يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك | لم تُبقِ لي صبراً ولم تتركْ |
يايوم إسحاقَ الذي غالهُ | أيَّ حريمٍ ليَ لم تَنْتهكْ |
جرَّعتني دونَ الورى ثُكلَهُ | بل كلُّهمْ في ثُكلِهِ مشتركْ |
من ذا الذي لم يُبكه فقدُهُ | من حدثٍ غرّ ومن مُحتنِكْ |
لمَّا أتاني نعُيهُ بغتة ً | كاد حجابُ القلبِ أن ينهتكْ |
كيف عزائي عن فتى ً لا يُرى | شبيهُهُ في أيّ فجّ سُلك |
كأنه في كلّ أحوالِهِ | من ذهبٍ لا شكَّ فيه سُبك |
يالهف نفسي أن أرى يومَه | وأنْ أرى بيتاً له ما سُمك |
يالهفَ نفسي أن أرى ماله | مقتسماً من بعدِه قد مُلك |
مالُ امرىء ٍ ما كان قُفلاً له | بل كان في تفريقهِ مُنهمك |
سقياً لأخلاقٍ له لا تُرى | في سوقة ِ الناسِ ولا في مَلك |
أيُّ سماحٍ ضُمَّ في قبرهِ | وماءِ وجهٍ في ثراهُ سُفكِ |
مضى ولم يُفتَك به إذ مضى | لكن بروحي وبجسمي فُتك |
قد كان حسبي من بني آدمٍ | لو أنه عُمّرَ لي أو تُرك |
ياقمراً كان إذا ما بدا | بين نجومِ الليل لم تشتبك |
أصبحتُ مذ غُيّبتَ عن ناظري | كأنني في حَيرة ِ مرتبك |
يرحمكَ الرحمنُ من هالك | لو تُقبَل الفدية غاليتُ بك |