أبى القلب إلا وجده برُخاصِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أبى القلب إلا وجده برُخاصِ | فليس له منها أوانُ خلاصِ |
مهارة ٌ رآها في مَرادٍ من الصِّبا | تُراعي مها ليست لهن صياصي |
كلؤلؤة البحرِ التي ظل بُرهة ً | يغوصُ لها الغواص كلَّ مغاص |
تراها فلا تَزْهى سِنيها بطائلٍ | وإن كنت تزهى شخصها بشخاص |
إذا قلتُ عِيبوها لديّ لعلها | تحلُّ بوادٍ عن فؤادي قاصي |
أبوْا عيبَ من لا عيبَ فيه وإنهم | على عيبها عندي لجِدُّ حِراص |
تمثَّلُ للأوهام عند مغيبها | تمثُّلَ قرنِ الشمس تحت نشاص |
فيُحجمُ عنها العائبونَ مهابة ً | وما بهمُ إذ ذاك خوفُ قِصاص |
إلى آلِ يحيى جاوزتْ بي مطيتي | أقاصي أرضٍ بعدهُن أقاصي |
ولما تناهى بي مسيري إليهمُ | أنختُ قلُوصي في مُناخ قلاص |
إلى معشر لا يطرقُ الضيفُ مثلهم | سماحة َ أخلاقٍ ورُحبَ عِراص |
إذا استأثر المِبطان بَاتُوا وأصبحوا | خِماصاً وما ضِيفانُهم بخماص |
تواصوا ببذل العُرف بل بعثتهم | عليه سجاياهم بغيرِ تَواصي |
ولو أقصروا عن سعيهم لكفتْهُم | مواريثُ مجدٍ للسِّماك مُناصي |
ولكن أبوا إلا مساعي سادة ٍ | مصاصٍ من السادات نجلِ مصاص |
تغالوا مديح المادحين فأصبحت | بضائعُهُ في الناس غيرَ رِخاص |
ولم يتغالوُهُ لكي يَرْقعُوا به | رثاثا من الأحساب ذات خصاص |
هُمُ لوجوه الناس في المجد آنفٌ | وهمْ لرؤوس الناس فيه نَواصي |
تيمَّمْتُ منهمْ بالمديح مُمدّحا | يطاوعُ فيه القولُ حين يُعاصي |
عليُّ بن يحيي ذو الجناب الذي غدا | مراد القوافي روضهُ المتناصي |
جوادٌ ينادي الهاربين عطاؤهُ | إلى أين مني لات حين مناص |
عصى الله في الإسراف غيرَ معاندٍ | وليست معاصي ماجدٍ بمعاصي |
إذا حاول العذَّالُ في الجودِ عذله | تفادوا وهل يَخْصي أسامة خاصي |
يُهالونَ من بحرٍ تسامَى حِدابُه | وتقْمُصُ بالركبان أيَّ قُماص |
أبا حسن لولا سماءٌ بعثتَها | لصوَّح نبتُ الأرضِ غيرِ عناص |
فضلْت أخاك الغيثَ بالعلم والحِجى | وحاصصْتَه في الجود أيّ حِصاص |
على أنه يمضي وأنت مخيِّمٌ | سماؤك مِدرار وروضُك واصي |
متى ما يجد يوماً سواك فإنه | بخيلٌ عصته من يديه عواصي |
وأنت الذي يستنجدُ السيفُ رأيه | على كلِّ عاتٍ للخليفة ِ عاصي |
لك الكيد يمضي في الكَميِّ ودونه | دِلاصٌ من الماذِيِّ فوق دلاصِ |
تهزُّ به في الخَطب سيفا مُذكّرا | إذا هزّ أقوامٌ سيوفَ رَصاص |
ولو حارب الدهرَ النساءُ وكِدنه | لأصبح مغلوباً أسيرَ عِقَاص |
بك اجتمع الملكُ المبدّدُ شملهُ | وضُمَّت قواصٍ منه بعد قواصي |
تداركتَه بالأمسِ من مُصمئلَّة ٍ | أشابتْ من الولدان كلَّ قُصاص |
إذا أنا قلتُ الشعر فيك تغايرت | قوافيه حتى بينهُنَّ تناصي |
يا مُستقرّ العار والنّقص | أغنتْ مخازيك عن الفحصِ |
أنت الذي ليست لسوآتِه | ولا لنُعْمى الله من مُحصي |
لولا أبو الغوث عميدُ العلا | والماجد الحر أبو حفص |
جاءك عني منطقٌ مُمرِضٌ | أدْبَغُ للجلد من العَفْص |
إني وإن غُيِّبتُ عن طيءٍ | أهلِ العلا والمجد والقَبْص |
لواجدٌ فيك بلا فِرية ٍ | مشاتما تُغني عن النصِّ |
معايبُ الناس وسوآتُهمُ | قد جُمعت لي منك في شخص |