كَنَز الله في كنيزة َ نتناً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كَنَز الله في كنيزة َ نتناً | خالص النوع ليس مما يُغشُّ |
بخَرٌ يصدعُ الصَّفا وخُشامٌ | وصُنانٌ فإنّما هي حَشُّ |
فإذا ما تحدّثتْ أو تغنّت | طفقتْ آنفُ النّدامى تُخَش |
وتراها تستكتم الطيبَ والمَرْ | تك أسرار نَتْنها وهْي تَفْشُو |
وتصدّى للنيك في زينة الدُّن | يا وما تُشتَهى ولا تُسْتَهشُّ |
ريحُها وهي حية ٌ ريح ميتٍ | باتَ في القبرِ ثم أبداهُ نبش |
تنفرُ الأنفسُ السواكنُ منها | حين تَدنُو فإنما هي وحْش |
عُوِّضَت من ذوائبٍ وقرونٍ | حملَ أنفٍ فيه لفرخين عُش |
ثمّ من أقبح البريّة طُراً | زُفَّها عاجِلاً إلى القبرِ نَعش |
وجهها الأغثر المجدّر يحكي | جعسَ أمسٍ أصابَ أعلاه طش |
جُدريُّ ما شانها وهو شينٌ | كل أثْرٍ في ذلك الوجهِ نقش |
كل شيءٍ محا حُلاها فزَينٌ | كل شيءٍ وارَى التراب ففرش |
غيرُ مستنكرٍ مع المسخ قُبحٌ | غير مُستشنَعٍ مع الحفْرِ حَرْش |
ومجال الوشاح منها وثير | ومجال الخلْخال والحجل حَمش |
وبها غُلمة ٌ تزيد على الني | ك استعاراً كالنّارِ حين تُحش |
ولها كَعْثب كَظِلف غزالٍ | فيه صدعٌ كأنما هو خَدش |
ما تحب النّكاح إلا نطاحاً | من بعيدٍ كما تراجَع كبش |
وإذا أقْفَلَتْ على الأير كالكل | بة يوماً فقُفْلُها ما يُفَش |
لا يُعدُّ الرُّشا لها نائكُوها | هي أولى بأن تُنَاكَ وتَرشو |
صوتُها بالقلوب غيرُ رفيقٍ | بل له بالقلوب عُنفٌ وبطش |
وتُغني فتُورثُ السمع وقْراً | فَعَلَيْها لمن تغنّته أرْش |
تَدَّعي غُنّة الشباب ويأبى | ذاك صوتٌ لها جريشٌ أجش |
فإذا رقّقَتْهُ بالجهد منها | خِلتَ أن في حلقها شعيراً يُجش |
تَتَناغى وعودُها بنهيقٍ | كنهيقِ الحمارِ ناغاه جَحْش |
هي وَخْشٌ وإنّ دهراً سَمِعْنا | فيه من مِثلها غناءً لوخْشُ |
قال بعض المُجّان لما رآها | ولذيذٌ بمثلها الطنز هشّ |
فزت بالحسن يا كنيزة طراً | أنت بلقيس لو أعانك عرش |
عوّذتْ وجهكِ الأفاعي من العي | ن بنفثٍ فيه من السُّم رَشُّ |
وقليلٌ لوجهك النفثُ منهنْ | نَ حقيرٌ أو يتبع النفثَ نهش |