لعمري لقد سهَّلْتَ ماليس بالسهل
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
لعمري لقد سهَّلْتَ ماليس بالسهل | فسمعاً لوعظٍ أو فوعظاً على رِسْل |
أسهَّلْتَ عندي والسفاهة ُ كاسمها | رزيئة َ وُدّ ليس من ناجمِ البقْلِ |
ولكن من الفَرس الكريم الذي سمتْ | بواسِقُهُ غير الأشاءِ ولا الجعل |
ألا في سبيل الله وُدٌّ رَببْتُهُ | بماءِ الصفاءِ العذب في الخُلُقِ السهلِ |
فلما تطعمْتُ الثمارَ وجدتُها | أمرَّ من البلوى وأدهَى من القتلِ |
ألا لا أُراني أيها الناس لاقياً | من الناس من يرعى لخير ولا فضلِ |
ولا مُعظّماً خِلاًّ لغير ثرائه | وإن كان ذا تقوى وإن كان ذا عقلِ |
وكم واعدٍ عدلاً على خلطائه | إذا قُلّد الأحكامَ تاب من العدلِ |
ينوحُ على الأحرارِ في جوْرِ غيره | ويُوسعُهمْ جَوْراً ويَشْرَى على العذلِ |
فلو ساس من ألحاه جَهْلٌ عَذَرْتُه | ولكنّ من ألحاه عالٍ عن الجهل |
إليك أبا عبدِ الإله بعثتُها | على ثقة ٍ بالحلمِ منك وبالبذلِ |
جريتُ مع الإدلال شأواً مُغَرّباً | فإن قلتَ لي مهلاً مشيتُ على مَهْلِ |
ولكنني لابُدَّ لي من مقالة | أقومُ بها ليستْ بظلمٍ ولاهَزْلِ |
ألستَ الذي أصفيتُه واصطفيتُه | وآثرته قِدْماً على المالِ والأهل |
ألست الذي أمَّلتُهُ وادَّخرتُه | فمالي وقد أمرعتَ أرتعُ في المحلِ |
تجاوزْ حديثَ البخس والوكسِ كلَّه | وخذْ في حديثٍ جلَّ عن ذلك الفصلِ |
أتحْدِثُ أمراً مثلَ أمرِك جامعاً | فأُخْرِجَ منه مخرجَ الساقط النذلِ |
أكنتُ قذاة َ العين دونَ الألى دُعوا | أم السوءة َ السوآء في ذلك الحفلِ |
أكانَ تخلّي مغرسي واشتغالُه | سواءً وقد صُنّفْتُ في جوهر النخل |
ألا صاحبٌ يبكي لمصرع صاحبٍ | وإنْ كان لم يُكْلَمْ برمحٍ ولا نصلِ |
ألا أين عني المعْظِمون لحرمتي | فقد فَضَلَتْها عندكم حرمة ُ الوغلِ |
ألا أين عني الصائنونَ لصفحتي | فها هي قد أضحت أذلَّ من النعلِ |
ألا أين عني الحافظونَ صنيعَهم | ألا أين مني حافظو البعْدِ والقَبْلِ |
أأفضتْ بيَ الأيامُ درَّ درُّها | إلى ما ترى عيني من الهُون والأزلِ |
تيقَّظْ أبا عبدِ الإله فإنها | مَناعس لاتعشَى امرءاً فائز الخصْلِ |
أتهجرني والحبلُ في خيرٍمعقدٍ | وتحنو وتدنو عند مضطرب الحبل |
وما ذاك عن ذنبٍ سوى أنَّ خُلَّتِي | بلا مَلقٍ فيما علمت ولاخَتْلِ |
تأمَّلْ فإنا والبهائمَ أُسْوَة ٌ | سوى عدلنا في النقضِ طوراً وفي الفتلِ |
فَضَلنا بإيثارِ الجميلِ وفعلِه | ونحن سواءٌ والبهائم في الأكلِ |
أما لتأذّينا على الناس حرمة ٌ | لديكم أما للشكل حَقٌّ على الشكلِ |
أما للتشاكي والتباكي ذمامُهُ | لياليَ ذادونا عن العَلّ والنَّهْلِ |
ضربتُ لك الأمثالَ تنبيه واعظٍ | وحاشاك من قِيلٍ وحاشاك من قَوْلِ |
وتجمعنا من بَعْدِ قُرْبَى كتابة ٌ | وإنْ قلَّ عِلْمي بالجريب وبالأشل |
ألم ترَ أنَّ الغدر أردَى ابنَ بلبلٍ | وقد كان ذا خيلٍ وقد كان ذا رَجْلِ |
ومازلتَ تلحاهُ على مثل ما أرى | فنكبْ هداك اللَّه عن سنن النبلِ |
ولا تعتذرْ إلا بما أنت أهلهُ | فلم تُؤتَ من فرعٍ ولم تُؤتَ من أصلِ |
