راجَعَ من بعد سلوة ٍ ذكرهص وواصَلَ الظبي بعدما هَجَرَهْ
مدة
قراءة القصيدة :
21 دقائق
.
راجَعَ من بعد سلوة ٍ ذكرهص وواصَلَ الظبي بعدما هَجَرَهْ | ظبيٌ دعا قلبَ هائمٍ كلفٍ |
مؤتمِرٍ قلبُهُ بما أمره | يؤنِسُهُ حُسنهُ ويوحشهُ |
قبحُ أفاعيلهِ إذا ذكره | مازال يدعوه من محاسنهِ |
داعٍ إذا سوءُ فِعلِهِ زَجره | لا الوصلُ يصفو له وإن عزم ال |
هِجرانَ غال النزاعُ مصطبره | يدنو فيُقصَى فإن نَأى أنفاً |
بات يباري بكاؤهُ سَهره | ألقاه في حيرة ٍ محيرة ٍ |
فما يرى وِردهُ ولا صَدَرَهْ | ظبيٌ وما الظبي بالشبيه به |
في الحسن إلا استراقَه حَوره | وحسنَ أجياده وغُنَّتِهِ |
ونفرة ً فيه مِن رُقَى الفَجَره | محاسنٌ كلهن مسترقٌ |
منه وكلٌ رآه فاغتفره | سخّاه عن رُزءِ ذاك أنَّ له |
حُسناً إذا قاسه به غمره | وكلُّ رزء فأنه جَلَلٌ |
إذا المبقَّى لأهله كثَره | ياليت من عفوه لعاشقهِ |
بل ذاك شيء عليه قد حظرهْ | يصفح عن لصّهِ جريمَته |
وهْو لنعماه أكفرُ الكَفره | ولستُ أنفكُّ من معاتبة ٍ |
بغير ذنب موازنٍ وبَره | يا عجباً من مُعذِّبي عجباً |
عُجبي به ضِعفُهُ فقد هَدَره | سوَّغ مانِيل من حُلاه ولو |
يسأله الصبُّ قُبلة ً نَهره | كما أجاع الوشاحَ حين تَردْ |
دَاهُ وقد كظَّ مِئزراً وَزره | بالله يا إخوتي سألتُكُم |
أليس مولاي أجْوَرُ الجَوَرة | أضحى وسيف العداء في يدهِ |
عليَّ دون الأنام قد شَهره | إن عض خلخالهُ مُخلْخَلهُ |
أو شفّ عقدُ الإزار مؤتَزره | أقبل ظُلماً عليّ يشتمني |
كأنني كلُّ واترٍ وَتَره | وقد رأى شيبة ًفأنكرها |
وتلك من فعله لو اعتبره | شَيّبَني من هواهُ ما نَهك ال |
جسمَ فماذا ترونَهُ نَكِره | ألم ترعهُ محاسنٌ نَحلتْ |
وراعه أن تنكَّرتْ شَعَره | أبصر بيضاء في القذالِ فلا |
نَفْرٌ كنفرٍ رأيتُهُ نَفَره | أعجِبْ بمن يقتل الرجال وإن |
لاحَ له شخص شيبة ٍ ذَعره | لا يظلمنِّي ولا سِنى ولا |
يظلم خلاخيله ولا أُزره | فرُبّ شيب بعاشقٍ وبِلى ً |
قد برَّأ الله منهما كِبَرهْ | ما شَيَّبت رأسهُ السنون ولا |
أبلتهُ بل حَرُّ وجدهِ صَهره | ورب ضيقٍ بملبسٍ وهو السْ |
سَابغ لكن قِرنَه قَهَره | قد أوسع الحِجْلُ والإزار لهُ |
فزاد ما ضُمِّنا على الحَزَره | ومِنْ تَعدّيه أنه أبداً |
يعتدُّ نفعاً لعبده ضرره | يعتدُّ ما يعمِد الشقي بهِ |
نيلاً ولم يَعْدُ نفعُهُ بصره | فإن رأى في المنام هفوتهُ |
غضّ من الطرف عنه أو شَزره | يعتدُّ إبداءهُ محاسنَهُ |
نَيْلاً لحرَّان هَيَّجت حَسَره | إذا نهتْ عن هواه غلظتُهُ |
