لم يزلْ قلْبُهُ إليهم مَشوقا
مدة
قراءة القصيدة :
9 دقائق
.
لم يزلْ قلْبُهُ إليهم مَشوقا | ثم أضحَى لديهمُ معلوقا |
بانَ قلبي فشاقني وجديرٌ | حُقَّ للقلب بائناً أن يشوقا |
يا فتى بان قلبُهُ وهو ثاوٍ | قُل لحاديك قد أنى أن تَسوقا |
جَلَّ مِقدارُ ما نأى عنك فارحل | عِرمساً تترك الحَصى مدقوقا |
فاطلُب القلب والذين سَبَوْهُ | عائقاً كل عائقٍ أن يعوقا |
لم تدعني حبائلُ الشادنِ الأك | حل حتى نشِبتُ فيها نشوقا |
علَّقتني حبالة ٌ منه ما انفكْ | ك فيها بنَبْله مَرْشوقا |
أحلالٌ أن يحزق الصيدَ صبراً | من رأى في حباله محزوقا |
طالب اللَّهُ مُقلتيه السَّحوري | نِ بحقِّي وقدَّه الممشوقا |
منع العينَ قُرة ُ العين أن تل | تذَّ طعمَ الرُّقاد بل أن تذوقا |
ما أنى مُسعِداً حماماً سجوعاً | فيه أو زاجراً غراباً نعوقا |
ويْكَ ياعائب الحبيب لتسلى | عنه مهلاً طلبْتَ أحوى عقوقا |
بأبينا حديثُ من عِبْتَ مسمو | عاً وبالنفس وجههُ مرموقا |
قد رضينا الحبيبَ لوكان مَرْ | ضِيَّا لدينا بعهده موثوقا |
أيها الذائقُ المُمِرَّاتِ صبراً | إنَّ شهداً في إثرها ملعوقا |
آل نوبختَ ليس يعدمُ راجي | كُمُ صبوحاً من رفدكم وغَبوقا |
كم نوالٍ لكم بكورٍ طروق | قد كفى نوبة ً بكوراً طروقا |
رُبَّ وادٍ أحلَّ من بعد إحرَا | مٍ فأضحى عفاؤه محلوقا |
جُدتُم جودة ً فأصبح رائي | ه بآثارها عليه مَروقا |
طَفِقتْ تمطر العفاة سماءٌ | من جَداكم فما أساءتْ طُفوقا |
حَسبُكم ويبَ غيركم قد تركتم | كل حرٍّ بفعلكم مرقوما |
أيَّ جيدٍ ترونه ليس يُمسي | في عري عارفاتكم مربوقا |
وإذا ماجريتُم في مدى الحك | مة خَلّفتُمُ الطَّلوبَ اللحوقا |
وتُقاسون بالسَّراة ومازل | تُمْ تفوقونَ فائقاً لامفوقا |
فتكونونَ للوجوه أنوفاً | وتكونون للرؤوس فُروقا |
قد وسطتم وفقتُم وتقدّمْ | تُمْ فأنذرتُ حاسداً أن يموقا |
لاتلجنَّ في معاندة ِ الحقْ | قِ فتُعتدَّ جاهلاً مألوقا |
كم عدو لكم غدا يجتديكم | ولقد بات نابُهُ محروقا |
فاجتدى نخلة ً قريباً جَناها | قد أنافتْ على النخيل بُسوقا |
لايراها أشاءة ً من يُسامي | ها ولا من بغَى جناها سحوقا |
أيها الطالبون خيراً وشراً | إنَّ شوْكاً فيها وإنَّ عُذوقا |
لاتزلْ عينُ شانيءٍ تتقذا | كم مَعوراً إنسانُها مبخوقا |
ووقاكُمْ به الإِلهُ ولقَّا | هُ من الجائحات حداً حلوقا |
لم أقل إذ صحبتكُمْ بعد أقوا | م تبدَّلتُ بعد نوقٍ عنوقا |
يحذقُ الناس ماتعاطوا وما أح | سبُ مدحاً في مثلكم محذوقا |
يا أبا سهلٍ الذي راع في السؤ | دد لا لاحقاً ولاملحوقا |
بل سَبوقاً إلى البعيد من الغايا | تِ عند الجراء لامَسبوقا |
والذي أبصَر السحابُ عطايا | ه فأضحى يشيمُ منه البروقا |
ورآه العيُّوقُ في فلكِ المج | دِ فأمسى يخالُهُ العيُّوقا |
والذي يَبهرُ البدورَ ببدرٍ | لايُرى كاسفاً ولاممحوقا |
وإذا رامَهُ عدو رآه | جبلاً فوق رأسِه منتوقا |
وإذا امتاحَهُ وليٌّ رآه | عارضاً واهي الكُلى معقوقا |
وإذا الخصْمُ لبَّس الحقَّ بالبا | طلِ كان المميِّز الفاروقا |
