أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما | ءِ لازلتَ حياً مُدالاً مُديلا |
أتاني أنك راعيتني | وساءلتَ عني سؤالاً طويلا |
فأكبرتُ ذاك وأعظمْتُه | وإنْ كان فيما تسدّي قليلا |
ورفَّعتُ رأساً به خشعهُ | وأثقبتُ للدهرِ طرْفاً كليلا |
وأصبحتُ أخطِرُ ذا نخوة ٍ | عزيزاً وأضحى عدوي ذليلا |
وأقسمتُ بالله أن لا يزا | ل مقدارُ نفسيَ عندي جليلا |
ولمْ لا يُجلُّ امرؤٌ نفسه | وأنت ترى فيه رأياً جميلا |
ويا لهفَ نفسي لما طلبْ | تُ أن كان بختيَ بختاً عليلا |
أيطلبني سيدٌ لا أزا | ل أبغي بجهدي إليه سبيلا |
فأخْفى عليه ويخفى عليْ | يَ أي فدٍ بغاني مُغيماً مُخيلا |
ليُمطرني مطرة ً لا يزا | ل عُودي منها وريقاً ظليلا |
أقولُ لنفسي وقد أثْخنت | فأبدتْ عويلا وأخفت غليلا |
عزاؤكِ يا نفسُ لاتهلكي | فإن لأمرك أمراً أصيلا |
وإن أمامك مندوحة ً | ومولًى كريماً ورفداًجزيلا |
ومنْ شأنه أن إذا همْ | مَ ثمَّ مستكثراً أن يُرى مستحيلا |
وإن سبق الرأيَ وعدٌ له | بمُنفسِه جلَّ أن يستقيلا |
أراه بحقٍ مليكاًعليْ | يَ مقتدراً ويراني خليلا |
سيطلبني فضلهُ عائداً | كما يتتبّعُ سيلٌ مسيلا |
جعلتُ بذاك سنا وجهِه | بشيراً وجودَ يديه كفيلا |
ولن أتقاضاه حسبي به | على نفسهِ للمعالي وكيلا |
ولست أرى شاعراً عادلا | يكون لسماه عندي عديلا |
جعلت الصباحَ على نفسه | دليلاً لعيني وحسبي دليلا |