تُنافسني في مُؤخِر البِكْرِ سادراً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تُنافسني في مُؤخِر البِكْرِ سادراً | وأنت على القَيْدوم من ذِروة البكْرِ |
ألا ليت شعري لمْ مطلتَ مثوبتي | ولم تُؤتَ من بخلٍ ولم تؤت من عسر |
إخالك إذ جوَّدتُ فيكَ مدائحي | منعت ثوابي حاسداً لي على شعري |
أتحسُدني تجويد رَيْطٍ نسجْتُهُ | لتلبسه يا للعجيب من الأمرِ |
تذكرْ هداك الله أني مادح | وأنك ممدوح فلا تعدُ بي قدري |
ينافس في الشعر النظيرُ نظيره | وجلّ ملوك الناس عن ذلك النّجر |
وما يتجارَى الشاعران لغاية ٍ | وراء اعتفاءِ الفضلِ من سيدٍ غَمر |
وأنت الذي تعفو العُفاة فُضوله | ويُجري إلى معروفه الشعرَ من يجري |
فما لك يا هذا نفستَ خَسيستي | وأنت مع الشمس المنيرة والبدر |
عليك بإغناء الفقير وجَبْره | وفكِّ الأسير المستكين من الأسر |
عليك بفتق الحادثاتِ ورَتقها | وتضريمِ نارِ الحرب بالبيضِ والسُّمر |
عليك بأفعال الملوك وخلِّني | وتقريظِ ما تأتي من العُرف والنكر |
فحسبُ المساعي كلها بك ساعياً | وحسبك وصفي ما تَريش وما تبري |
أقول وتعطي نائلاً بعد نائلٍ | فتغرِف من بحرٍ وأقلع من صخر |
إذا الشاعر الرومي أطرى أميره | فناهيك من مطرى ً وناهيك من مطري |
وما لمديحي فيثناك زيادة ٌ | سوى أني نظّام لؤلؤكِ النّثر |