنيا ولاتعجبْ لها |
واعجبْ لمن أضحى إليها راكنا | قضَّى أبو العباسِ خلّك نَحْبَهُ |
فجعلتَ نحبكَ دَمْعَك المتهاتِنا | ووَدْتَ أنك منه أولُ لاحق |
أوكنتَ مضموناً إليه مُقارنا | لكن أبى ذاك الإله فلا تُرِدْ |
مالم يُرد لقضائه وارض العزاء مخادنا | لاتسجُّننَّ الهمَّ عندك إنه |
مازال مسجوناً يعذِّبُ ساجنا | واصْبر كما أمرَ المليكُ فإنما |
يهدِي المدينُ إذا أطاع الدائنا | والله يمنحُك الخلودَ مجاوراً |
أخيك في جنّاته ومُساكنا | من بعد أن تحيا حياة َ ممتَّع |
لا كالمشيع علو بين ظعائنا | مامات خلُّك يوم زار ضريحَه |
بل يوم زار قوابلاً وحواضنا | بل منذ أُودع من أبيهِ وأمهِ |
مستودعيه فكن لذلك فاطنا | بل قد يَمُتْ دون الألى فوق الثرى |
نطقَ البيانُ مُكاتباً ومُلاسِنا | مازال خِلُّك ميتاً ولميتٍ |
في الميتينِ مُصاهرا ومُخاتِنا | مات الخلائقُ مُذْ نعاهُمْ ربُّهم |
بل مذ رأتْ عينٌ قريناً بائنا | أفللتقدُّم والتأخُّر يمتري |
عينيكَ أسرابَ الدموع هواتنا | ساق الخليل إلى الخليلِ فناؤه |
ليكون مدفوناً له أو دافنا | ولربما اختُطفا جميعاً خطفة ً |
والدهرُ أخطفُ ماتراه مُحاجنا | ولما جلوتَ صفاح قلبِك واعظا |
إنِّي رأيتُ عليه ريناً رائنا | لكنهُ التذكيرُ يَهْديه الفتى |
لأخيه حينَ يرى أساهُ راحَنا | ولئن عبأتُ لك الأسى لَعَلى امرئٍ |
أمسَى الحزين عليه لا المتحازنا | ولئن أمرتُك بالتجلد ظاهراً |
لقد امتلأتُ عليه شجواً باطنا | ولقد أقول غَداة َ قامَ نَعيُّه |
هيَّجْتَ لي شجناً لعمرُك شاجنا | صَفَن الجوادُ وقد يطولُ جِراؤه |
ولتسمعَن بكلِّ جارٍ صافنا | وطوى العتيقُ جناحَه في وَكْنِه |
وقُصارُ ذي الطيران يُلقى واكنا | والحيُّ يرتَعُ ثم يسرعُ برهة ً |
فإذا قضى أَرَبْيهِ أمسى عاطِنا | مات الذي نالَ العُلا متناولا |
من بعدِ مانال العُلا متطامِنا | مات الذي كان النصيحَ مساتراً |
مات الذي كان النصير مُعالِنا | مات الذي فتَح الفتوحَ مُلايناً |
لاعاجزاً عن فتحِهن مُخاشنان وَلع الزمانُ بأن يحرِّكَ ساكِناً | وبأن يثيرَ من الأوابدِ كامنا |
وهُم الأحبة ُ مَنْ أقام ترحَّلوا | عنهُ فكلهمُ يُودِّعُ ظاعنا |
أضحى الزمانُ مُدائناً لك فيهمُ | ولعل رشداً إن قَضيتَ مُدائنا |
فأرى الليالي ما نقضنَ مَعاهداً | فيما أتينَ ولا هَجَمْنَ مآمنا |
رحَّلنَ إلفَك عن مساكِن قلعة ٍ | كانت لقوم آخرين مساكنا |
