ألا أيُّها المَوْسُوم باسم وكنية ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا أيُّها المَوْسُوم باسم وكنية ٍ | وجدناهما اشتُقَّا من الحمد والحُسنِ |
أَتَبْخلُ بالقرطاسِ والخطِّ عن أخٍ | وكفَّاك أنْدَى بالعطايا من المُزن |
لعمري لقد قوَّى جفاؤك ظِنتي | وأوهن تَأْميلي وما كان ذا وهْنِ |
ولِمْ لا وقد ألغيتَ شأْني مُخسِّساً | بذلك قَدْرِي مُسْتَخِفاً به وزني |
أبا حسنٍ يا إلفَ نفسي وأُنْسَها | ويا سندي في النائبات ويا رُكني |
أمثلك بعد الحِلم والعِلم والنُّهَى | يَبَرُّ وَيَجْفُو للإقامة ِ والظَّعْن |
ويأْتَمُّ بالإيامِ وهْي ذميمة ٌ | فينْسَى الذي تُقْصي ويَرْعَى الذي تُدْني |
إذا كنتَ خُلْصاني من الناس كُلَّهِمْ | وأعْرضْتَ عن ذكراي إعراض مُسْتغني |
فياليتَ شِعْري ما تركتَ لمُبْغِضٍ | يُصَرِّحُ بالبَغْضاءِ لي ثم لا يَكْني |
ألا أيُّها الحكامُ أعْدُو مُظَلَّماً | على بطلٍ في ظلمة ٍ غيرِ ذي قِرن |
أيعرضُ عني باخلاً بكتابهِ | أخٌ ليَ قلبي عندَهُ غَلِق الرَّهن |
لك الخيرُ كم من لوعة ٍ قد جنيْتَها | عليَّ وما تَدْري هناك ما تجنى |
جفوتَ فجافيتَ الجفون عن الكرى | وعَرَّضْتَ رأيي للزِّراية ِ والطَّعْن |
ومن يتَخَيَّرْ صاحباً غير عاطفٍ | عليه فمنسوبٌ إلى الجهل والأفْنِ |
وكم قائلٍ قد قال لي متمثلاً | ليوهِنَ مني أو يشدَّ قوى متني |
ألا إنَّ من يدعو مَودَّة َ مُعْرضٍ | ويَعْنِي بِصِدْقِ الوجد من غير ما يَعْني |
لكالمرتجي أنْ يقطعَ البحر فارساً | أو المُبْتَغِي أن يقطعَ البرَّ في سفن |
أو المبتِني بنيانَه فوق هائلٍ | من الرَّمْلِ لا ينفك يهوِي بما يَبْني |
وقلَّبْتُ أمري كي أرى لي إساءة ً | فلم أرها في الظهر منه ولا البطنِ |
سألتُك بالبيت الممسَّحِ ركنهُ | وبالمشهدِ المشهود مِن مَنْحرِ البُدْن |
أرقَّى إليكَ الكاشحونَ نميمة | طويتَ لها كَشْحَيْكَ مني علي ضِغن |
فيا عجباً إن كان ذاك وقد طوت | عجائب هذا الدهر قَرناً إلى قرن |
عهدتُك لا تَعْتَدُّ بالعين شاهداً | عليَّ فلمْ أصبحتَ تَعْتَدُّ بالأذن |
أم استفسدتْ ذاك الوفاء ملالَة ٌ | فأصبحتَ لا يثني عليكَ به المُثْني |
حبَسْتَ أخاً في سجن هَمٍّ وما جَنَى | فأطْلِقْهُ بالإعتاب من ذلك السجن |
ولا تَكُنِ المبذولَ لِلَّوْم سَمْعُه | وقرْطاسهُ بين الصِّيانة ِ والحزن |
أجِرنِيَ مِنْ حُزْنِي لرفْضِكَ حُرْمتي | فَحُزْنِي لِشَحْطِ الدَّار ناهيك من حزن |
كأني وقد فارقتُ داراً وبَلْدَة ً | تحلُّهُمَا أُخْرِجْتُ من جَنَّتَيْ عَدن |
وما العيشُ إلاَّ تارتانِ فتارة ٌ | مناخٌ على سهلٍ وأخُرى على حَزْن |
أتذكُرُ أيَّاماً بها وليالياً | محاسنُها كالروضِ في صُبْحَة ِ الدَّجن |
عهودٌ خَلَتْ محمودة ً وكأنَّها | مُعانَقَة ُ اللَّذاتِ في حُلَة الأمن |
عطفناك فاعطف إنَّ كل ابنِ حُرَّة ٍ | أخو مَكْسَرٍ صُلْب وذو معطف لَدْن |
وإنْ سَقَطا بي في كتابي تَتَابَعَتْ | فلا تَلْحنِي فيما جنيتُ على ذهني |
ظَلمْتَ فإنْ ألْحَنْ فظلمُك خُلَّتي | جَنَى زلَّتِي والظُّلْمُ شَرٌّ من اللحن |