دعا إليه برقة ِ البَشره | ولحْظِ عينين لو أدارهما |
لفارسٍ في سلاحِهِ أسره | نِضْوَى سَقامٍ يقود ضعفُهما |
له شدادَ القلوب مُقتَسره | من خُنْثِ جفْنيهما وغُنْجهما |
تعلَّم السحرَ ماهرُ السَّحره | ومضْحكٍ واضحٍ به شَنبٌ |
يعرف من شام برقَة ُ مطره | يضمن للعين طيب ريقتهِ |
ثغرٌ يباري نقاؤهُ أشُره | ينعت لألاؤُهُ عذوبتَهُ |
وليس يُخفى نسيمُه خَصره | لو ضاحك المَزْن عنه ضاحَكَهُ |
عن برقه مُسبِلاً له دِرره | وصحنُ خدٍّ حريقُهُ ضَرِم |
يقذف في القلب دائماً شرره | لا ماءَ إلا رضابُ صاحبِهِ |
يطفىء عن قلب ناظِرٍ سُعرَه | أعاره الوردُ حسن صِبغته |
بل صِبغة ُ الورد منه معتصره | وفاحمٍ واردٍ يقبَّل مَم |
شاه إذا اختال مُسبِلاً عُذرَهْ | أقبل كالليل من مفارقِهِ |
مُنحدراً لا تَذم منحدره | حتى تناهَى إلى مَواطئهِ |
يلثِم من كل موْطىء ٍ عَفَره | كأنه عاشقٌ دنا شغفاً |
حتى قضى من حبيبه وَطره | تغشَى غواشي قرونه قدماً |
بيضاءَ للناظرين مقتدره | مثلَ الثريا إذا بدت سَحراً |
بعد غمامٍ حاسرٍ حَسره | وجيدِ إبريقِ فضة ٍ دأبَ الصْ |
صوَّاغُ حتى اصطفى له نُقَره | يتخذ الحَلى كالنميمة لاالزْ |
زِينة من حسنه الذي جَهره | وحسنِ قدٍّ أجاد قادرُهُ |
قدْراً فما مَدّه ولا قَصَره | عُدِّل حتى كأنه غُصنٌ |
من خير ما أنجبتْ به شَجرهْ | يحمل ثديين خّفَّ ثِقلُهما |
جداً فلا آده ولا اهْتَصره | محاسن الناس من محاسنه |
منسوخة ٌ في الحسان مختصره | كأنما الله حين صَوّرهُ |
خَيره دونَ خلقهِ صُوَره | أغيدُ لم يرتعِ الخَلاء ولا |
خالط غِزلانَه ولا بقره | يكفيه رعي الخلاء أنَّ له |
من كل قلبٍ مُمنَّعٍ ثَمَره | كم من شفيقٍ عليّ ظَلَّمَهُ |
ولو رأى حسنَ وجهه عذره | وناصرٍ لي عليه لو هَتفتْ |
به دواعيه مرة ً نصره | دعْ ذكره إنّ ذكره شعفٌ |
وامنحْ من المدح سالماً غُررَه | الواحد الماجد الذي عدم ال |
مِثْل فلم يلق ماجداً عشره | الوارث المجد كلّ أصيَد لا |
يدفع تيجانه ولا سُرُره | القائل الفاعل الموارعَ لا |
يشكو العلى بخله ولا حَصره | ذا المستقى الطيب القريب وذا ال |
غور الذي لا تناله المَكَره | المانح السائل الرغائبَ وال |
غائل مِسبارَ كلِّ من سَبره | ذا المِرة الشَّزْرِ والمتانة وال |
عقدة ِ تحت السجية اليَسره | ذا اللين سائل به المَلاين والشْ |
شِدّة سائل به من اعْتَسره | الآخذ الخطة الرضيّة والتْ |
تارك ما الحظ فيه أن يذره | ذا الكرم العذب والمُناكرة المُرْ |
رة إن هاج هائجٌ وغَرهْ | ما ذاق شهداً أجل ولا صَبِراً |