فاقْن الحياءَ أبا الحسينِ فلم يكن | شيءٌ فريٌّ لم تخلهُ كائنا |
كان الذي قد كُنت توقنُ أنه | سيكون فاجزعْ واقِناً لا واهنا |
هوِّن عليك المُقطَعاتِ ولا تكن | بنصيحة ٍ من مخلص مُتهاونا |
إن الحوادثَ قد عدونَ فواجعاً | فاشدُد إزاركَ لا يكن فواتِنا |
لا تُنكرن من المصائبِ منا أتى | حتى كأنك كنت منها آمنا |
أنكره إنكار امرىء عرف الردى | ورأى النفوس بأن يَمتْن رهائنا |
إني نَكِرتُ على الليالي أن أتَتْ | ما قد أتتهُ لم يكُنَّ ظنائنا |
هل كُنتَ غِرَّا بالنوائب قبلها | أم خِلتَهنَّ لما تُحبُ ضوامنا |
بل كنتَ فيما قد لقيتَ مفكرا | حتى كأنك كنتَ ثَمَّ مُعاينا |
فعلامَ تَنْفِر نفرة ً وحشيَّة ً | وتُعدُّ دهركَ غائلا لك خائنا |
ماخان دهرٌ مُؤذِنٌ بصروفهِ | ما انفكّ يُرسل بالمواعِظ آذنا |
طامِنْ حشاكَ أخا البقاء لدائهِ | فلتَزجُرنَّ أشائماً وأيامنا |
داءَ البقاءُ الرفءَ إمَّا عاجلاً | لا زلتَ تُوفاهُ وإما آينا |
من عاشَ أَثكلَه الزمانُ خليلَهُ | وسقاه بعد الصفوِ رَنْقاً آجنا |
وكذا شِربُ العيش فيه تلونٌ | بيناهُ عذبٌ إذ تحوّلَ آسِنا |
والمرءُ ماعَدتِ الحوادثُ نفسَهُ | يلقي الزمان محارباً ومُهادنا |
دار الزمانُ بليلهِ ونهارهِ | فأدار أرحاءَ المنونِ طَواحِنا |
فتأمل الدنيا ولاتعجبْ لها | واعجبْ لمن أضحى إليها راكنا |
قضَّى أبو العباسِ خلّك نَحْبَهُ | فجعلتَ نحبكَ دَمْعَك المتهاتِنا |
ووَدْتَ أنك منه أولُ لاحق | أوكنتَ مضموناً إليه مُقارنا |
لكن أبى ذاك الإله فلا تُرِدْ | مالم يُرد لقضائه وارض العزاء مخادنا |
لاتسجُّننَّ الهمَّ عندك إنه | مازال مسجوناً يعذِّبُ ساجنا |
واصْبر كما أمرَ المليكُ فإنما | يهدِي المدينُ إذا أطاع الدائنا |
والله يمنحُك الخلودَ مجاوراً | أخيك في جنّاته ومُساكنا |
من بعد أن تحيا حياة َ ممتَّع | لا كالمشيع علو بين ظعائنا |
مامات خلُّك يوم زار ضريحَه | بل يوم زار قوابلاً وحواضنا |
بل منذ أُودع من أبيهِ وأمهِ | مستودعيه فكن لذلك فاطنا |
بل قد يَمُتْ دون الألى فوق الثرى | نطقَ البيانُ مُكاتباً ومُلاسِنا |
مازال خِلُّك ميتاً ولميتٍ | في الميتينِ مُصاهرا ومُخاتِنا |
مات الخلائقُ مُذْ نعاهُمْ ربُّهم | بل مذ رأتْ عينٌ قريناً بائنا |
أفللتقدُّم والتأخُّر يمتري | عينيكَ أسرابَ الدموع هواتنا |
ساق الخليل إلى الخليلِ فناؤه | ليكون مدفوناً له أو دافنا |
ولربما اختُطفا جميعاً خطفة ً | والدهرُ أخطفُ ماتراه مُحاجنا |
