لا زلتَ غوثاً إذا ناداك ملهوفُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لا زلتَ غوثاً إذا ناداك ملهوفُ | بحيث أنت ومن والاك مكنوفُ |
تا للَّهِ ما ضاع معروف نَفَحْتَ به | نحوي ولا بار مدح فيك موصوف |
قد قلت إذ طلعتْ نعماكَ تخبرني | إني بفضلك ما عُمِّرت ملْحوفُ |
لا يعتبد أحدٌ شعري بنائله | فإنه بأبي العباس مظلوفُ |
أيقنتُ إذا وامضتْني منك بارقة ٌ | أني بسيبك مربوعٌ ومخروفُ |
ما زلتُ أذكر معروفاً بعثت به | خلفي وقصرك بالمدّاح محفوفُ |
والفلْس ربٌّ يخرُّ الساجدون له | والشعر منصرَفٌ عنه ومصروفُ |
وآمرين بغير الرشد قلتُ لهم | لا ألفِظُ العذبَ إن العذبَ مرشوف |
تاللَّه أبى قليلاً طاب ملبسه | وهل قليلُ مُسوس الماء معيوف |
أليس قد جاءني والطير ساكنة ٌ | والنفس آمنة ُ والوجه مكفوف |
أنَّي أُرتّبُ شعري فوق نافلة ٍ | عاجتْ عليَّ ووجه الرِّزق مصروف |
لئن زهوتُ بشيء لا زمان له | إنِّي إذاً لزهيد الرأي مضعوف |
لو كنتُمُ من ذوي التمييز أعجبكم | زوٌجٌ إلى زَوجة ٍ تهواه مزفوف |
عُرفٌ يزُفُّ إلى كفٍّ مدفَّعة ٍ | طرف العيون بنور اللَّه مطروف |
ما أستقلُّ قليلاً أنت باذله | ذكراك إيايَ بالمعروف معروف |
أليس قد لاحظتني منك خاطرة ٌ | إن الشريف لمِن دوني لمشروف |
وجهْتَ نحويَ معروفاً تعاظمني | إلاَّ لقدرك إن الحق مكشوف |
والعودُ أحمد قولٌ قد جرى مثلاً | وعرفُ مثلك بالعوداتِ موصوف |
فأَجره ليَ إن النفس قد ألِفتْ | آثار كفيك والمعروف مألوفُ |
لا ينقطعْ وثنائي غيرُ منقطعٍ | كلاّ بل الحِسْي قبل البحر منزوفُ |
جدواك أكرمُ من أن لا أصادفها | وقفاً ومدحي عليك الدهرَ موقوفُ |
قد سار باسمك مدح لم أوفِّكه | وقد يبلِّغك الغاياتِ محذوفُ |
فاكمل بحيث ترى فيه نقيصَتَه | فالبدر وافٍ بحيث الشهر منصوفُ |
يا أحمد الخير يا من لا يعدُّ له | بدءٌ جميل بسوءِ العوْد مخلوفُ |
سلِّم من الريث والإقلاع جائزتي | فالعُرف بالريث والإقلاع مأْووفُ |
وما أزيدك إقبالاً على كرمٍ | وإن غَدا وهو عند الناس مشنوف |
أنت الذي لو سكنّا ظل يعطفُهُ | لينُ المهزِّ إذا ما اكتزَّ معطوف |
قد كان يحميك حمدَ لناس علمُهُمُ | بأن قلبك بالمعروف مشعوف |
وواضعٍ قدماً في المجد قلتُ له | إن المقام الذي حاولتَ زُحلوف |
خلِّ العلا لأبي العباء يكفِكَها | وألعب فحسبُ وليد الحي خُذروف |
فتى له عزماتٌ في مذاهبه | تمضي فتقضي وصفُّ الزحف مصفوفُ |
يا من يعاديه مهلاً إنه رجلٌ | مزلزَلٌ بأعاديه ومخسوفُ |
يكيدُ فالسيف مقطوعٌ هناك له | والدرع مهتوكة ٌ والرمح مقصوفُ |
فقِرنه الدهرَ مغلوبٌ وهاربه | طِلبٌ ولو حملته الريح مثقوفُ |
سالمه تسلمْ وإن خالفتَ موعظتي | فأنت في مخلب العنقاء مخطوفُ |
خُذها فإنك أخَّاذٌ نظائِرها | منوَّه بك في العزَّاء مهتوف |
يا أجبن الناس من ذمٍّ وأجرأَهم | والجيشُ بالجيش في الهيجاء ملفوف |
يا راعياً أصبح القوم الخِماص به | في بِطنة ٍ ما لمن ضافته شُرسوفُ |
ولِّيت أمراً فلا المُرعي أمانتَه | فيها مخونٌ ولا المرعيُّ معسوفُ |
يا من إذا اختبرت يوماً مذاقتُه | ففيه طعمان معسول ومذعوفُ |
يا من مَعاطفه لا الصمُّ حاش له | ولا مكاسره الخوّارة الجُوف |
أدعوك دعوة َ ملهوفٍ معوّلة ٌ | وكم أجيب بغوثٍ منك ملهوف |
وإنِّني لأرجِّي منك تلبية ً | وذاك في قلب من يدعوك مقذوف |
كأنني بك قد أَلْبستني نِعَماً | كأنَّها الفُوف لا بل دونها الفوفُ |
ولان لي كلُّ شيء بعد قسوته | فالجذْعُ جُمَّارة ٌ والعظمُ غضروفُ |