من لم يذق شهده ولا صبرَه | الأسدَ المستعدَّ منذ دَرَى |
أن الزُّبى للأسود محتَفره | العارض المستهلّ منذ رأى |
أنّ العلى في الكرام مبتَدره | الراجح العفّ في كتابته |
إذ في سواه نقيصة ٌ وشَره | يرى مكان البعيد من دغلِ ال |
مُدغِل والمستسِرِّ في الحجره | أحاط علماً بكل خافية ٍ |
كأنما الأرض في يديه كره | مَهْ. لا تَعُدَّن من ينابذهُ |
له عُداة وعُدَّهم جَزره | كلا ولا طالبي فواضلهِ |
له عفاة ً وعُدّهم نَفره | ورائمٍ رامه فقلت له |
حاولت من لا تنال مفتخَره | طاولتَ من لا أراك مُنْتصفاً |
باعُك من شبره إذا شَبره | أصْوَر نحو العلى ترى أبداً |
إلى نواحي وجوهِها صَوَره | أزْورَ عن وجه كل فاحشة ٍ |
لا يعدِم الفحشُ كله زَوَره | لو أعرض البحر دون مكرمة ٍ |
وليس للبحر مَعْبر ضَبرَه | مظفَّرٌ بالتي يحاولها |
لا يُعدِم الله سالماً ظَفره | فيه وقارٌ يكفُّ سَوْرته |
وفيه حدٌّ يَعز منتصِره | شاورْه في الرأي إن أُثِرتَ ولا |
يَرِمْك بالرأي إِنّه فَطَره | ذاك الذي قال فيه مادحهُ |
مهما انتحى من رميَّة ٍ فقَره | سِرْ بهُدَى كوكبٍ هَداك به |
ولا تَعرَّضْ لكوكبٍ كَدرَه | قد آمَنَ الله من يخاف من ال |
فقر إذا جودُ سالمٍ خَفَره | يا رُبّ شاكٍ إليه خَلَّتَهُ |
راح بجدواه يشتكي بطره | يسبق معروفُهُ العِدات وإن |
قدّم وعداً حسبتَه نذره | لا يُعرض القوم عن ثناه ولا |
يَمل سُمَّارُ ذكره سمره | من مُبْلغٌ صفوة َ الأمير أبي ال |
عباس عن كل حامدٍ أثره | أن قد تولى الزمامَ صاحبهُ |
بحكمة ٍ أحكمت له مِرَره | فقاد مستصعَبَ الأمور بهِ |
لا خائفاً ضَعفَهُ ولا قَصره | ولَّيتَ لا مائلاً إلى دنسٍ |
عمداً ولا عاثراً مع العَثرة | هو القويُّ الأمينُ فارْمِ بهِ |
ما شئتَ من معضلٍ يكُن حجره | لا يشتكي الناسُ عنفهُ وكذا |
لا تشتكي ضعفهُ ولا خوره | أجريتَهُ والكُفاة َ في طَلَق |
فجاء لم تغشَ وجهه قَتره | تلوح فوق الجبين غرتُهُ |
كأنها المشتري أو الزهَرة | وجاء أصحابُهُ وكلُهُمُ |
قد كظَّهُ جَهدُهُ وقد بَهره | لم يلحقوا شأوهُ ولو فعلوا |
أمكن أن يسبِق امرؤٌ قدَره | ولم يزل يسبق الرجالَ ولا |
يشقُ ذو جُهدهم له غَبَره | حتى أقرُّوا وقال قائلُهُمْ |
محرَّمُ الحول سابقٌ صَفرَهْ | واتخذوا الصدق زينة ً لهُمُ |
كَرهاً على رغمهم وهمْ صَغره | وكان زيْناً لكل من نفر السْ |
ؤددَ إقراره لمن نَفره | ومن أبي الصدق بعدما قُمر ال |
فضل فمن كل جانب قُمره | أسخطَ حسادَهُ وأرغمهمْ |
أنْ سار في الناس فارتضوْا سِيَره | يا حاسدي سالم أبي حسن |