ولما جلوتَ صفاح قلبِك واعظا | إنِّي رأيتُ عليه ريناً رائنا |
لكنهُ التذكيرُ يَهْديه الفتى | لأخيه حينَ يرى أساهُ راحَنا |
ولئن عبأتُ لك الأسى لَعَلى امرئٍ | أمسَى الحزين عليه لا المتحازنا |
ولئن أمرتُك بالتجلد ظاهراً | لقد امتلأتُ عليه شجواً باطنا |
ولقد أقول غَداة َ قامَ نَعيُّه | هيَّجْتَ لي شجناً لعمرُك شاجنا |
صَفَن الجوادُ وقد يطولُ جِراؤه | ولتسمعَن بكلِّ جارٍ صافنا |
وطوى العتيقُ جناحَه في وَكْنِه | وقُصارُ ذي الطيران يُلقى واكنا |
والحيُّ يرتَعُ ثم يسرعُ برهة ً | فإذا قضى أَرَبْيهِ أمسى عاطِنا |
مات الذي نالَ العُلا متناولا | من بعدِ مانال العُلا متطامِنا |
مات الذي كان النصيحَ مساتراً | مات الذي كان النصير مُعالِنا |
مات الذي فتَح الفتوحَ مُلايناً | لاعاجزاً عن فتحِهن مُخاشنا |
مات الذي أحيا النفوسَ بيُمنه | وأمات منها للملوك ضغائنا |
مات الذي صانَ الدماءَ ولم يزلْ | عن كل إثم للأئمة ِ صائنا |
مات الذي أغناه لطفُ حَوِيلهِ | عن أن يُهز صوارما وموارنا |
مات الذي رأب الثأَي مُتعالياًوَلع الزمانُ بأن يحرِّكَ ساكِناً | وبأن يثيرَ من الأوابدِ كامنا |
وهُم الأحبة ُ مَنْ أقام ترحَّلوا | عنهُ فكلهمُ يُودِّعُ ظاعنا |
أضحى الزمانُ مُدائناً لك فيهمُ | ولعل رشداً إن قَضيتَ مُدائنا |
فأرى الليالي ما نقضنَ مَعاهداً | فيما أتينَ ولا هَجَمْنَ مآمنا |
رحَّلنَ إلفَك عن مساكِن قلعة ٍ | كانت لقوم آخرين مساكنا |
فاقْن الحياءَ أبا الحسينِ فلم يكن | شيءٌ فريٌّ لم تخلهُ كائنا |
كان الذي قد كُنت توقنُ أنه | سيكون فاجزعْ واقِناً لا واهنا |
هوِّن عليك المُقطَعاتِ ولا تكن | بنصيحة ٍ من مخلص مُتهاونا |
إن الحوادثَ قد عدونَ فواجعاً | فاشدُد إزاركَ لا يكن فواتِنا |
لا تُنكرن من المصائبِ منا أتى | حتى كأنك كنت منها آمنا |
أنكره إنكار امرىء عرف الردى | ورأى النفوس بأن يَمتْن رهائنا |
إني نَكِرتُ على الليالي أن أتَتْ | ما قد أتتهُ لم يكُنَّ ظنائنا |
هل كُنتَ غِرَّا بالنوائب قبلها | أم خِلتَهنَّ لما تُحبُ ضوامنا |
بل كنتَ فيما قد لقيتَ مفكرا | حتى كأنك كنتَ ثَمَّ مُعاينا |
فعلامَ تَنْفِر نفرة ً وحشيَّة ً | وتُعدُّ دهركَ غائلا لك خائنا |
ماخان دهرٌ مُؤذِنٌ بصروفهِ | ما انفكّ يُرسل بالمواعِظ آذنا |
طامِنْ حشاكَ أخا البقاء لدائهِ | فلتَزجُرنَّ أشائماً وأيامنا |
داءَ البقاءُ الرفءَ إمَّا عاجلاً | لا زلتَ تُوفاهُ وإما آينا |