مالقينا مثل البُثوق اللواتي | مُنحتْ منك بعد برٍّ عُقوقا |
لاقُصوراً من الكرامة عنا | غيرَ أن اللقاء أضحى معوقا |
تركت لي حشاً عليك خَفوقا | وفؤاداً إليك صبَّاً مشوقا |
عجباً من خليفة ٍ وأميرٍ | كلَّفا البحر أن يَسدَّ البثوقا |
كيف يُرجى لسدَّ بثْقٍ جوادٌ | لم يزل ماءُ جُوده مبثوقا |
أريحيٌّ تُخاف بائقة ُ الطوفا | نِ من بطنِ كفه أن تبوقا |
وليَ السَّد وهو أقومُ بالفت | ح وإن كان قد يسدُّ الفتوقا |
وجديرٌ شرواه أن يرتقَ المف | توق طوراً ويفتق المرتوقا |
شقَّ بحراً من البحارِ وأرسى | جبلاً شامخاً يفوقُ الأنوقا |
هزَّ للماء هذمة ً كعصا مو | سى فأضحى عموده مفروقا |
بَيْن فرقيه برزخٌ مثل رضوى | عفق البثقَ فانتهى معفوقا |
وثنى النِّيلَ نحو مَسْلِكه الأرْ | شِد لما اعتدى وجار فُسوقا |
يابن نُوبختَ وابن أبنائه الصي | د كذا تُشْبه الغصونُ العروقا |
لاعَدمناك حُوّلا قُلبيا | مخلطا مزيلا فَتُوقا رتوقا |
لتقلَّدتَ حفر اسناءة النِّي | ل كميشا تُخال سيفاً دلوقا |
تسبقُ الفجرَ بالغدوِّ عيها | ثم لاتستفيقُ إلا غُسوقا |
لازماً بطنها تراها قناة ً | وترى طِينها هناك خَلوقا |
وترى السَّافياتِ تجري بها الأر | واحُ مسكاً يَذْرونه مسحوقا |
كم حُلوقٍ بَلَلْتها قد أفاءت | لك ذِكراً في الناس يشجي الحُلوقا |
كان مما حدَّثتُ ضيْفك أن قل | تُ وقد حَلَّ في ذُراك طروقا |
لو ترانا في بطن إسناية ِ النِّي | ل لأبصرتَ هارباً مرهوقا |
هارباً من مَغوثة ٍ كم أغاثت | من لهيفٍ ونفَّست مخنوقا |
تقدُم الماء وهو يتبعُنا في | ها مُخلَّى سبيلُه مدْفوقا |
كلما استقبلْتُه فيها صعودا | ءُ شققْنا له هناك شُقوقا |
فإذا ما احزأَلَّ فيها نَجوْنا | منه عدواً فلا يسيء اللُّحوقا |
والمساحي تسوقُهُ نحو مجرا | هُ فيا حُسنه هناك مسوقا |
عجباً أن تفرَّ منه وقد حُم | مِل من ميرة ِ الحياة ِ وسوقا |
بل لتطريقنا له وهو المه | روبُ منه ولم يكن ذاك مُوقا |
دأبُنا ذاك سائرَ اليوم حتى | ملأ الماءُ بطنها المشقوقا |
لو تراها وقد تسامتْ ذُراها | خِلت أمواجَها جمالاً ونوقا |
صنعُ والٍ يُمسي ويصبح مصبو | حاً بإتعاب جسمه مَغبوقا |
وهبَ النفسَ للعلا فجَزَتْهُ | رتبة ً تفرع النجوم سُموقا |
يا أبا سهلٍ الذي راق مرئي | اً وطابَ المخبور منه مَذوقا |
لم تزل مبدئاً مُعيدَ الفضلِ | وبما أنت فاعلٌ محقوقا |
لا عجيبٌ صفاءُ ودِّك للخِل | ل إذا كان خيمُك الرَّاووقا |
مثلُ ذاك الطِّباع صُفَّي من الأق | ذاء مستأثراً بذاك سَبُوقا |
قد قرأنا كتابك الحسن النَّظ | مِ فخلْناهُ لؤلؤاً منسوقا |
ووقفنا على خطَابك إيا | يَ فأصبحتُ وامقاً موموقا |
وبأني معشوقُ نفسك لا تُضْ | حِي وتُمسي إلا إليَّ مشوقا |
فرأينا تطولاً وسمعنا | منطقاً مونقاً كوجهك رُوقا |
إن تكن عاشقاً لعبدك تَعشقْ | عاشقاً لم تزل له مَعشوقا |
ولأنت المحقوقُ بالعشق لا المر | زوقُ لكن إخالُني المرزوقا |
غير أني إذا تأمَّلتُ إخلا | صك ودِّي أهَّلتني أن أروقا |
