سُقِيتُنَّ يا مَنْزِلاتِ الهوى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سُقِيتُنَّ يا مَنْزِلاتِ الهوى | بوادي الشريجة ِ صوب الحيا |
ولا زال مسرحُ غِزْلانُكنَّ | مَريعَ المَحلَّة ِ والمُنْتأَى |
وجاوَرتِ الروض حيثُ الحسا | نُ تغضُّ النهى من عيون المها |
مواقف حورِ بناتِ الخُدورِ | يُبكِّينَ أعينَ من قد هوى |
بُكاءَ الحمائم في أيكة ٍ | تَجاوبْنَ وقت ابتسامِ الضُّحا |
إذا ما غدونَ لِطافَ الخصورِ | خفافَ الصدورِ ثِقالَ الخُطا |
رِقاقَ الثنايا عِذَابَ الغُروبِ | صِغارَ القلوب ضِعافَ القُوى |
زوائرَ في كلِّ ما جُمعة ٍ | قُبوراً أقمنَ بدار البِلى |
ورُحن يُجاذبنَ أردافهنَّ | لَواعبَ في نسوة ٍ كالدمى |
كأنّ تَثنِّيَ أعطافهِنَّ | تثني الغصونِ بريح الصَّبا |
فكم ليَ في ظلّ أفنانكنَّ | على النأيِ من معهدٍ للصِّبا |
وبعدَ التَّهاجُر من وُصْلَة ٍ | وبَعدَ التفرقِ من مُلتقى |
ومن يومِ همٍّ نعمنا به | بأَحبابنا صَالحٍ مُرتضَى |
فبُدِّلتُ منكن في وَاسطٍ | مساكنَ أنباطِ أهل القُرَى |
ومن سُرَّ من را وروضاتها | حُشوشاً تقابلُ وسط الملا |
ومن حُسن أوجهِ سكانها | قُروداً تَزَحَّرُ تحت الغَضى |
رجالاً بكَسكَر ما إن ترى | لهم شَبهاً من جميع الورى |
نحافَ الجسُومِ خفافَ الحُلو | مِ صغارَ الرؤوسِ عظامَ اللَّحى |
فلا قُدستْ واسط بلدة ً | ولا جادها من سحابٍ رَوا |