من عاشَ أَثكلَه الزمانُ خليلَهُ | وسقاه بعد الصفوِ رَنْقاً آجنا |
وكذا شِربُ العيش فيه تلونٌ | بيناهُ عذبٌ إذ تحوّلَ آسِنا |
والمرءُ ماعَدتِ الحوادثُ نفسَهُ | يلقي الزمان محارباً ومُهادنا |
دار الزمانُ بليلهِ ونهارهِ | فأدار أرحاءَ المنونِ طَواحِنا |
فتأمل الدنيا ولاتعجبْ لها | واعجبْ لمن أضحى إليها راكنا |
قضَّى أبو العباسِ خلّك نَحْبَهُ | فجعلتَ نحبكَ دَمْعَك المتهاتِنا |
ووَدْتَ أنك منه أولُ لاحق | أوكنتَ مضموناً إليه مُقارنا |
لكن أبى ذاك الإله فلا تُرِدْ | مالم يُرد لقضائه وارض العزاء مخادنا |
لاتسجُّننَّ الهمَّ عندك إنه | مازال مسجوناً يعذِّبُ ساجنا |
واصْبر كما أمرَ المليكُ فإنما | يهدِي المدينُ إذا أطاع الدائنا |
والله يمنحُك الخلودَ مجاوراً | أخيك في جنّاته ومُساكنا |
من بعد أن تحيا حياة َ ممتَّع | لا كالمشيع علو بين ظعائنا |
مامات خلُّك يوم زار ضريحَه | بل يوم زار قوابلاً وحواضنا |
بل منذ أُودع من أبيهِ وأمهِ | مستودعيه فكن لذلك فاطنا |
بل قد يَمُتْ دون الألى فوق الثرى | نطقَ البيانُ مُكاتباً ومُلاسِنا |
مازال خِلُّك ميتاً ولميتٍ | في الميتينِ مُصاهرا ومُخاتِنا |
مات الخلائقُ مُذْ نعاهُمْ ربُّهم | بل مذ رأتْ عينٌ قريناً بائنا |
أفللتقدُّم والتأخُّر يمتري | عينيكَ أسرابَ الدموع هواتنا |
ساق الخليل إلى الخليلِ فناؤه | ليكون مدفوناً له أو دافنا |
ولربما اختُطفا جميعاً خطفة ً | والدهرُ أخطفُ ماتراه مُحاجنا |
ولما جلوتَ صفاح قلبِك واعظا | إنِّي رأيتُ عليه ريناً رائنا |
لكنهُ التذكيرُ يَهْديه الفتى | لأخيه حينَ يرى أساهُ راحَنا |
ولئن عبأتُ لك الأسى لَعَلى امرئٍ | أمسَى الحزين عليه لا المتحازنا |
ولئن أمرتُك بالتجلد ظاهراً | لقد امتلأتُ عليه شجواً باطنا |
ولقد أقول غَداة َ قامَ نَعيُّه | هيَّجْتَ لي شجناً لعمرُك شاجنا |
صَفَن الجوادُ وقد يطولُ جِراؤه | ولتسمعَن بكلِّ جارٍ صافنا |
وطوى العتيقُ جناحَه في وَكْنِه | وقُصارُ ذي الطيران يُلقى واكنا |
والحيُّ يرتَعُ ثم يسرعُ برهة ً | فإذا قضى أَرَبْيهِ أمسى عاطِنا |
مات الذي نالَ العُلا متناولا | من بعدِ مانال العُلا متطامِنا |
مات الذي كان النصيحَ مساتراً | مات الذي كان النصير مُعالِنا |
مات الذي فتَح الفتوحَ مُلايناً | لاعاجزاً عن فتحِهن مُخاشنا |
مات الذي أحيا النفوسَ بيُمنه | وأمات منها للملوك ضغائنا |