أنا من إن عشقته فلودٍّ | خالصٍ منه لم يكن ممذوقا |
وكأني وقد طويتُ إليك النا | سَ جاوزتُ نحو ماءٍ خُروقا |
ولعمري لقد وَردْتُكَ عذباً | لاجوى آجناً ولا مطروقا |
دائمَ العهد لا يُنقِّلكَ الغد | رُ إذا خِيل بعضهُم زاووقا |
إن تكن جاحداً لنُعماك عندي | لاتجدني لها كفوراً سَروقا |
تلك شمسٌ لها لديك غروبٌ | وتلاقي لها لديَّ شروقا |
إن هذا من الأمور لَبِدعٌ | حين ترعي الأمور عيناً رَموقا |
شرقُ شمسٍ فيه تغيب وغربٌ | فيه تُبدي صباحها المفتوقا |
أنت من راشني أثيثَ رياشي | وكسا اللحم عظمِيَ المعروقا |
واتّقاني بحقِّ سلطان ودّي | قِسمة ً ماذممتُها وطسوقا |
مُجرياً ذاك سُنَّة ً لي ما دا | م نهارٌ لليلهِ موسوقا |
ولما كنتَ مستودع الما | ءِ سِقاءً مُهزَّما مخروقا |
لا ولا مثل زارعٍ في سباخٍ | غادرت جُلَّ زرعه ماروقا |
أنا ممن يستقرِض العُرف مف | عولاً ويقضِي أضعافه منطوقا |
ورأيناك لاتقاضي إذا أق | رضت قرضاً إلا لساناً نطوقا |
بل وجدناك لامُريغاً جزاءً | بل إلى البذل لا سواه تؤوقا |
حاشَ للَّه لم تكن عند إفضا | لٍ إلى غير ذاته لتتوقا |
يا مُهاناً تِلادُهُ كل هُونٍ | متحفَّى بضيفه مَرفوقا |
سالماً عِرضُه وإن بات بالأل | سن من عاذلاته مسلُوقا |
نُصبَ وفدين ركب ماءٍ وطوراً | ركب ظهرٍ يعول سباسب خُوقا |
لاكمن أعتَب العواذل مذْمو | ماً فأضحى أديمُهُ ممزوقا |
كم وعيدٍ أخلفت لو حُقَّ أمسى | من أصابت سماؤه مصعوقا |
وعِداتٍ أنجزَت عفواً وحاشى | عِدة منك أن تَشوك بروقا |
ياسَميَّ الصدوقِ في الوعد إس | ماعيلَ أنى يكون إلا صَدوقا |
ورَعاً أن تُقارف البخل كفَّا | كَ وهيهاتَ أن تُلاقي فروقا |
رابط الجأش في الخطوب وماتع | دمُ قلباً من خوف ذمٍّ خَفوقا |
تركُب السيفَ في المعالي ولكنْ | تتقي شفرة َ اللسان العَروقا |
وتشيمُ الأمورَ غير مُضاهٍ | راعيَ الثَّلة النؤومَ النعوقا |
قد بلونا يومَيْك يابن عليٍّ | فحمدنا المغيومَ والمطلوقا |
يومك الحاتميِّ والتارك الخص | مَ مزلاً مقامُهُ زُحلوقا |
لك يومٌ من الندى ذو سماءٍ | لم تزل ثرَّة َ الفروغ دفوقا |
شفْعَ يوم من الحجى ذي حجاجٍ | تدع الشبهة َ الثَّبوت زَلوقا |
تنتحي مقتلَ الخصيم وقَوراً | لاخفيفاً عند الخُفوف نَزوقا |
منطقياً تُصرِّف الجنس والفص | لَ وما ولَّدا جَموعاً فروقا |
بارَ حمدُ الرجال بين ملوك النْ | ناس حتى أقمتَ للحمد سوقا |
وغدا الشعرُ في فنائك مبرو | راً وقد كان برهة ً معقوقا |
فابقَ يفديك من يفي بك مَفْ | ديَّاً ومن ليس عادلاً ثُفروقا |
إن تقدَّم مُنافسيك فلن يُذ | كر للنصل إن تقدَّم فُوقا |
غير ماطاعنٍ على من يُسامي | كَ ولكن لفائقٍ أن يفوقا |
لو مدحناكَ بالمديح الذي قد قي | ل في الناس لم يكن مسروقا |
ولكُنَّا في ما فعلناه كالحكا | م رَدُّوا على مُحقٍّ حقوقا |
مدح الأولونَ قوماً بأخلا | قكَ من قبل أن تُرى مخلوقا |
نَحَلوهم ذخائراً لك بالبا | طلِ منقِيلهم وكان زَهوقا |
فانتزعنا الغُصوبَ من غاصبيها | فحبا صادقٌ بها مصدوقا |