حَبَّبَتْ دُرَّة ُ القِيانَ إلينا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حَبَّبَتْ دُرَّة ُ القِيانَ إلينا | مثل ما بَغَّضَتْ إلينا القيانا |
حَبَّبتْهنَّ أن غدتْ وهي منهنْ | نَ وإنْ كُنَّ دونَها أوزانا |
ولقدُ فزن إذْ يُناغِينَ فاها | ويديْها وعُودها الألحانا |
وتحرَّمْنَ إذْ غدوْنَ إماءً | مذعناتٍ بحقها إذعانا |
تلبَسُ التَّاجَ فالقِيانُ لديْها | واضعاتٍ لتاجها الأذقانا |
تاجُ حُسْنٍ يَثْنيهِ تاجٌ من الإحس | سان تاجانِ طالما مَلكانا |
غير أني رأيتُها بغَّضَتْهُنْ | نَ بأن لم تدعْ لهنَّ مكانا |
نزلتْ في الدور مَنزل من | بَرَّزَ حُسْناً ومن علا إحسانا |
فنفتْهنَّ عن قلوبٍ وقدْ | كُنَّ تبوأْنَ حبها أوطانا |
فغدا البائساتُ منهنَّ يَطْلبْ | ن على دفعِ ظُلمها أعوانا |
ظلمتْ من صَبا وغَنّى | فكلُّ يشتكِي من دريرة َ العدوانا |
أنصفَ اللَّهُ صاحبَ العذْلِ منها | عاشقا والمحسنات الحسانا |
ما نَبالي إذا دُرَيْرة أبدتْ | نَزْهَتَيْها ألا نرى بستانا |
نزهة الطرفِ شَفْعها نز | هة السمع إذا ناغمتْ لك العيدانا |
ذات وجهٍ كأنَّما قيلَ كُنْ | فرداً بديعاً بلا نظيرٍ فكانا |
فيهِ عينان ترميانِ بلحْظٍ | نافذِ النَّبْلِ يصرع الأقرانا |
فوق غُصن مُهَفْهفٍ تلثم التفْ | فاح فيه وتلمس الرمانا |
تجتلي خلقها فتلقَى قواماً | خيزرانا وصِبْغة ً أرجوانا |
لونُها الدهر واحدٌ كجَني الور | د وإن كان وُدُّها ألوانا |
بينما وصلُها لذي الوُدّ وصلٌ | إذ أحالته بالقِلى هجرانا |
كَمَلتْ كلها فلستَ ترى في | ها سوى سوء عهدها نُقصانا |
فمتى ما أجلتَ طرفكَ فيها | فهْي كالشمسِ صُوِّرتْ إنسانا |
ومتى ما سمعتَ منها فَشَدْوٌ | يطرد الهمَّ عنك والأحزانا |
قادرٌ أن يُميتَ أشجانَ قوم | قادرٌ أن يُهيِّجَ الأشجانا |
ومتى ما لثمتَ فاها فشيْءٌ | تجد الراحَ فيه والريحانا |
ريقة ٌ كالشَّمولِ طِيباً ونشرٌ | كنسيم خاضَ الجنانا |
صَغَّروها مخافة َ العيْنِ عَمْداً | وهي أَعلى القيانِ قَدْراً وشانا |
فَدَعَوْها دُرَيرة ً وهي الدَّرْ | رَة ُ تَغْلُو فتأخذ الأثمانا |
لو رآها في الجاهليِّة قومٌ | عَبَدُوها وجانَبُوا الأوثانا |
هِيَ حُلْمِي إذا رَقَدْتُ وهَميِّ | وسُرورِي ومُنْيتي يقظانا |
مع أنَّ الرُّقادَ قد خانَ عَهْدي | مذ تكلَفتُ حبلها الخَوانا |
لاتزالُ القلوبُ تَصْبُو إليها | أو تراها تُقلِّبُ الأجفانا |
فإذا تابعت سهام الهوى المح | ض طلبنا هناك منها الأماناص غيرُ حنَّانة ٍ على عاشقيها |
حين تحتَثُّ عودها الحنَّانا | غيرَ أَنَّا نُحبُّها كيفَ كانتْ |
ما أحبَّتْ أرواحُنا الأبدانا | إن تُسلَّطْ على القلوبِ بلا جُر |
م فأحلى مُسَلَّطٍ سلطانا | قل لمن عابها أحَلْتَ وأبطلْ |
تَ وناقضتَ بل بهتَّ العِيانا | ليت شِعري أوجهها عِبْتَ كلا |
أم تنقَّصْتَ جيدَها الحُسَّانا | أم شواها إذا أغضَّ بُراها |
أم حَشاها أم فرعَها الفينانا | أم ندى صَوْتِها إذا رجَّعَتْهُ |
في المثاني أم دلَّها الفتانا | ليس فيها شيءٌ يُعابُ لدينا |
غيرَ بُخْلٍ بنَيلها قد شجانا | عندها البخل بالنوال ولو بالطْ |
طَيْفِ منها يزورنا أحيانا | نعمة ً كالغرام أوسعَنا اللَّ |
هُ امتنانا بوصلها وامتحانا | طال ما طوَّلتْ على حُبّها اليو |
مَ وما قصَّرَتْ عليه الزمانا | تتغنَّى فالدهرُ يومٌ قصيرٌ |
وإذا ما جفتْ عَدِمْنا كَرانا | أيُّها السائِلي بها كيفَ حَمْدِي |
لجَداها لقيتِ عندي بيانا | قد أَرَتْنا وأسمعْتنا ولكنْ |
تركتْ كلَّ عاشقٍ ظمآنا | أفلا قائلٌ لها ذو احتسابٍ |
حين تحمي رُضابها العطشانا | مَتِّعي هذه المراشف من ري |
قِك يا من يَمَتِّع الآذانا | واقسِمي العدْلَ في جوارِحِ قوم |
ترك الظُلم بعضَها هَيمانا | لا تُنيلي جوارحاً ما تَمَنَّتْ |
وتُنيلي جوارحاً حِرْمانا | أَرْشِفينا كما أريْتِ وأسمعْ |
تِ ولا تتركي الهوى صديانا | أنا واللَّهِ يا دريرة ُ أهوا |
كِ وإن ذقتُ في هواك الهوانا | ياكثيباً عليهِ غصنٌ من البا |
نِ وفرعٌ يمَجُّ مِسْكاً وبانا | أشْتَهِي أن أعَضَّ منكِ بناناً |
طال عَضِّي عليه مني البنانا | حين تستمطرين أوتارك الدُّرْ |
رَ على السامعين والمَرْجانا | لم أنلْ منكِ مذ هَوَيتُك حظا |
من نوالٍ سرا ولا إعلانا | غيرَ أني أبيتُ ليلي حَيْرا |
نَ أُراعي من نَجْمِهِ حيرانا | قد وصفْنا فمن غدا يتمارى |
فليزُرْنا نُقِمْ له البرهانا | عندنا مَنْظَرٌ لها وسماعٌ |
كَفيانا لطالبٍ تبيانا | ن |