مات الذي صانَ الدماءَ ولم يزلْ | عن كل إثم للأئمة ِ صائنا |
مات الذي أغناه لطفُ حَوِيلهِ | عن أن يُهز صوارما وموارنا |
مات الذي رأب الثأَي مُتعالياً | عن أن يصادف ضارباً أو طاعِنا |
يا أحمدَ المحمودَ إن عيونَنا | أضحتْ كما أمستْ عليك سخائنا |
يا أصبغيّ المُلك إنّ ظواهراً | أَكْسَفتها منا وإنَّ بواطنا |
تلك المفارحُ أصبحت | قُلبت هموماً للعظام شوافِنا |
لا تبعدَنَّ وإن نزلتَ بمنزلٍ | أمسى بعيداً عن أَوُدِّكَ شاطنا |
فلقد أصابتكَ الخطوبُ حواقداً | ولقد أشاطَتْكَ المنونُ ضواغنا |
كنت الذي تَقْتادُهُنَّ على الوجى | وتُذِلُّهنَّ مَخاطما ورواسنا |
سُقيت معونَتك الوزير فلم تكن | إلا مُعاون جمّة ومعادنا |
وأُثيبَ سعيُك للإمام فلم تزل | لثغورهِ بجنود رأيكَ شاحنا |
ما كانت العزَّاء تزحَمُ منكُم | إلا جبالاً لا تزولُ ركائنا |
ماكانت الللأواءُ تَلقى منكُم | إلا مُضابِرَ نوبة ٍ ومُماتنا |
لهفي أبا العباس لهفة َ آملٍ | كان ارتجاكَ على الزمان مُعاونا |
ولساسة ُ الدنيا أحقُّ بلهفتي | منّي وأوْلى بالغليلِ جنَاجنا |
لَهفي عليكَ لخُطة ٍ مرهوبة ٍ | ما كنتَ فيها بالذميم مَواطنا |
لَهفي عليمَ لُهاً إذا أزَماتُها | ضاقتْ على الزّولِ الرحيب معاطِنا |
كمْ من أعادٍ قد رقَيْتَ فلم تدعْ | فيهم رُقاك الشافيات مُداهِنا |
أطفأتَ نارهُم وكنَّ نوائراً | وأبحتَ حقدَهمُ وكان دواجنا |
متألِّفاً لهمُ تألُّفَ حُوَّلٍ | لو شاءَ سَيَّر بالقفارِ سفائنا |
متلطفاً لهمُ تلطُّف قُلَّبٍ | لو شاء شادَ على البحارِ مَدائنا |
ماكان سعيُك للخلائف كلِّها | إلا معاقِلَ تارة ً ومعادِنا |
إن نابَهم خطبٌ درأتَ وإن بَغَوْا | مالاً ملأتَ خزائناً وخزائنا |
كم قد فتحتَ لهم عدواً جامحاً | كم قد حرثْتَ لهم خراجاً حارنا |
أنشرْتَ آراءً وكنّ هوامداً | وأثرتَ أموالاً وكنَّ دفائنا |
كانت فتوحُك كلُّها ميمونة ً | تأتي وليستْ للحتوف قرائنا |
بالخيلِ لكن لاتزال صوافناً | والبيضِ لكن لاتزال كوامنا |
عجباً لفتحِك بالسيوفِ كوامناً | تلكَ الفتوح وبالجيادِ صوافناص وَلع الزمانُ بأن يحرِّكَ ساكِناً |
وبأن يثيرَ من الأوابدِ كامنا | وهُم الأحبة ُ مَنْ أقام ترحَّلوا |
عنهُ فكلهمُ يُودِّعُ ظاعنا | أضحى الزمانُ مُدائناً لك فيهمُ |
ولعل رشداً إن قَضيتَ مُدائنا | فأرى الليالي ما نقضنَ مَعاهداً |
فيما أتينَ ولا هَجَمْنَ مآمنا | رحَّلنَ إلفَك عن مساكِن قلعة ٍ |
