أبو عثمان والرميْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أبو عثمان والرميْ | يُ من غاشِيَة القصْر |
يهيمان إلى القصر | طوالَ الدهر والشَّهر |
يفرَّان من الكاس | ونغْم العود والزَّمر |
إلى قفْرٍ من الأرض | وما يُصنَعُ بالقفر |
مع الهُدهُد والبل | بُل والصُّلصُّل في وكْرِ |
ويكتنَّان بالأكوا | خ والرمضاء كالجمر |
مغانٍ لم يكن يصبو | إليهن ذَوُو الحجر |
فهلاَّ آثرا القَيْنا | ت في الدُّرِّ وفي الشَّذر |
وصهباءَ لها طوقٌ | شبيهُ اللؤلؤ الحَدْر |
كمثل النار في النُّور | ومثل المسك في النَّشر |
كما آثرها السي | يدُ وابن السيد الغَمر |
شَهِنشاهُ خراسانَ | أخو العزة والقَهر |
خُذاهانُ خُذاهانُ | خُذاهانُ إلى الحشر |
أبو بكرٍ ابو بكرٍ | ابو بكرٍ ابوبكرٍ |
أبو البرق أبو الرعدِ | أبو الريح ابو القطر |
أبو الحَزم أو العَزم | أبو الدَّهْي أبو المكر |
أخو النجدة والبأس | أخو الإقداموالصبر |
أخو الهامة والقام | ة والشدة في الأسرِ |
أخو العز أخو الجاه | أخو المال أخو الوفر |
فتى التعزيم والطبّ | فتى التنجيم والزجر |
فتى الإعراب والإغرا | ب في النظم وفي النثر |
فتى الخط فتى الضبط | فتى النهي فتى الأمر |
فتى يغرف من بحر | فتى يقلع من صخر |
فتى الشطْرنج والنرد | فتى الفُلْج فتى القَمْر |
وما أدراك ما الليث | وما غرك بالببْر |
وما أدراك ما السيل | وما غرك بالبحر |
وما أدراك بالموت | وما غرك بالدهر |
لسان الملك في البدو | لسان الملك في الحضر |
إذا أوفى على المن | بر مثل القمر البدر |
وقد سُربل بالليل | وقد بُرقع بالفجر |
سواد فيه وضّاح | كريم الخِيم والنَّجر |
على هامته شاشيْ | يَة ٌ سوداء كالنسر |
وقد أصغى له الناس | وجلَّى نظر الصقر |
وقد جهور في الصوت | بصدر أيّما صدر |
وكم أنفق في الحمد | وكم أنفق في الأجر |
وكم أحصى له المحصو | ن بالعدّ وبالحزر |
ثواباً منه كالرّيع | لمدح فيه كالبذر |
ألا هاتيكم العليا | ء والفخر لدى الفخر |
أنا ابن الطالقانيّ | وقد أنذرت بالزأر |
فقلللمتحديَّ | قُصاراكم على السبر |
فما أصبحت من بأسٍ | ولا شعري بذي فقر |
وما مثلي من قيسٍ | بأهل الغدر والختر |
برومي وبصري | وما المصر من الكَفر |
من الروم من البصر | ة ذات المد والجزر |
وما الضليل كالهادي | ولا الجاهل كالحبر |
أنا المبطن في السر | كما أُظهر في الجهرِ |
أبيْتُالملق الكا | ذب خوف الضرس والظفر |
فلا ظهرٌ سوى بطن | ولا بطن سوى ظهر |
أنا المعتاض من جوبٍ | فيافي الأرض بالجمر |
ملوكيّ بعيد الرأ | ي من زيغ ومن عَثْر |
قيانيّ جواد الكفْ | ف بالمهر وبالجذر |
وقِدْماً فاز من سمْ | مَحَ بالجذر وبالمهر |
أسرُّ البيضَ بالوصل | وأُشجي البيض بالهجر |
قسمت الدهر شطرين | فللثغروللثغر |
فبأس ليَ في شطرٍ | ولهو ليَ في شطر |
وفي صوتيَ كالبمّ | وكالزير وكالنَّبر |
أنا الفحل أنا الفحل | بلا عيّ وَلا هذر |
عليكم سكتة العي | ولي شقشقة الهدْر |
ولو صَيّحتُ بالجنّ | للجَّ الجنُّ في الفر |
وما حربيَ بالصفو | ولا سلميَ بالكدْرِ |
أنا المُثني على نفسي | ثناءً ليس بالنذر |
ومن يمدحني بعدي | بغزر مثل ذا الغزر |
وما شعر سوى شعري | بمحض الحسب الدَّثر |
ثنائي مسك دارينٍ | وذكري عنبر الشَّحر |
ألا من لي بتعويذٍ | من العين على النحر |
فقد خفت ولم أظلم | سهام النظر الشذر |
على نفس مُفدّاة ٍ | ووجهٍ حسن نضر |
أعيذ النفس بالله | فإني أسد الهصر |
أعيذ النفس بالله | فإني جابر الكسر |
أعيذ النفس بالله | فإني عَلم السَّفر |
أعيذ النفس بالله | فإني أوحد العصر |