الدينُ والعلمُ والنَّعماءُ والشرفُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
الدينُ والعلمُ والنَّعماءُ والشرفُ | تأبى لجارك أن يُمنَى له التَّلفُ |
مؤيَّداتٌ من الأركان أربعة ٌ | يأوي إليهن محرومٌ ومُضْطعَفُ |
أبا عليٍّ وأنت المرءُ ليس لنا | جارٌ سواه إذا خِفْنا ولا كنَفُ |
أشكو إليك ظُلاماتٍ يُتَابعُها | من ليس يَحْسُن منه الظُّلم والجنَفُ |
مُؤَمَّلِي والذي أُشجي الخطوبَ به | أضْحى وأمسى وأدنَى ظُلمْه سَرفُ |
أظلّني سوءُ رأيٍ منه متَّصِلٌ | وليس لي من بلاءٍ سيِّءٍ سلفُ |
إلا مدائح ما تنفكُّ سائرة ً | لركْبها كل يوم نيَّة قذفُ |
وخدمة ً سبقَتْ أيامَ دولتِه | ما مثلُها زُلْفَة إن عُدَّت الزُّلف |
يَمَّمْتُه إذ وجوه الناسِ كُلهِمُ | فيها إلى الجانب المعمور مُنْصَرفُ |
مازلت ممتَطيا تلقاءه قدمي | لا يَطبينيَ عنه السَّعي والحَرفُ |
أُهدِي له الأنسَ في أيام وحشتِه | وعنديَ الصَّبْرُ والتأميلُ والظَّلفُ |
لا أجتدِيه ولا أمتاحُ نائله | ولا أزولُ ولي في الأرضِ مُصْطَرفُ |
حتى إذا فتح اللَّهُ الفتوحَ له | أصبحتُ لولا استتاري كِدْت أخْتَطفُ |
ظلماً توحَّدني منه بلا سبب | وليس لي منه أن حاكمتُ منتصَفُ |
تظاهرتْ غُمَمٌ سودٌ وليس لها | إلا بوجهك بعد اللَّهِ مُنْكَشَفُ |
ولم تزل يا ابن بدرٍ بدرَ مُضْحية ٍ | يبدو فيَنْجَابُ للساري به السُّدفُ |
فداوِ حالي بما فيه مَصَحَّتُها | فإن حالي حالٌ داؤها الدَّنَفُ |
كَلِّم رئيسي كلاماً في تعطُّفِه | إن الكرام إذا ما اسُتْعطِفوا عَطَفوا |
وليس دهْرِي إلا أنْ يتَاركني | بِحَيْثُ لا جفوة ٌ منه ولا لَطَفُ |
لا رغبة عن مُطيف بالمطيف به | لكنَّ نفسي شَموسٌ حين تُعْتَنَفُ |
وإنني لبَصيرُ العين ثاقبُها | أنْ لا نظيرَ له في الناسِ يُؤْتَنَفُ |
لكنه عمَّ تجوِيداً وتوفية ً | وخصَّني منه سوءُ الكيلِ والحشَفُ |
وإنني لَلضَّنين القبضتين به | وللضَّنينُ بقدري حين أُعْتَسَفُ |
وإن تركيَ حظّاً من صحابته | لحاجة قُرنتْ في النفس والأسفُ |
ممن لحاني بظهر الغيب قلت له | لا تُشغِلَنَّك عن أعمالك الكُلَفُ |
مولايَ لا عِوضٌ منه ولا خَلَفٌ | والقدْر لا عوضٌ منه ولا خَلَفُ |
ها إنها خُطبة قام الخطيبُ بها | بكْرٌ ولكنها في حزمها نَصَفُ |
وقد قصدتُك كالصادي أُليح له | في مهمهٍ ماء مُزنٍ صانه رصَفُ |
فليس لي يا ابنَ بدر عنك مُنْصرَفُ | ولا بُودِّي وشُكْرِي عنك مُنحرَفُ |
وكيف لي بخلافٍ فيك أركبُهُ | وليس في فضلك المشهور مُختَلَفُ |
فاحشُد لغائر قدرٍ إن حشدْت له | نما وزاد وإلا فهو مُنْتَسَفُ |
يامن إذا ماأناخ المُستضامُ به | أضحى يقاتل عنه العز والأنَفُ |
يامن إذا اهتُضم القدر استقاد له | فلم يَبِتْ وهْو مطلولٌ ولا طلفُ |
ما عُفْرُ شابة في أعلى معاقله | ولا عُقَابُ شَرَوْرَى ضمَّها لَجَفُ |
يوماً بأمنعَ منِّي يومَ تَمْنَعُني | كَلاَّ ولا قَسْورٌ في أذنِه غَضَفُ |
دوني الدروعَ إذا ماكنتَ لي وزراً | والبَيْضُ والبِيض والخطي والحجف |
فإنني لعزيز يومَ تنصُرني | وفيك عند اعتداء الدهر مُنْتَصَفُ |
يا أبعد الناس غوراً حين نَسْبُرُه | وأقربَ الناس غَوْرا حين يُغْتَرَفُ |
أصبحتَ بحر غَناءٍ غيرَ منتزفٍ | لاقَاهُ بحرُ ثناءٍ ليس يُنْتَزَفُ |
فالْفَظْ بِدُرِّ نثيرٍ ما له صدفٌ | أَلْفَظْ بدرِّ نظيمٍ ما له صدفُ |
كن لي كما كنتَ للراجين كُلِّهِمْ | لازال قَصْرك بالرَّاجِين يُكْتَنَفُ |
قل للكرامِ بني وهب معاقِلنِا | قَوْلاً يقرُّبه طوْعاً ويُعْتَرفُ |
العادلين موازيناً إذا حكموا | والرَّاجحين إذا ما شالت الكِففُ |
يا آل وهبٍ أدام اللَّهُ دولتكم | لقد رعيتُم فلا خوفٌ ولا عَجفُ |
حتى غدوتم لآمالِ الورى قِبَلاً | لها عليها طوالَ الدهرِ مُعْتكفُ |
فما لعبدِكُمُ المسكين بينكُمُ | كأَنَّه لَمرامِي دهره هدفُ |
وأنتُمُ النخلة ُ الطُّولى التي بسقَتْ | قِدْماً وبورك منها الأصل والطَّرفُ |
ولم تزل ليَ آمال مسلَّفة ٌ | وفيكم الآن للخُرَّافِ مُخترفُ |
فإن زوى عني الجُمَّارُ طلعَته | فلا يُصِبْني بحدّي شوكه السَّعفُ |
أمري وأمْركم بازٌ على علمٍ | مرمَّق بعيون الناسِ مشْتَرفُ |
فاللَّه اللَّه في أحدوثة ٍ حَسُنَتْ | لا تَهدِموها بظُلْمٍ إنها الشرفُ |