تَظلَّمَ شِعري إلى القاسم
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تَظلَّمَ شِعري إلى القاسم | فأعْدَى على الزمنِ الغاشمِ |
تطوَّلَ حتى توهمتُهُ | يُطاولُ بدْرَ بني هاشم |
ونوَّلَ حتى لقد خِلُتهُ | يُساجلُ فيَّ أبا القاسم |
فتًى نال عافُوهُ مَرْضاتَهُمْ | فجلَّ على مَرْغمِ الراغم |
نُطيفُ ببَحْرٍ لهُ زاخرٍ | ونأوِي إلى جبلٍ عاصم |
بناهُ الإله لنا مَعْقِلاً | بناءَ المُخلِّدِ لا الهادم |
هو الدهر مُصْغٍ إلى سائلٍ | وليسَ بِمُصْغٍ إلى لائم |
تظلُّ يداه يديْ غارمٍ | وبَهْجَتُهُ بهجة َ الغانم |
وما غارمٌ حَصَّلَتْ كفُّهُ | له الحمدَ والأجرَ بالغارم |
وما تستفيقُ يدا قاسمٍ | كأنَّ يديْهِ يدا عائم |
يحاذر إنْ وَنَتَا طَرْفة ً | حذارَ امرىء ٍ حازمٍ عازمِ |
ويرهب أحدوثة َ الباخلي | نَ في أزمة ِ الزَمنِ الآزم |
ومَنْ كفَّ مِنْ زَمنٍ عارمٍ | تسلَّمَ مِنْ زَمنٍ عارمِ |
وليستْ بسيِّدِنا خُلَّة ٌ | تُخَوِّفُهُ العَذْمَ من عاذم |
لقد نَصَّهُ اللَّهُ في مَنْصبٍ | سليمٍ من الذامِ والذائم |
فلا عيبَ فيه سوى نائلٍ | يراهُ المُنَوِّلُ كالحام |
يظلُّ يرى حقَّهُ باطلاً | أطافَ خيالاً على نائم |
فلا انْفَكَّ تالِفَ أموالهِ | وقاءً على عِرْضِهِ السالم |
ولا زال غيثاً على سائلٍ | مُحِقٍّ وغيظاً على ناقم |
فما تاجرٌ باعهُ حَمْدَهُ | بِمُحتقبٍ حَسْرَة َ النادم |
وإني وقدْ آب لا خائباً | ولا حاملاً ثقَلَ الآثم |
فلا يتوهَّمْ أخو شُبْهة ٍ | فلمْ يَبْقَ وهْمٌ على واهم |
عجبتُ لمَنْ حَزْمُهُ حزمُهُ | تكونُ يداه يدَيْ حاتم |
عجبْتُ لمن جودُهُ جودُهُ | تكونُ له عُقدة ُ الحارمِ |
عجبتُ لِمَنْ حِلمُهُ حلمُهُ | تكونُ له صَوْلة ُ الصّارم |
عجبت لمن حَدُّهُ حَدُّه | تكون له رأفة ُ الراحم |
أرى كلَّ ضِدٍّ إلى ضِدِّهِ | من الخير في طبعه السالم |
إليكمْ جُفاة َ العلى إنَّني | دُفعْتُ إلى مُفضلٍ عالم |
يُضيء بيوم لهُ شامسٍ | ويسقي بيومٍ له غائمٍ |
يقولُ فيروِي صدَى جاهلٍ | ويُعطي فيروي صدى حائم |
قراني قِرَى غيرَ ما عاتم | وليس قِرَى السَّمحِ بالعاتم |
قراني لُهًى وقراني نُهى ً | فلستُ لرِفدَيْنِ بالعادم |
فما لمديحي من خاتمٍ | وما لعطاياه من خاتم |
فتًى لا يُذَمُّ بجودِ المُضِي | عِ كلاَّ ولا بخلِ النادم |
ألا أجرِ مدحكَ في قاسم | فما لحروفِكَ من جازم |
أمُسْتَكْتِمِي قاسمٌ عُرْفَهُ | أبيْتُ على المُحْسِنِ الظالم |
كريمٌ أسرَّ إليَّ الغِنى | وما أنا للْعُرْفِ بالكاتم |
وهَبْني كتْمتُ أتخفى له | بروقُ نداه على الشائم |
ووسْمُ اليسارِ على موسرٍ | وسِيما النعيمِ على ناعم |
أقاسِمُ ياقاسمَ المُنْفسا | تِ لا زلتَ في جَذلٍ دائم |
مدحتك مدحة لا باخسٍ | ثناءَكَ حقّاً ولا زاعم |
فساجلتُ شيْخَ بني تَغلبٍ | وساجلتُ شيخَ بني دارم |
أُجَهِّزُ فيك جميلَ الثنا | إلى حافظٍ وإلى آقم |
وحسبي معانيكَ من جَوْهرٍ | وحسبُكَ عبْدُكَ مِنْ ناظمِ |
ولم أر مثلكَ مِنْ سيِّدٍ | وكم لك مِثْليَ من خادمِ |
فلا زلتَ غيثاً على سائلٍ | ولا زلتَ غيظاً على راغم |
وإن كنتَ أعقبتني جفوة ً | وما أنا والله بالجارم |
وراعيتَ غيري وأغفلتني | خلافاً لميزانِكَ القائم |
وليستْ بحاليَ من مُسْكة ٍ | وإن جَمْجَمَتْ سكتة ُ الكاظم |
أبى ذاك أنكُمُ مُعْشَرٌ | مناعيشُللرازحِ الرازم |
وأنْ ليس للداءِ داءِ الفقي | رِ غيرُكُمُ الدهرَ من حاسمِ |
ومن تُسْلِموهُ لأيّامِهِ | ففي شظفِ لازبٍ لازم |
أمِنْ بَعْدِ منزلة المُطْعِمي | نَ أعْدِمْتُ منزلة َ الطاعم |
أمْنْ بَعْدِ منعي حريمَ المَضِي | مِ أسلمتموني إلى الضائم |
فلانتْ قناتي للغامزي | نَ وارْفَتَّ عُوديَ للعاجم |
أَلَمْ أك في أُفقٍ مُسْفِرٍ | فماليَ في أُفقٍ قاتم |
ألمْ أكُ جذلان في ظلكم | فماليَ في مَقْعَد الواجم |
إلى عدلكَ المُشْتَكَى كُلُّهُ | فحَسْبي بعدْلِكَ من حاكم |
وإني لأظلمُ إذْ أشتكي | وعدلُكَ كالكوكبِ الناجم |