ألا قُل لنحويِّك الأخفش
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألا قُل لنحويِّك الأخفش | أنِسْتَ فأقصِرْ ولم تُوحِشِ |
وما كنتَ عن غيَّة ٍ مُقصِراً | وأشلاءُ أُمك لم تُنْبِش |
تحدّيتَ صِلاً وفي نفْثه | نذيرٌ فأقلِع ولم تُنهشِ |
أبا حسن إنّني سائلٌ | فأعدِد جوابا ولا تَدْهشِ |
أليسَ أبوك بني آدمٍ | فأنّى طُمسْتَ ولم تُنقَش |
ولمْ جئتَ أسودَ ذا حُلكة ٍ | ولم تأتِ كالحية الأرقش |
لقد غُشّ فيك أبٌ غافلٌ | فما دُهمة ٌ فيك لم تُغشَش |
أبٌ ذو فِراشٍ ولكنه | لأيِّ البرية لم يُفرَش |
أما والقريض وأسواقه | ونَجْشك فيه من النُّجش |
ودعْواك عرفان نُقّاده | بفضلِ النَّقي على الأنمش |
لئنْ جِئتَ ذا بَشرٍ حالكٍ | لقد جئتَ ذا نسبٍ أبرش |
وما واحدٌ جاء من أمه | بأعجب من ناقدٍ أخفش |
ألا يا ابن تلك التي كارمتْ | أيورَ الزناة ِ ولم تَرتش |
وأضحتْ تَعِيرُ مع العائِري | نَ في زُمرة البَقَشِ الأبقش |
ولمْ لا تَعيرُ ولم تضربُوا | عليها حجابَ بني دَنقَش |
ولم تحرسوا خَلَواتِ استِها | برقبة ِ زَخْشٍ ولا خُتَّش |
فما ظَنُّكُمْ بالتي لم تزمْ | مُ يا للرجال ولم تُخْشَش |
أليستْ تسيرُ على وجهِها | بسيرة سَيْدُوكَ أو دَنْهش |
وأنَّى تعفُّ وفي طيزها | سعيرٌ يهرُّ على الحُشَّش |
تظلُّ إذا قلّ قثَّاؤها | تَموشُ البقايا مع الموَّش |
تُناك ودَيُّوثُها نائمٌ | يَفُشُّ الفُسَيّا مع الفُشّش |
وكم جَاهَرتْه وقالت له | تَغَافل كأنَّك في مَرْعش |
إذا مااحْتشتْ لم تَخف سُخطَهُ | لأن الفتى مثلها مُحتشِ |
وماذا ينيكُون من شيخة ٍ | قد استكْرشَتْ كلَّ مُستَكرش |
كسا طيزها شمطٌ لابدٌ | على القملِ كالصوف لم يُنْفَش |
إذا ذُكرتْ لم يكن ذِكرُها | بأيسر نتناً من المَنْبَش |
عذيريَ من ابن التي لم تزل | تُقلَّبُ كالطائر المَرْعش |
لها كلّ يومٍ إلى فاسقٍ | حَنينُ قطامٍ إلى جَحْوش |
إلى أن قَرى في حشاها الزِّنا | حنيناً من الرّنَش الأرنش |
أُسيْودُ جاءَت به قردة ٌ | سُوَيداءُ غاوية ُ المفْرَش |
أتتنا به في سَواد استها | وأُذْناه في صفرة المشمش |
عظيمَ كَشاخِنة ٍ قائداً | طويل السلامة لم يُخدَش |
كأن سنا الشَّتم في عرضه | سنا الفجر في السَّحَر الأغبش |
تسمّعْ أحاديثَها صاحياً | فإنك من حُمقٍ مُنْتَش |
أتت بك أمك من أمة ٍ | فإن كنت أعمى فلا تطرش |
أتأْكُلُ منِّي ولمّا تَجُعْ | وتشربُ مني ولم تَعْطش |
ولؤْمُكَ لؤمٌ له فضلَهُ | رَوَيناهُ قِدماً على الأعْمش |
تَبَيّن والشمسُ معدومة | وأظلمَ والليلُ لم يَغْطَش |
أقولُ وقد جاءني أنه | ينوشُ هِجائي مع النُّوَّش |
إذا عكس الدهرُ أحكامَهُ | سطا أضعفُ القوم بالأبطش |
أما ومُحلِّيك بالأسوَدَيْ | ن لون الدُّجى والعمى الأغطش |
لتعترفنّ هجاءً يُري | ك مَوتك عيْشَك في العُيّش |
رويداً تَزُرك على رِسلها | وتَجري كعهدِك لم تُنكش |
قواف إذا أنت أُسمِعتها | ضحكت إليها ولم تَبْشش |
كما ضحِكَ البغلُ لوى الزيا | رُ جحْفَلة ً منْه لم تهشش |
تروحُ بها سيداً نابها | وإن كُنتَ في الوَبَش الأوبش |
ولهفي ربِحتَ وأخسرْتني | نَبلْتَ وطشتُ مع الطُّيش |
وقد كان في الحلم لي فُسحة ٌ | ولكن عثرتَ ولم تُنعش |
وإنِّي لمِبْرى ً لمن كادني | وما شِئتَ من صَنعٍ مريش |
أحينَ غدا مِقْولي مبرَداً | حجشت شباه ألا فاجْحَش |
أُخيَّك لا تستطِش حِلمَهُ | فما سَهمُهُ عنك بالأطيشِ |
عرضْتَ لشِوك قتاداته | وما شَوْكُهُنّ بمستنقش |
غدا الحارِشُون معاً للضِّبا | ب لا للمقُرّنة النُّهش |
وأغداك حَيْنُك من بينهم | لحرش الأفاعي مع الحُرّش |
وأنت قليبٌ لها مَستقًى | ولكنَّ جالك لم يُعرش |
ظريفٌ وفي الظّرف مستأنسٌ | وفي الجهل موضعُ مستوحش |
ونُبئتُ أنك في مَلطمٍ | لحر هجائي وفي مخمشِ |
وأنت المعوَّد أمثالها | فأنّى نَفَشْتَ مع النُّفش |
غُررت ببارقة ٍ أنْذَرَتْ | بصاعقة ٍ من لَظى مُحْمَش |
أراك توهَّمتَها بغُشة ً | صُعِقتَ لعمري ولم تُبغش |
وما كلُّ من أفحشَتْ أُمهُ | تعرّض للقذَع الأفحش |