ناشدتُك الله أن تستفسِدَ المننا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ناشدتُك الله أن تستفسِدَ المننا | يا ابنَ الوزيرين أو تستشهد الظِّننا |
والقربُ منك لقد غششت مُنتصحاً | مِنْ محضَري ولقد خَوَّنتَ مؤتَمنا |
إني امرؤ مستعيذٌ أَتُهَجِّنني | أو أن أُرى بحجابٍ منك مُمتَهِنا |
لايُكتَبن على وجهي حجابكمُ | من اغتدى مُستزيداً راح ممتحَنا |
إن كان عُتبك ضَناً فهو عارفة ٌ | لايعرفُ الناسُ في الدنيا لها ثمنا |
وإن يكن ذاك إعناتاً لمَقْلية ٍ | فقد غدوتُ بسوء الحال مُرتَهنا |
روحي رضاكَ وتأميلك ما بقيا | فإن سخِطتَ فماذا يُمسك البدنا |
لا أبتغي غيرَ أخلاقٍ خُصِصتَ بها | دونَ السهام التي فوَّقْتَها جُننا |
وقد فتحتَ لواشٍ بابَ حيلته | فاستعملِ العينَ بعد اليوم لا الأذنا |
يا من سطا بهزيل لا حراك به | أَسْمِنه ثم انتقم منه إذا سمنا |
لم يأذنِ الرأيُ في الشكوى فأشكُوَكُمْ | وقد شكاكم لنا ما تفعلون بنا |
أشكو إليك ولا أشكوكَ يا وَزَرِي | وكيف يشكوكَ من أعفَى له الزمنا |
تالله أشكو زماناً أنت صاحبُه | ولو تملأْتُ من أفعالِه إحَنَا |
وقد نظرتُ بعينٍ غيرِ كاذبة ٍ | فلم أجِدك على الأيام مُضطغنا |
أليس قد قرَّبتْني منك في دَعَة ٍ | وأسعدَتْك كَفَتْها هذه مِننا |
يا أسمحَ الناس نفساً باللُّهى ويداً | وأفسحَ الناس في مكروهة ٍ عَطَنا |
قد بان غَيُّ أُناسٍ في تَخرُّصِهم | لك العيوبَ فلا تجعل لهم لَسَنا |
هَبني خلعتُ بجهل فارطٍ زِيني | أخالعٌ أنت يا ذا الحكمة ِ الزِّينا |
لايُسخِطَنَّك ذنبٌ غيرُ معتمِد | على الوفاء الذي استخلصته سَكَنا |
أنجِز مواعيدَ قد شُدَّت معاقدها | شَدَّ المواثقِ إنَّ الخُلفَ قد لعُنا |
واعلمْ بأن شهودَ الشعر قد شهدت | قِدماً وأن ضَميرَ المجد قد ضَمِنا |
يا من إذا حُكتُ فيه المدح أوسَعني | مجداً فلم أجتلبْه من هُنا وهنا |
ومَنْ إذا ما أقامت لي مَواهبُه | فما أُبالي أقامَ الغيث أم ظعنا |
لا تهجُرنَّ أليفا إلا لفاحشة ٍ | إن الكريم يرى ألاَّفَهُ وطنا |
سلِّط عليَّ حيائي منك حَسْبُكَهُ | ولا تُسلط علي الهمَّ والحَزنا |
ها قدْ سألتك غُفراناً ونافلة ً | فلا أكن كالمُعنَّى يسألُ الدِّمنا |
ولا يقولنَّ حُسادي دعا وثناً | وإنما كنت أدعو الله لا الوثنا |
أعجِبْ بحاجة ملهوفٍ تُؤَخّرها | عناية ً مع إمكانٍ قد اعتونا |
ولو عقِلتُ ما حاولتُ نافلة ً | ولا بكيتُ وقد أقصيتني شجنا |
أمثلُ سُخطك يدهوني فيَكرُبني | شيء سواه وإن مثقالَهُ وَزَنا |
في سوء رأيك لي عن غيره شُغُلٌ | ينفي الكرى عن جفون العينِ والوسنا |
لو يئستُ من العُتبَى وفِتنتها | لما حَفِلتُ أطارَ الحظُّ أم وكَنا |
لكن نفسي تُمنيني مراجعة ً | وربما قَرُب الأمر الذي شطنا |
ولم أكن عن رجاءٍ فيك مُنصرفاً | ولو عدلتَ بذنب واحد حَضَنا |
وفي الرجاء على الإجرام تعفية ٌ | عند الأشداء في آرائهم مُننا |
ولو فَطنتُ لكان الذنبُ حينئذٍ | ذنْبين لا شك إلا عند من أفِنا |
فاعذِرْ على طلبي جَدْواك في هَنة ٍ | دهياءَ تنسي السُّقاة َ الغربَ والشَّطَنا |
جاذَبتَني الحبلَ حتى كدت تصرِمُه | عن غير جُرم فصادفتَ امرأً طبِنا |
إن احتجبتَ فلم تُنْصِفك غاشية ٌ | واستَنْكَفَتْ قال بدرٌ ربما دجنا |
وإن مطلتَ فلام الناسُ قال لهم | غيثٌ يجود إذا ما ربُّه أذنا |
وإن تَعتَّبْتَ أو أعرضتَ آونة ً | ناجَى النُّهى واستلانَ الجانبَ الخشنا |
وإن تلومتَ في أمرٍ يقوم به | قال اتقَى العَثْرَ محمودا وما وهنا |
فلست تعدَمُ منه عاذراً أبداً | مُسدَّداً يجمعُ الأفهامَ واللَّقنا |
أتبعتُ جَدبَك طَوْعي لا كذي خطَل | ممن تقاعسَ إذ جاذبتَه القَرنا |
مافوق ظاهِر وُدِّي ظاهرٌ حسن | وإنَّ أحسنَ منه للذي بطَنا |
أما لنا فيك آراءٌ مُسدَّدة ٌ | فلا تُعدَّن أهواءً ولافِتنا |
وقد جعلتَ لدعوى طاعنٍ سبباً | فلا تُبرهنْ على الدعوى إذا طعنا |
لاتَغبننَّ مُوالاتي ولا مِدَحي | فقد عهِدتك ممن يكره الغَبنَا |
ولا تُفتك العلى يا بن الأُلى شَرعوا | فيها الشرائع واستنُّوا لها السُّننا |
قومٌ تخطتْ إلى الأعقابِ أنعمُهم | حتى غذتهم غذاءً سابق اللَّبنا |