إذا كان صبريَ للعاجلِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا كان صبريَ للعاجلِ | مُلاوة َ صبريَ للآجلِ |
فما ليَ أتركُ مالا يزولُ | وأعملُ للعَرضِ الزائلِ |
أأصبرُ هذا المدى كُلَّه | لغير رغيبٍ ولاطائلِ |
ويعجُزني صبرُ أضعافِه | لما دونَه أمَلُ الآملِ |
شهدْتُ إذاً أنني مائقٌ | وأنْ لستُ بالرجلِ العاقلِ |
يُباعُ النفيسُ بما دونَهُ | لإيثار مستسلفٍ عاجلِ |
فما عُذرُ مَنْ باع أسنى الحظو | ظِ بالوَكْسِ من مُوكِس ماطل |
أأتركُ آخرتي ضَلة ً | وأخدُم دنيايَ بالباطل |
وأُسخطُ ربّي وأُرضي العبا | دَ بغيرِ ثوابٍ ولانائلِ |
شهدتُ إذاً أنني جاهلٌ | بحظّي وزدتُ على الجاهِل |
أبا أحمدٍ طال هذا المطا | لُ وَحَسْبُك بالدهر من غائل |
فأنجِزْ عِداتك أو أعطني | أماناً من الحَدَثِ النازل |
تذكَّر فكم ليَ من مِدحة ٍ | تركَّضتُ في ذَيْلها الذائل |
وكائنْ كسوتُكَ من حُلة ٍ | مشيتَ بها مِشية َ الرافل |
وكم لك من بارقٍ خُلَّبٍ | كذوبٍ ومن عِدة ٍ حائل |
يُحصَّلُ في الزّق نفخُ اليرا | عِ وما لِعدانك من حاصل |
ولو لم تكنْ عُقُماً عُقَّراً | لقد جاوزتْ مدّة َ الحاملِ |
منحتُك مدحي فلم تجزهِ | ألا ضلّ سعْيَ من عاملَ |
كأني في كلّ ما قُلتُهُ | زَرَعتُ حصا في صفا صامل |
رجعتُ إلى فضلِ مَنْ فضْلُهُ | على الإنس والجنّ والخابل |
دفعْتُ لساني إلى صيْقلٍ | وأسلمتُ عِرضي إلى غاسل |
وكم كنتُ نبَّهتُ من خاملٍ | وكم كنتُ حلَّيتُ من عاطل |
فلو كنتُ أعشقُ جدوى يدي | كَ لحان ذهولي مع الذَّاهلِ |
إذا مدحَ المادحُ الناقصي | نَ ذكَّرهُم فوزَة َ الفاضلِ |
فأهدى لهم مِدحة ً حسْرة ً | لتقصيرهِم عن مَدى الكاملِ |