أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ | مُستفسداً ما امتننتَ من مِنَنكْ |
أيَّ جناياته اضطغنتَ له | فليس هذا أوانَ مضطغنكْ |
ياقادماً سرَّني بمَقْدمه | قد ساءني ما أراه من ظَعنِكْ |
أشكيتني بعد نعمة ٍ حَسَمَتْ | شكواي صرفَ الزمانِ في زمنِكْ |
تركتني ضاحيا بمُرْتَمَضٍ | وكنتُ تحت الظليل من فَنَنِكْ |
ياأعذبَ الماءِ لِمْ أسنتَ على | مَنْ حقُّه أن يُعاذَ من أسنك |
من ذا تنصحَتَ من ثقاتِك في | صُرمي وماذا أطعتَ من ظننك |
لأيّ جُرمٍ غدوتَ تَلْفظُني | وكنتُ أحلى لديك من وسنِك |
متى تقاعستُ عن لجامِك أو | خلعتُ رأسَ المُطيع من رسنِك |
ألم أكن في حروبِك البطل ال | مُبَلَّى والمستشارَ في هُدنِك |
ألم أكنْ من سيوفِك القَلْعي | اتِوإن شئتَ كنتُ من جُننك |
مبتذلاً أنفسي وممتهناً | نفسي فيما هويت من مَهنِك |
يا واسعَ العفْوِ والمذاهبِ في ال | إفضالِ أين الرحيبُ من عطنك |
إلا يكنْ ما امتننت من مننٍ | في مُنَّتي حملُها ففي مُنَنك |
يا حَسن الخلْقِ والخلائقِ وال | أفعالِ أنَّى عدلتَ عن سَننك |
إن كنت أخطأتُ أو أسأتُ فلا | يظهر قبيحي كذا على حَسنك |
غلّبْ عليه جميلَ فعلِك بي | إن هناتي تغيب في شحنك |
أعْيَنُنا سيدٌ لأحْوَصنا | منك ومنِي فعدّ عن إحنك |
إن كان غابَ الصوابُ عن حَوصي | فلن يغيبَ الجميلُ عن عينِك |
يا عجباً من لئيم مُمتحني | إن عزّ يوما كريمَ ممتحنك |
قد زاد في شكوايَ إطراحُك إي | يايَ وما كان ذاك من سُننِك |
الحمدُ للَّهِ كنتَ من فِتني | ولم أكنْ عندَ ذاك من فَتنك |
أصبحتَ فيما يُعدُّ من شجني | ولستُ فيما يُعدُّ من شجنك |
طالت شكاتي فما اكترثتَ ولا | ألجاتَ كفَّ الأسى إلى ذقنك |
بل ظلتَ تستعرضُ البقاعَ ولا | تسخى بتعريجة ٍ إلى سكنِكْ |
موضعِ أسرارِكَ التي سُترتْ | وزيركَ المرتضي ومؤتمنِكْ |
ياحسرتا ما أحطتُ معرفة ً | بأنَّ شجوي يزيدُ في أرنك |
وكنتُ أستوهبُ الإله ضنى ً | لا بل نُحُولا يزيد في سمنك |
ياشاعراً يرْعوي لدِمنته | هلاَّ جعلتَ الصديق من دِمنِك |
أما تلقَّنتْ عن أئمتك الزُّه | رِ بذاك الصحيح من لعنِك |
إنَّ أحقَّ امرىء ٍ حَزنْتَ له | من يستعيذُ الإلَهَ من حَزنِك |
إن تكُ قد بِعْتَني فمن غَبنَى | أُبكَى وأبكي وليس من غبنك |
تعتاضُ منّي وليس لي عِوضٌ | منك متى ما خرجتُ من قرنك |
وأيُّ شيءٍ أدقُّ من ثمني | وأيُّ شيءٍ أجلُّ من ثمنِك |
قد ارتهنتُ الفؤادَ عندك فاح | فظْهُ وأحسِنْ جوار مُرتَهنك |
لاتمتحنّي بمنع وجهك عينيْ | يَ فلا صبرَ لي على مِحنك |
ليس من العدلِ أن تعذّبني | بالهجرِ بعد الظهورِ في زَينك |
ونائلٍ منك قلتُ حسبيَ بال | له إلهاً فاعكُف على وَثَنك |
لستَ ترى الشمسَ غيرَ مُظلمة ٍ | فلا انجلى ناظراكَ من كمنك |
ولفَّكَ اللَّهُ في لفائفِ غما | ئكَ حتى تُلفَّ في كفنك |
ذاك جوادٌ أراكَ مجتهداً | تطلبه واطئاً على ثُنَنك |
ياعجباً من مُفاخرٍ حَمقٍ | يقيسُ أحفاشهُ إلى حضنك |
أنَّى يُساميك في صليبة أح | رارِك أو مُعتفيكِ من يمنِكْ |
ومن يسامي امرأً ومُعتقُهُ | كسيفِ المقولِ آبن ذي يزنِك |
دُونَكَهَا ناظراً بغَفْلَتكَ الحرْ | رة ِ لا الألمعيَّ من طبنِك |
واعذرْ حميداً إذا أذِنَت لها | واغفرْ خطيئاتها لدى أذنِكْ |
يقولُ فيك المديحَ قائلُنا | وأينَ ذاك الضّياح من لَبنِك |
فيغتدي سُبحة ً لفيك ولو | شِئتَ بحقّ لكان من لُعنك |
عجْبتُ من ناسج نسائجَهُ | جهَّزَ أبرادَهُ إلى عَدَنك |
لا بل من العادلين عنك وإن | حاكوا خِلاف الرضيّ من يُمنِك |
يُهدَى لك الآبداتِ ممتدحٌ | وإنما الآبداتُ من فِطنك |
فتكتسيهنّ ماجداً عِطرالط | طِينة ِ لا يشتكينَ من درنِك |
طوبى لمُهدٍ إليك خَلْعتَهُ | طوبى لمنشورة ٍ على بدنك |
لازلتَ للناس موْرداً غَدِقاً | دلْوُكَ للمستقين في شَطنك |
تُقرضنا العرفَ بالثناءِ وتع | تد زكيَّ القروضِ من عَيَنك |
كم غُرْبة ٍ آنستْك في وطنٍ | للمجدِ آثرتَها على وطنك |
علمِتَ أن الخيار في بِطن ال | أضيافِ فاخترتها على بِطنك |
أقول للدهر إذ بصرتُ بمك | نونك مثل الجميلِ من عَلَنك |
يادهرُ زوِّجه من كرائمك النْ | نَعماءَ وادفعْ أذاكَ عن خَتَنك |
قدْحي فقيرٌ إلى رياشك مس | تغنٍ بما قد براه من سَفَنك |
فامنحني العطفَ في جوابك لي | واعفني إن رأيت من لَسَنك |