وكم عاتبٍ أهدى إليك عتابَه | فكافأته بالجاه والنائل الجزلِ |
كذاكَ عَهِدنا السؤدَد الطفلَ فيكم | فكيف تراه وهْو في نُهْيَة ِ الكهلِ |
ولا تشتغلْ عني بلومِك خطبتي | فتودعَ صدر الودّ ذَحلا على ذَحْلِ |
إلى الله أشكو أن شعري مُظَلَّم | وأني من الأيام في مَنْهل ضحلِ |
ثناؤكُمُ للبحتري وودكُمْ | ومدحي لكم حاشا هواكم من الخبلِ |
فإن قلتُم للحكم بالحق فضلُه | فما للدبغِ النحلِ من عسلِ النحلِ |
أسارتْ له فيكم أماديحٌ مثلُها | يُحمّلُ ثقلَ الحق مستثقِلي الحملِ |
أمِ الخلة ُ الأخرى التي تعرفونها | بل الخلة ُ الأخرى وما النكث كالجدل |
ألم يتجهمْكُمْ بمدحٍ كأنه | شَبا الحدّ أسَرى في البقاعِ من النمل |
هجاكم بمنْزُورِ الهجاءِ ووغدِه | وماحلية الحسناءِ بالعاجِ والذَّبلِ |
فنال التي أجرَى لها وهْو وادعٌ | مصونٌ وقد أسقاكُم حَمأة السجلِ |
فكان هجاءٌأن هجاكم وأنه | أبى شَغْلَكُم أشعارَه غاية الشَّغْل |
فعارضْتُهُ فيكم بمدحٍ كأنه | شبابٌ جديدٌ أو صقالٌ على نصل |
فكافأتموني بالذي هو أهْلُه | من المنع والحرمان والرفضِ والخذلِ |
وكافأتموه بالذي أستحقَّهُ | من البرّ والإحسانِ والعطفِ والوصلِ |
هطلتُ فأطفأتُ الصواعقَ عنكُم | فلم تَفْرِقوا بين الصواعقِ والهطلِ |
بلى قد فرقتم فرقَ عاكِس خُطَّة ٍ | وما المغزِلُ المعكوسُ بالمحكمِ الغرلِ |
إلى الله أشكو أنَّ بحريَ زاخرٌ | وأني من المعروف في منهل ضحل |
ولو كفَّ وجهي قوتُه صنتُ ماءه | ومنطقَهُ عن موقعِ الجوْدِ والوبلِ |
وأعفيتُ نفسي من أناسٍ أراهمُ | يعدُّونني رَذْلاً وما أنا بالرذلِ |
ويرمونني دون امرىء لو نضلْتُه | لكان لهم حظانِ في ذلك النضلِ |
مديحٌ يُعالي ذكرَهُمْ وحماية ٌ | لأعراضِهم أمدادُها عِدَّة الرملِ |
وما ذاك عند البحتريّ لصاحب | ولابعضُه في باب فرضٍ ولانفلِ |
ومابي قصْبُ البحتري وثلبُهُ | وإن صال فحلٌ ذاتَ يومٍ على فحل |
شهدتُ له بالعِتْق في الشعر مخلصاً | وما أنا فيه بالهجين ولا البغْلِ |
ألا ذاكَ مجَّاجُ السُّلافِ علمتُه | وإني لمجاجٌ لما ليس بالنطل |
ولكنَّ حظاً ناله وحُرمتُهُ | أرى خشلَه معرى ً ومعوى من الخشل |
لقد أنكرتني بعلبك وأهْلُها | بل الأرضُ بل بغدادُ صاحبة ُ التَّبلِ |
أرى لصديقي أَمْنَ ظُلمي ولا أرى | له أمَن إنصافي وإن كان في وعلِ |
فلا يغترر من امرؤ بدماثة ٍ | فإني امرؤ أوى إلى جَلَدٍ عبْلِ |
وفي السيف فصل تحت صقلٍ يزينه | وفيَّ الذي فيه من الصقل والفصلِ |
وماهذه مني وعيداً بجهلة ٍ | ولكنها الإخبارُ عن عزمة ِ بتل |
أُمِرُّ وأُحْلِي منطقي في عتابكم | وكلُّ عتابٍ ذو سَجاح وذو كَحلِ |
وفي غيرتي خفَّتْ وزفَّتْ نعامتي | ألا فاعذروها أن تَزِفَّ من الرأْلِ |
ولاتنكروا صقلي الإخاءَ فإنه | إذا طبعَ الصمصام حودثَ بالصقل |
ومهما أقلْ فيكم فإني أخوكُم | على كلّ حالٍ من مريرٍ ومن سحلِ |
وما أنا للحمِ الخبيثِ بآكل | وما أنا للحمِ الذكي بمستحلي |
إلى كم يُحازُ الرزقُ دوني وإنما | إلى الله رزقي وحده لا إلى بعلِ |
وماكنتُ للزوجات قِدْماً بضَرة | فيهجرني بعلٌ فترضى عن البعل |