أبا حسن طال المِطال ولم يكن
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أبا حسن طال المِطال ولم يكن | غريمك ممطولاًوإني لَصابرُ |
وقفت عليك النفس لا أنا وارد | على طول أيامي ولا أنا صادر |
إذا كنتَ تنسى والمذكِّر غائب | وتدفع أمري والمذكِّر حاضر |
فيا ليت شعري والحوادث جمة | متى تُنجز الوعد الذي أنا ناظر |
عذرتك لو كان المطال وقد سقَى | جنابي ربيعٌ من سمائك باكر |
فأمَّا ولم يُبللْ جنابي بقطرة ٍ | فما لك مني في مطالك عاذر |
وإن كنتُ لا ألحاك إلا بهاجسٍ | تَناجَى به تحت الصدور الضمائر |
متى استبطأ العافون رِفدك أم متى | تقاضاك أثمانَ المحامد شاعر |
لِيهنىء رجالاً لا تزال تجودهم | سحائب من كلتا يديك مواطر |
تظل تُجافي المن عنهم تَحفِّياً | وقد غتَّهم معروفُك المتواتر |
منحتهُمُ مالاً وجاهاً كلاهما | لهم منه حظ يملأ الكف وافر |
وعطَّلْتَني عمّا غَمرتهُمُ به | ورَيْعيَ أزكى ريعٍ ما أنت عامرُ |
عُنِيتُ بهم حتى كأنك والدٌ | لهم وهم دوني بنوك الأَصاغر |
وغادرتني خلف العناية ضائعاً | وللهِ ماذا يا ابن يحيى تُغادِر |
أراني دها شِعري لديك اقتصارُهُ | عليك وإن لم تبتذله المَعاشر |
وإن لم يُنَوِّه ربه باسم نفسه | فأنت له من أجل ذلك حاقر |
ولم أر شيئاً أخلقتْه صيانة | سِوايَ وشعرِي مُذْ بدَتْ لي المَناظر |
ولو شئتُ لم تَذهب على حَوَّلِيَّتي | هَناتٌ لأسماء الرجال شواهر |
وقُوفٌ على بابٍوتشييعُ موكبٍ | وإنشاد جُمَّاعٍوتلك مَقادر |
ولو أنني أرضى بهن خلائقاً | لأضحى لي اسم بطرفِ الشمس باهر |
ولكنني أُعطي الصيانة حقّها | فهل ذاك للأحرار عندك ضائر |
يخوفني من ذاك أنك إنما | تخُصُّ بجَدْواك القوافي الحواسر |
ويُؤْمنني من ذاك أن لستَ جاهلاً | فتسترُ بالأسماء ما أنت ساتر |
على أَنني قد جاش صدري جيْشة | فقلت وقد تعصي الحليمَ الهواجر |
أرى الدهر في نصر الأباطيل مُجلباً | وفي الله يوماً للحقائق ناصر |
ألم تحزنِ الأداب حزناً يَشفُّها | وتجري له منها الدموع البوادر |
قوافٍ مصوناتٌ تُقرَّب دونها | قوافٍ بأبواب الرجال سوافر |
أما وأبي أبكارِ شعرٍ عقائلٍ | نُكِحن بلا مهروهن مهائر |
لئن أُحظِيَتْ يوماً عليهن ضَرة ً | لمَا هُنَّ من تُحظَى عليه الضرائرُ |
وإنك لَلْمرءُ الجَليُّ بصيرة | ولكن مع الأهواء تَعشَى البصائر |
وقد قيلكم من رشدة ٍ في كريهة ٍ | ومن غَيَّة ٍ تُلقَى عليها الشراشر |
وكم أَمة ٍ ورهاءَ قد فاز قِدحها | بما حُرِمتْه السيدات الحرائر |
ومن دونِ ما قد سُمْتني في كرائمي | يقول امرُؤٌنعم البُعولُ المقابر |
وما كنَّ في بعلٍ بِجِدِّ رواغب | ولو كان كُفءَ الشمس لولا المفاقر |
سيسأَلني الأقوام عما أَثبْتني | به فبماذا أنت إياي آمر |
أأخبرهم بالحق وهْي شَكِيَّة | أم الإفكِفالإسلام عن ذاك زاجر |
وإن امرأً باع الثناء من امرىء ٍ | فباء بحرمان وإثمٍ لخَاسر |
أتحرمني الجدوى وأطريك كاذباً | فتحظَى وأشقَى بالذي أنا وازر |
شهدت إذاً أني لنفسي ظالم | وأنك إن كلفتَني ذاك جائر |
وهبني كتمتُ الحق أو قلتُ غيرهُ | أتخفَى على أهل العقول السرائر |
أبى ذاك أن السر في الوجه ناطق | وأن ضمير القلب في العين ظاهر |
وحسبك من شكواي في كلِّ مجلسٍ | نَئيمي وأنفاسي عليك الزوافر |
وصمتيومطِّي حاجبيوإشاحتي | بوجهي إذا سمَّى ليَ اسمك ذاكر |
سُئِلتَ فلم تحرم سواي وإنه | لوِتْرٌ وإني لو أشاء لثائر |
ولكنّ عفوي عفوُ حرٍّ ولم يكن | ليسبقَني لولاه بالوتر واترُ |
ولو ثُوِّبتْ تلك المدائحُ أُلحِقتْ | بها أخرياتٌ للثواب شواكر |
إذا أُنشِدَتْ قال الأُلى يسمعونها | ألا ليتنا لمُنْشديها منابر |