كانت لقوم آخرين مساكنا | فاقْن الحياءَ أبا الحسينِ فلم يكن |
شيءٌ فريٌّ لم تخلهُ كائنا | كان الذي قد كُنت توقنُ أنه |
سيكون فاجزعْ واقِناً لا واهنا | هوِّن عليك المُقطَعاتِ ولا تكن |
بنصيحة ٍ من مخلص مُتهاونا | إن الحوادثَ قد عدونَ فواجعاً |
فاشدُد إزاركَ لا يكن فواتِنا | لا تُنكرن من المصائبِ منا أتى |
حتى كأنك كنت منها آمنا | أنكره إنكار امرىء عرف الردى |
ورأى النفوس بأن يَمتْن رهائنا | إني نَكِرتُ على الليالي أن أتَتْ |
ما قد أتتهُ لم يكُنَّ ظنائنا | هل كُنتَ غِرَّا بالنوائب قبلها |
أم خِلتَهنَّ لما تُحبُ ضوامنا | بل كنتَ فيما قد لقيتَ مفكرا |
حتى كأنك كنتَ ثَمَّ مُعاينا | فعلامَ تَنْفِر نفرة ً وحشيَّة ً |
وتُعدُّ دهركَ غائلا لك خائنا | ماخان دهرٌ مُؤذِنٌ بصروفهِ |
ما انفكّ يُرسل بالمواعِظ آذنا | طامِنْ حشاكَ أخا البقاء لدائهِ |
فلتَزجُرنَّ أشائماً وأيامنا | داءَ البقاءُ الرفءَ إمَّا عاجلاً |
لا زلتَ تُوفاهُ وإما آينا | من عاشَ أَثكلَه الزمانُ خليلَهُ |
وسقاه بعد الصفوِ رَنْقاً آجنا | وكذا شِربُ العيش فيه تلونٌ |
بيناهُ عذبٌ إذ تحوّلَ آسِنا | والمرءُ ماعَدتِ الحوادثُ نفسَهُ |
يلقي الزمان محارباً ومُهادنا | دار الزمانُ بليلهِ ونهارهِ |
فأدار أرحاءَ المنونِ طَواحِنا | فتأمل الدنيا ولاتعجبْ لها |
واعجبْ لمن أضحى إليها راكنا | قضَّى أبو العباسِ خلّك نَحْبَهُ |
فجعلتَ نحبكَ دَمْعَك المتهاتِنا | ووَدْتَ أنك منه أولُ لاحق |
أوكنتَ مضموناً إليه مُقارنا | لكن أبى ذاك الإله فلا تُرِدْ |
مالم يُرد لقضائه وارض العزاء مخادنا | لاتسجُّننَّ الهمَّ عندك إنه |
مازال مسجوناً يعذِّبُ ساجنا | واصْبر كما أمرَ المليكُ فإنما |
يهدِي المدينُ إذا أطاع الدائنا | والله يمنحُك الخلودَ مجاوراً |
أخيك في جنّاته ومُساكنا | من بعد أن تحيا حياة َ ممتَّع |
لا كالمشيع علو بين ظعائنا | مامات خلُّك يوم زار ضريحَه |
بل يوم زار قوابلاً وحواضنا | بل منذ أُودع من أبيهِ وأمهِ |
مستودعيه فكن لذلك فاطنا | بل قد يَمُتْ دون الألى فوق الثرى |
نطقَ البيانُ مُكاتباً ومُلاسِنا | مازال خِلُّك ميتاً ولميتٍ |
في الميتينِ مُصاهرا ومُخاتِنا | مات الخلائقُ مُذْ نعاهُمْ ربُّهم |
بل مذ رأتْ عينٌ قريناً بائنا | أفللتقدُّم والتأخُّر يمتري |
عينيكَ أسرابَ الدموع هواتنا | ساق الخليل إلى الخليلِ فناؤه |
ليكون مدفوناً له أو دافنا | ولربما اختُطفا جميعاً خطفة ً |