مجداً كساه قعالُهُ حِبرَه | إن يرتدِ الحمدَ سالمٌ رجلاً |
فإنه قبل حُلمه ائْتزَره | مازال يُكساه قبل بُغيتهِ |
إياه بل قبل خلقه بَدَره | مدَّخَراً في أبٍ له فأبٍ |
كانت له الصالحات مدَّخره | ثم سعى بعد ذاك مكتسباً |
للمجد حتى ارتداهُ واعْتجره | يا رُبّ عُرفٍ أتاه ما طلب ال |
حمدَ بإتيانه ولا خَسِره | نوى بإسدائه رضا ملك |
نفَّله الحمدَ بعدما أجَره | وتاجر البر لا يزال له |
ربحان في كل مَتْجر تَجَره | أجر وحمد وإنما قصد ال |
أجَر ولكن كلاهما اعْتَوره | كصاحب البذر لا يريد به |
شيئاً سوى رَيْعه إذا بَذَره | وهْو إذا لُقِّيَ السلامة لا |
يعدَم لا رَيعه ولا خَضِره | كم سرَّني حين ساءني زمنٌ |
كم برّني حين عَقَّني البررة | يا سالم الخير يا أبا حسنٍ |
يا من وجدنا كوجهه خَبره | يا حسن الوجه والشمائل إن |
ردَّد فيه مرِّدِّدٌ نظره | يا حسن الهدْي والخلائق إن |
كرَّر فيه مُكرر فِكرَه | ماذا على من يراك في بلدٍ |
أنْ لا يرى شمسه ولا قمره | وما على من يراك في زمنٍ |
أن لا يرى نوْره ولا زَهره | أنت السراج المنير والكلأ ال |
مُمرع حَفَّت رياضُه غُدَره | لكل قومٍ يُعدُّ مجدُهُمُ |
آصال مجدٍ سَهمتهم بُكره | لاتحمدنّي فما جرى قلمي |
إلا بأشياءَ منك مختَبره | ما زدت فيما وصفتُ منك على |
ما حصَّلتْهُ صحائفُ البرره | لم أبتدع في ثنائك الحسن ال |
منشَر بل كنتُ بعض من نَشره | لكنني أنظم الثناء إذا |
مُثني ثناءٍ على امرىء ٍ نثره | وما لمُثنٍ على أخي كرمٍ |
حمدٌ ولكنه لمن فَطره | كم فيك من مِدحة ٍ تظل على |
ألسنة المنشدين مُعتَوره | واسعدْ ببيت بنيتَه أفِدٍ |
أُسِّس بنيانُهُ على الخِيَره | أُيِّد بالساج والحديد ولم |
يوهَن بآجُرّة ٍ ولا مَدَره | بناءُ حزمٍ أبَى لصاحبه |
في كل أمرٍ ركوبَهُ غَرَره | لايعرف الوهيَ والسقوط ولا |
يخذُل ألواحُ ساجه دُسُره | وخسيرُ بيت بنيتَ مشتبِهٌ |
وَفْقٌ ترى مثل سقفه جُدَرَهْ | أسمرُ ما شاب لونَه برص ال |
جَصٍّ ولا مس جلدُهُ وضَرَه | هَندسَه رأيك المبرِّز في ال |
فضل وأعطته حقَّه النّجره | وعُلَّ من بعد ذاك بالذهب ال |
أحمر فاختال لابساً شُهَره | أهدى لك الدهرُ فيه حبْرته |
ولا أرى ناظراً به عِبره | تَعمرُهُ بالنعيم والنِّعم السْ |
سُبَّغ ملبوسة ً ومنتظره | قريرَ عينٍ قرين مَغْبطة ٍ |
تفتضٌّ من كل مَنعمٍ عُذَره | يُسمعكَ الشدوَ في جوانبهِ |
مُناغياتُ البُمُوم والزِّيره | في كل يومٍ تراه بُكرتَهُ |
وكل ليلٍ تخالُه سَحَره | كلاهما لا يزال قاطعُهُ |
يدعو بسقيَاه كلَّ ما ادَّكره | زلاّل بَرٍ يظلّ يسكنه |
