لِيوقن من يعارضني بأنِّي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لِيوقن من يعارضني بأنِّي | سأرهق ما بنى مبنى مُنيفا |
فإن أربى عليَّ بنيتُ قصراً | يطول بسُوره الشرف الشريفا |
فإن أربى عليَّ بنيتُ طوداً | يجوز النجم والسقف المطيفا |
نظرتُ بعين إنصافٍ وعدلٍ | فلم أرَ قطُّ ميزاني خفيفا |
ولم أرَ هائبي إلا قويَّاً | ولا مُستضعفي إلا سخيفا |
فتى الكُتَّابِ لا تَعرِض لشعري | فتظلمَ صاحباً مولى حليفا |
أعِدْ نظراً وكن حَكَماً فإني | أراك فقيه طائفة ٍ حنيفا |
وقل في صاحب لم يُلفَ إلا | حكيماً في مذاهبه ظريفا |
أَريباً في مآربه أديباً | لبيباً في مخاطِبه حصيفا |
نزيهاً في مطالبه نبيهاً | عفيفاً في مكاسبه نظيفا |
شريفاً في مَناسبه عريقاً | خفيفاً في ملاعبه ذفيفا |
تفرَّد بالكتابة ثم أضحى | يُنازعني القريضَ لكي يحيفا |
حوى دوني الحليلة َ ثم أنحى | يُريغ إلى حليلته اللطيفا |
كربِّ التسع والتسعين أضحى | يُنازعُ ربَّ واحدة صعيفا |
إخالُك تؤنس العدوان منه | وترضى بالملام له رديفا |
وأنت الخصم والحَكَم المنادَى | فقلْ سَدداً وأنجدْ مستضيفا |
وسدِّدْ في معاملتي وقاربْ | ولا تكُ في محاربتي عنيفا |
ولا تعرِضْ لواحدتي وأقبل | على الكبرى وكن رجلاً عفيفا |
ولم أمنعك وِردَ البحر كلا | ولا إلطافَهُ اللطف الطريفا |
ولكن دع زحامي في طريقي | فإنك واجد سعة ً وريفا |
وإن لم تهوَ إلا السير فيه | فإنك لن تصادفه مُخيفا |
رضيتُ وإن قذيتُ بكل شيءٍ | رضيتُ به ولم أخلق طفيفا |
فدونك طاعتي وصريح ودِّي | وهبتُ لك الوصيفة َ والوصيفا |
ولو خَصمٌ سواك أراد ظُلمي | لأسمعتُ الأصمَّ له حفيفا |
بأمثالٍ من المَثُلاتِ شُنْعٍ | تسير فتخرق الأفق المُطيفا |