أبابكر لك المثْلُ المعلَّى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أبابكر لك المثْلُ المعلَّى | وخدُّ عدوّكَ التَّربُ الذليلُ |
رأيتُ المطْلَ مَيداناً طويلاً | يَروضُ طِباعَهُ فيه البخيلُ |
يُراودُ عن جَداهُ نَفسَ سوءٍ | ترى أن الجَدا رُزءٌ جليل |
فما هذا المِطالُ فداكَ أهلي | وباعُكَ بالندى باعٌ طويل |
أظنُّك حين تقدُر لي نَوالاً | يقلُّ لديك لي منه الجزيل |
ويُعوزِك الذي ترضى لِمثلي | وإن لم يُعْوزِ الرأيُ الجميل |
وعينُ الماجِد المفضالِ عينٌ | كثيرُ نوالهِ فيها قليل |
وفيما بين مَطلِك واختلالي | يموت بدائه الرجلُ الهزيلُ |
فلا تَقْدرْ بقدركَ لي نوالاً | ولاقَدرِي فتحقِرُ ماتُنيل |
وأطلِقْ ماتَهُمُّ به عساهُ | كفافي أيها الرجلُ النبيل |
وإلا فالسلامُ عليكَ منّي | نبتْ دارٌ فأسرعَ بي رحيلُ |
وإني قائلٌ لك قولَ لاهٍ | نبيلٍ شأنُه شأنٌ نبيلُ |
إذا ضاقتْ على أملٍ بلادٌ | فما سُدَّتْ على عزمٍ سبيلُ |
وإن يكُ جانبٌ لاظِلٌّ فيه | فلي في جانبٍ ظلٌ ظليلُ |
وبئس الظلُّ ظلٌّ ليس فيه | لذي سببٍ يمرُّ به مَقيل |
وكل مُطالبٍ يزدادُ بُعداً | فمنه تَعوُّضٌ وبه بديل |
وهذا الموتُ للأحياء طُراً | قرارٌ والحياة ُ لهم مثيل |
سيرعى ظِمْأَه قرنٌ فقرنٌ | ويُوردُ حوضه جيلٌ فجيل |
وصرفُ الدهرِ يسلك في مدارٍ | يُجيلُ خطوبه فيها مُجيل |
فآونة ً يُدالُ على أناسٍ | وآونة ً يديلهُمُ مُديل |
وليس على يدٍ بقرار أمنٍ | ولاليدٍ بثروتها كفيل |
فما لي إثرَ منصرفٍ حنينٌ | ولا بي نحو منحرفٍ مَميل |
وقد يتيسر الميئوسُ منه | كما يتعذرُ الأمرُ المُحيل |
ومن يكُ من ثنائي مستقيلاً | فإني من جَداه مستقيل |
وأعجب ماأراني الدهرُ أني | وفي عهدي وعهدك مستحيل |
ولو صمتَ لم يُعجزك نفعي | وأنَّى يعجزُ المرءُ الحَويل |
سألتمس المنافعَ من مَليكٍ | إذا طالبتُه فهو الكفيل |
وتعلمْ أيُنا المغبونُ منا | عِياناً أو يقوم لك الدليل |
أحَدُّكَ عند لائمتي حديدٌ | وحدُّكَ عند منفعتي كليل |
ستحكم بيننا القُلسُ النَّواجي | ويُبعد بين دارينا الذميل |
لجأتُ إليكم فخذلتموني | وضِفْتكُم فما قُرِيَ النزيلُ |
ورمتُك فاستطلْتُ بلا نوالٍ | فما لنزاهتي لاتستطيلُ |
سلوتُ مراضعي وصِبا شبابي | فكيف يعزُّ أن يُسْلَى خليل |
سيجزي اللهُ ماأوليتموني | لكم صاعٌ بصاعِكُمُ مَكيل |
وأحسبُ أن عِرضَك عن قليلٍ | أبا بكر هو العِرضُ الفتيل |
ولي عِرضٌ تكانفهُ لسانٌ | كأنّ كليهما سيفٌ صقيل |
فهذا غيره الدنسُ المُخزّي | وهذا غيره الطِبعُ الكليلُ |
صحبتَ ذوي المكارمِ آل وهبٍ | بلؤمِك إذ أمالهمُ الدليلُ |
فأيقنَ كلُّنا أنْ سوفَ تحمي | جُرامتَها بشوكتها النخيل |