بحر بحورٍ يُهلُّ من عِبره | بل بيت بِر تظل كعبتهُ |
محجوجة ً للنوال معتَمرَه | تغشاك فيه عُفاة نائلك ال |
غَمر فيمتار مُنفِضٌ مِيَرَه | لا الجار يستبطىء الجوار ولا |
يلعن من جاء نازعاً سَفرَه | كعادة ٍ لم تزل لكل أب |
يَنميكَ تغشى عُفاتُه حُجَره | لا يشتري المال بالثناء ولا |
تظل تُفدي صِرارُه بِدره | يجوز معروفه الغِنى ومُنَى الْن |
نفس ويلقاك مُلقياً عُذرَهْ | أهدى لك المدح فيه خادمك السْ |
سابق من أهل بَيْعة ِ السَّمُرَهْ | أولُ كُتّابك افتتحتَ به |
أمرك ثم ارتضيت مختبرَه | أهدى بُنيَّاتِ نفسه ولو اس |
طاع لأهدى مكانها عُمُرَهَ | لا أوحش المجدُ يا بني عمر |
منكم فأنتمُ أجَلُّ من عَمَرَهْ | وعشتم في لَبوسِ عافية ٍ |
يقاتل الدهرُ عنكُمُ غِيَرَهْ | دونَكها حُلة ً محبرة ً |
تَطرِف من كل حاسد بصره | زينة ُ فخرٍ إذا تَلَبَّسها |
سيدُ قوم لفاخرٍ فخَره | جُنّة حِرْزٍ إذا تدرَّعها |
لقائلِ الهُجْر نَهْنَهَتْ ظُفُرَه | قصيرة ُ البيتِ وهي سابغة ٌ |
على هوى السامعين مُقتَدِره نم راجَعَ من بعد سلوة ٍ ذِكَرَهْ | وواصَلَ الظبي بعدما هَجَرَهْ |
ظبيٌ دعا قلبَ هائمٍ كلفٍ | مؤتمِرٍ قلبُهُ بما أمره |
يؤنِسُهُ حُسنهُ ويوحشهُ | قبحُ أفاعيلهِ إذا ذكره |
مازال يدعوه من محاسنهِ | داعٍ إذا سوءُ فِعلِهِ زَجره |
لا الوصلُ يصفو له وإن عزم ال | هِجرانَ غال النزاعُ مصطبره |
يدنو فيُقصَى فإن نَأى أنفاً | بات يباري بكاؤهُ سَهره |
ألقاه في حيرة ٍ محيرة ٍ | فما يرى وِردهُ ولا صَدَرَهْ |
ظبيٌ وما الظبي بالشبيه به | في الحسن إلا استراقَه حَوره |
وحسنَ أجياده وغُنَّتِهِ | ونفرة ً فيه مِن رُقَى الفَجَره |
محاسنٌ كلهن مسترقٌ | منه وكلٌ رآه فاغتفره |
سخّاه عن رُزءِ ذاك أنَّ له | حُسناً إذا قاسه به غمره |
وكلُّ رزء فأنه جَلَلٌ | إذا المبقَّى لأهله كثَره |
ياليت من عفوه لعاشقهِ | بل ذاك شيء عليه قد حظرهْ |
يصفح عن لصّهِ جريمَته | وهْو لنعماه أكفرُ الكَفره |
ولستُ أنفكُّ من معاتبة ٍ | بغير ذنب موازنٍ وبَره |
يا عجباً من مُعذِّبي عجباً | عُجبي به ضِعفُهُ فقد هَدَره |
سوَّغ مانِيل من حُلاه ولو | يسأله الصبُّ قُبلة ً نَهره |
كما أجاع الوشاحَ حين تَردْ | دَاهُ وقد كظَّ مِئزراً وَزره |
بالله يا إخوتي سألتُكُم | أليس مولاي أجْوَرُ الجَوَرة |
أضحى وسيف العداء في يدهِ | عليَّ دون الأنام قد شَهره |
إن عض خلخالهُ مُخلْخَلهُ | أو شفّ عقدُ الإزار مؤتَزره |
أقبل ظُلماً عليّ يشتمني | كأنني كلُّ واترٍ وَتَره |