والدهرُ أخطفُ ماتراه مُحاجنا | ولما جلوتَ صفاح قلبِك واعظا |
إنِّي رأيتُ عليه ريناً رائنا | لكنهُ التذكيرُ يَهْديه الفتى |
لأخيه حينَ يرى أساهُ راحَنا | ولئن عبأتُ لك الأسى لَعَلى امرئٍ |
أمسَى الحزين عليه لا المتحازنا | ولئن أمرتُك بالتجلد ظاهراً |
لقد امتلأتُ عليه شجواً باطنا | ولقد أقول غَداة َ قامَ نَعيُّه |
هيَّجْتَ لي شجناً لعمرُك شاجنا | صَفَن الجوادُ وقد يطولُ جِراؤه |
ولتسمعَن بكلِّ جارٍ صافنا | وطوى العتيقُ جناحَه في وَكْنِه |
وقُصارُ ذي الطيران يُلقى واكنا | والحيُّ يرتَعُ ثم يسرعُ برهة ً |
فإذا قضى أَرَبْيهِ أمسى عاطِنا | مات الذي نالَ العُلا متناولا |
من بعدِ مانال العُلا متطامِنا | مات الذي كان النصيحَ مساتراً |
مات الذي كان النصير مُعالِنا | مات الذي فتَح الفتوحَ مُلايناً |
لاعاجزاً عن فتحِهن مُخاشنا | مات الذي أحيا النفوسَ بيُمنه |
وأمات منها للملوك ضغائنا | مات الذي صانَ الدماءَ ولم يزلْ |
عن كل إثم للأئمة ِ صائنا | مات الذي أغناه لطفُ حَوِيلهِ |
عن أن يُهز صوارما وموارنا | مات الذي رأب الثأَي مُتعالياً |
عن أن يصادف ضارباً أو طاعِنا | يا أحمدَ المحمودَ إن عيونَنا |
أضحتْ كما أمستْ عليك سخائنا | يا أصبغيّ المُلك إنّ ظواهراً |
أَكْسَفتها منا وإنَّ بواطنا | تلك المفارحُ أصبحت |
قُلبت هموماً للعظام شوافِنا | لا تبعدَنَّ وإن نزلتَ بمنزلٍ |
أمسى بعيداً عن أَوُدِّكَ شاطنا | فلقد أصابتكَ الخطوبُ حواقداً |
ولقد أشاطَتْكَ المنونُ ضواغنا | كنت الذي تَقْتادُهُنَّ على الوجى |
وتُذِلُّهنَّ مَخاطما ورواسنا | سُقيت معونَتك الوزير فلم تكن |
إلا مُعاون جمّة ومعادنا | وأُثيبَ سعيُك للإمام فلم تزل |
لثغورهِ بجنود رأيكَ شاحنا | ما كانت العزَّاء تزحَمُ منكُم |
إلا جبالاً لا تزولُ ركائنا | ماكانت الللأواءُ تَلقى منكُم |
إلا مُضابِرَ نوبة ٍ ومُماتنا | لهفي أبا العباس لهفة َ آملٍ |
كان ارتجاكَ على الزمان مُعاونا | ولساسة ُ الدنيا أحقُّ بلهفتي |
منّي وأوْلى بالغليلِ جنَاجنا | لَهفي عليكَ لخُطة ٍ مرهوبة ٍ |
ما كنتَ فيها بالذميم مَواطنا | لَهفي عليمَ لُهاً إذا أزَماتُها |
ضاقتْ على الزّولِ الرحيب معاطِنا | كمْ من أعادٍ قد رقَيْتَ فلم تدعْ |
فيهم رُقاك الشافيات مُداهِنا | أطفأتَ نارهُم وكنَّ نوائراً |
وأبح
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) . |