شغَلَ المُحبَّ عن الرسو
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
شغَلَ المُحبَّ عن الرسو | مِ وإن غدتْ مثلَ الوُشومِ |
شكوى الظُّلامة منظلو | مفي حكومتها غَشومِ |
ظلمتْ لتحقيق اسمها | فغدتْ تُبرُّ على سَدومِ |
هلْ حاكم عدلُ الحكو | مة ِ مُنْصِفٌ لي من ظلوم |
باتتْ لظاهرها وسا | وسُ من حُليٍّ كالنجوم |
والباطني منها وسا | وسُ من هُموم كالخصوم |
شتانَ بينَ الحالَتَيْ | نِ من المُواصل والصَّرومِ |
كمْ بين وَسواسِ الحُليْ | يَ وبين وَسْواسِ الهموم |
سقْيا لها إذ طالعتْ | كَ ضُحى من الخِدرِ الكَتُوم |
وكأنَّ غُرَّة َ وجْهِها | شمسٌ تُطالِع من غُيومِ |
وقفتْ لقلبِكَ مَوْقفاً | يُهدي الصِّبا لذوي الحلوم |
واستعْجَمتْ لكنَّها | كَتَبتْ إليك بلا رُسوم |
أهدتْ لروحك روْحها | وحياً يدِق عن الجسوم |
وعَلِمْتَهُ رجماً وكم | لك من عُلوم في رُجوم |
إن لا تَلُمْ مَنْ راحَ في | كَ مُحَمَّلاً عبءَ الملوم |
أشكو إليكَ ظَماءة ً | مِنْ مُثلة ريَّا سَجوم |
ووِشاية َ العِطْرِ النَّمو | مِ عليَّ والحَلْيِ النَّموم |
لولاهما لأطعتُ فيكَ | نزاعَ صادية ٍ حؤوم |
قلتُ اصدفي ودعيهما | ليسا بحتم في الحُتوم |
ما الحَلْيُ والعِطرُ الفصي | حُ بضربة من ذي لُزوم |
إنْ كانَ قلبُكِ من هوا | هُ كقلبيَ الدامي الكلوم |
فتبرَّئي من واشيَيْ | كِ فليس تركُهما بلوم |
أو ما رأيتِ ذوِي الخصا | ئصِ في الهوى وذوِي العمومِ |
يتبرأون من الجُلو | د لمنْ هَوَوْا ومن اللحومِ |
فتبسمت علماً بصد | قك وانقطعْتَ إلى الوُجوم |
دع ذا لِبدْرٍ قد أضا | ءَ فما عليه مِنْ قُتوم |
وافى سناهُ ودونهُ | حجبُ السرورِ مع الجُروم |
فتحكَّمَتْ خُففُ المطا | مِعِ والأمانيِّ الجُثوم |
ثم استقلَّ فكانَ نو | راً للسُّهولِ وللحُزوم |
فتجوَّبتْ بهمُ الدُّجَى | وتكثفتْ غُمَمُ الغُموم |
قدِمَ الأميرُ فمرحباً | بالقادمينَ وبالقُدوم |
مَلِكٌ غدا فوقَ البريْ | ية ِ والأخشَّة ُ في الخطوم |
كالوالد البرِّ الرؤو | فِ بنا وكالأُمِّ الرؤوم |
والخسْفُ دونَ قبوله | طرفاً من الخَسْفِ المشوم |
ليثُ اللُّيوثِ إذا الحرو | بُ تسعَّرتْ قرْمُ القُروم |
غيثُ الأنام إذا الغُيو | ثُ بخلن في السَّنة الأزوم |
ما في قِراه لطارقٍ | ولمستميح من عُتوم |
خَفَّتْ خُطاهُ إلى الوَغَى | والحلمُ أرجحُ مِنْ يسوم |
وجد السلامة َ في الكرا | هة والفخامَة َ في السهوم |
فتراهُ يُبْرزُ وجههُ | تحت السُّيوفِ وللسَّمومِ |
لم تُلْهِه خَمرُ المرا | شفِ لا ولا خَمْرُ الكروم |
وأخو الرفاهة ِ بين مُس | معة ٍ وإبريقٍ رذوم |
ممَّن يُغادِي المِزْهَر الحنْ | نانَ للقوْس الزَّجوم |
تكفيهِ أوتارُ القَس | يّ من المثالث والبُموم |
ظفرت تزال في اللقا | ء بسهم فلاجٍ سَهُوم |
ما إنْ تزال عِداتُه | بينَ الهَزائم والهُزوم |
يغزو العدا في ليل زَنْ | ج حالك ونهارِ روم |
فاللَّيلُ عَوْنٌ والنها | رُ له على الأمر المَروم |
وابنا الزمان هما هما | غلبا المعاقلَ بالهُجوم |
يرمي العِدا بجوائح | تأتي الفروعَ من الأروم |
كالريح أهلكتِ الهوا | لكَ في لياليها الحسُوم |
يا دهرُ جارى من عِدا | تك ساحلا بحرٍ طمومِ |
بحرٌ يجِمّ على العطا | ء ويستغيضُ على الجُموم |
من هاشم في أنفها | فارجعْ بأنفٍ ذي هُشوم |
خيرُ الفُروع بالباسقا | تِ سما به خيرُ الجذوم |
تُضْحي يداهُ لمالهِ | ما شئتَ من جارٍ هضوم |
لم يَحْسبِ المجد الشرا | ء ولم يَبعْ كرماً بلوم |
نفحاتُهُ فوقَ المُنى | وظنونُهُ فوقَ العُلومِ |
سمُّ البريّة ِ سُخْطُهُ | ورضاهُ دِرياقُ السُّموم |
رجعتْ حقائبُ وَفْدِهِ | كُوماً على أمطاءِ كوم |
يشكونَ أثقالَ الغِنَى | طَوْراً وأثقالَ السجوم |
ما مثلهُ عن بَخْس مث | لِكَ حَقَّ مثْلي بالنَّؤومِ |
عافِيه من بَذْلِ اللُّهَى | والمُرْتجِيه على التُّخوم |
لا تستحيلُ عهودُه | والمِسكُ معدومُ الحُموم |
يأسُو ويَكْلِمُ غيرَ مَذْ | مومِ الإساءة ِ والكُلوم |
ساسَ الورى بيد وهُو | بٍ للُّهَى ويدٍ ضموم |
فيدٌ كصفحة ِ سَيْفِه | ويدٌ كشفرتِهِ الحذوم |
فذَوُو السعادة ِ ذاهبو | ن عن القصومِ إلى العصوم |
وذوو الشقاوة ذاهبو | ن عن العصوم إلى القصوم |
يا صاحبَ الفضلِ الخصو | صِ وصاحبَ البذلِ العُموم |
يا ناصرَ الدينِ الذي | ذاد السباعَ عن اللُّحوم |
وأجدَّ أعلامَ الهُدَى | بعدِ الخُلوقة ِ والطُّسوم |
كم مِنْ مَقامٍ قُمْتَهُ | ماكان قبلكَ بالمَقُومِ |
خذها كأوْشية الرِّيا | ضِ وفوق أوِشية ِ الرُّقومَ |
مطبوعة ً مصنوعة ً | تختال في الحقل الضَّموم |