وقد رأى شيبة ًفأنكرها | وتلك من فعله لو اعتبره |
شَيّبَني من هواهُ ما نَهك ال | جسمَ فماذا ترونَهُ نَكِره |
ألم ترعهُ محاسنٌ نَحلتْ | وراعه أن تنكَّرتْ شَعَره |
أبصر بيضاء في القذالِ فلا | نَفْرٌ كنفرٍ رأيتُهُ نَفَره |
أعجِبْ بمن يقتل الرجال وإن | لاحَ له شخص شيبة ٍ ذَعره |
لا يظلمنِّي ولا سِنى ولا | يظلم خلاخيله ولا أُزره |
فرُبّ شيب بعاشقٍ وبِلى ً | قد برَّأ الله منهما كِبَرهْ |
ما شَيَّبت رأسهُ السنون ولا | أبلتهُ بل حَرُّ وجدهِ صَهره |
ورب ضيقٍ بملبسٍ وهو السْ | سَابغ لكن قِرنَه قَهَره |
قد أوسع الحِجْلُ والإزار لهُ | فزاد ما ضُمِّنا على الحَزَره |
ومِنْ تَعدّيه أنه أبداً | يعتدُّ نفعاً لعبده ضرره |
يعتدُّ ما يعمِد الشقي بهِ | نيلاً ولم يَعْدُ نفعُهُ بصره |
فإن رأى في المنام هفوتهُ | غضّ من الطرف عنه أو شَزره |
يعتدُّ إبداءهُ محاسنَهُ | نَيْلاً لحرَّان هَيَّجت حَسَره |
إذا نهتْ عن هواه غلظتُهُ | دعا إليه برقة ِ البَشره |
ولحْظِ عينين لو أدارهما | لفارسٍ في سلاحِهِ أسره |
نِضْوَى سَقامٍ يقود ضعفُهما | له شدادَ القلوب مُقتَسره |
من خُنْثِ جفْنيهما وغُنْجهما | تعلَّم السحرَ ماهرُ السَّحره |
ومضْحكٍ واضحٍ به شَنبٌ | يعرف من شام برقَة ُ مطره |
يضمن للعين طيب ريقتهِ | ثغرٌ يباري نقاؤهُ أشُره |
ينعت لألاؤُهُ عذوبتَهُ | وليس يُخفى نسيمُه خَصره |
لو ضاحك المَزْن عنه ضاحَكَهُ | عن برقه مُسبِلاً له دِرره |
وصحنُ خدٍّ حريقُهُ ضَرِم | يقذف في القلب دائماً شرره |
لا ماءَ إلا رضابُ صاحبِهِ | يطفىء عن قلب ناظِرٍ سُعرَه |
أعاره الوردُ حسن صِبغته | بل صِبغة ُ الورد منه معتصره |
وفاحمٍ واردٍ يقبَّل مَم | شاه إذا اختال مُسبِلاً عُذرَهْ |
أقبل كالليل من مفارقِهِ | مُنحدراً لا تَذم منحدره |
حتى تناهَى إلى مَواطئهِ | يلثِم من كل موْطىء ٍ عَفَره |
كأنه عاشقٌ دنا شغفاً | حتى قضى من حبيبه وَطره |
تغشَى غواشي قرونه قدماً | بيضاءَ للناظرين مقتدره |
مثلَ الثريا إذا بدت سَحراً | بعد غمامٍ حاسرٍ حَسره |
وجيدِ إبريقِ فضة ٍ دأبَ الصْ | صوَّاغُ حتى اصطفى له نُقَره |
يتخذ الحَلى كالنميمة لاالزْ | زِينة من حسنه الذي جَهره |
وحسنِ قدٍّ أجاد قادرُهُ | قدْراً فما مَدّه ولا قَصَره |
عُدِّل حتى كأنه غُصنٌ | من خير ما أنجبتْ به شَجرهْ |
يحمل ثديين خّفَّ ثِقلُهما | جداً فلا آده ولا اهْتَصره |
محاسن الناس من محاسنه | منسوخة ٌ في الحسان مختصره |
كأنما الله حين صَوّرهُ | خَيره دونَ خلقهِ صُوَره |
أغيدُ لم يرتعِ الخَلاء ولا | خالط غِزلانَه ولا بقره |
يكفيه رعي الخلاء أنَّ له | من كل قلبٍ مُمنَّعٍ ثَمَره |
كم من شفيقٍ عليّ ظَلَّمَهُ | ولو رأى حسنَ وجهه عذره |
وناصرٍ لي عليه لو هَتفتْ | به دواعيه مرة ً نصره |
دعْ ذكره إنّ ذكره شعفٌ | وامنحْ من المدح سالماً غُررَه |
الواحد الماجد الذي عدم ال | مِثْل فلم يلق ماجداً عشره |
الوارث المجد كلّ أصيَد لا | يدفع تيجانه ولا سُرُره |
القائل الفاعل الموارعَ لا | يشكو العلى بخله ولا حَصره |
ذا المستقى الطيب القريب وذا ال | غور الذي لا تناله المَكَره |
المانح السائل الرغائبَ وال | غائل مِسبارَ كلِّ من سَبره |
ذا المِرة الشَّزْرِ والمتانة وال | عقدة ِ تحت السجية اليَسره |
ذا اللين سائل به المَلاين والشْ | شِدّة سائل به من اعْتَسره |
الآخذ الخطة الرضيّة والتْ | تارك ما الحظ فيه أن يذره |
ذا الكرم العذب والمُناكرة المُرْ | رة إن هاج هائجٌ وغَرهْ |
ما ذاق شهداً أجل ولا صَبِراً | من لم يذق شهده ولا صبرَه |
الأسدَ المستعدَّ منذ دَرَى | أن الزُّبى للأسود محتَفره |
العارض المستهلّ منذ رأى | أنّ العلى في الكرام مبتَدره |
الراجح العفّ في كتابته | إذ في سواه نقيصة ٌ وشَره |
يرى مكان البعيد من دغلِ ال | مُدغِل والمستسِرِّ في الحجره |
أحاط علماً بكل خافية ٍ | كأنما الأرض في يديه كره |
مَهْ. لا تَعُدَّن من ينابذهُ | له عُداة وعُدَّهم جَزره |
كلا ولا طالبي فواضلهِ | له عفاة ً وعُدّهم نَفره |
ورائمٍ رامه فقلت له | حاولت من لا تنال مفتخَره |
طاولتَ من لا أراك مُنْتصفاً | باعُك من شبره إذا شَبره |
أصْوَر نحو العلى ترى أبداً | إلى نواحي وجوهِها صَوَره |
أزْورَ عن وجه كل فاحشة ٍ | لا يعدِم الفحشُ كله زَوَره |
لو أعرض البحر دون مكرمة ٍ | وليس للبحر مَعْبر ضَبرَه |
مظفَّرٌ بالتي يحاولها | لا يُعدِم الله سالماً ظَفره |
فيه وقارٌ يكفُّ سَوْرته | وفيه حدٌّ يَعز منتصِره |
شاورْه في الرأي إن أُثِرتَ ولا | يَرِمْك بالرأي إِنّه فَطَره |
ذاك الذي قال فيه مادحهُ | مهما انتحى من رميَّة ٍ فقَره |
سِرْ بهُدَى كوكبٍ هَداك به | ولا تَعرَّضْ لكوكبٍ كَدرَه |
قد آمَنَ الله من يخاف من ال | فقر إذا جودُ سالمٍ خَفَره |
يا رُبّ شاكٍ إليه خَلَّتَهُ | راح بجدواه يشتكي بطره |
يسبق معروفُهُ العِدات وإن | قدّم وعداً حسبتَه نذره |
لا يُعرض القوم عن ثناه ولا | يَمل سُمَّارُ ذكره سمره |
من مُبْلغٌ صفوة َ الأمير أبي ال | عباس عن كل حامدٍ أثره
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) . |