تجرَّدَ من غمدين سيفٌ مُهَنَّدُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تجرَّدَ من غمدين سيفٌ مُهَنَّدُ | هُمامٌ مضت أسلافُهُ فهو أوْحَدُ |
شهابٌ أجاد البدرُ والشمسُ نَجْلَهُ | وغابا فأمسى وهو في الأرض مُفرَدُ |
قد اعتَضَدَتْ بالله والحقِّ نفسُه | فأصبح مَعضوداً وما زال يُعْضَدُ |
فلا يفرحنَّ الشامتون فإنما | يُصمِّمُ حدّ السيف حين يجرَّدُ |
ولا يعْثُرَنَّ العاثرون فإنما | لهم جندَلٌ يُدمي الوجوهَ وجلمَدُ |
مضى شافعاً من كان يخطىء مرة | فلا تُخْطئنْ رِجْلٌ ولا تُخطئنْ يَدُ |
أتاكمْ صريحُ العدل لا ظُلمَ عنده | ولا خُلُقٌ للظالمين مُمهَّدُ |
أراكمْ وليَّ العهد حامي حماكُمُ | ومُردي عداكم والمآثمُ شُهَّدُ |
أتاكمْ أبو العباس لا تنكرونَهُ | يُسَلَّلُ فيكم تارة ً ويجرَّدُ |
كريمٌ يظل الأمسُ يُعْملُ نحوه | تلفُّتَ ملْهوف ويشتاقُه الغَدُ |
يودُّ زمانٌ ينقضي عنْه أنه | عليه إلى أن ينْفَدَ الدهرُ سرمَدُ |
تواضَعَ إذ نال التي ليس فوقها | مَنالٌ وهل فوق التي نال مَصْعَدُ |
سوى غُرُفات أصبحتْ نُصْبَ همَّة ٍ | له في جوار الله منهن مَقعَدُ |
وذاك إذا مرّتْ له ألف حجَّة | وسلطانُه في كل يوم يؤكَّدُ |
ستفتحُ أبوابُ السماء برحمة | وتنزل عن برٍّ له يتصعَّدُ |
وبالعدل أو بالحقِّ من أُمرائنا | تُفَتَّحُ أبوابُ السماء وتوصَدُ |
إليك وليَّ العهد أُهْدِي مقالة ً | مسددة ً لا يجتويها مُسَدَّدُ |
وليتَ بني الدنيا فُنُكِّرَ مُنْكرٌ | وعُرِّفَ معروفٌ وأُصْلح مُفْسَدُ |
وأنت أبو العباس إنْ حاصَ حائصٌ | وإن لَزِمَ المُثْلى فإنك أحمدُ |
نذيرٌ لما تُكْنَى به لذوي النُّهى | بشيرٌ لما تُسْمى به لا تفنّدُ |
لك اسمٌ وجدناه بخيرك واعدٌ | وإن قارَنَتْهُ كُنْية ٌ تتوعَّدُ |
عِدات لمن يأتي السَّداد وراءها | وعيدٌ لمن يطغى ومن يتمرّدُ |
ألا فليخفْ غاوٍ ولا يخشى راشدٌ | فَعَدلُكَ مسلولٌ وجوْرُكَ مُغَمَّدُ |
وعِشْ والذي كَنَّيْتَهُ بمحمَّدٍ | ذوي غبطة ٍ حتى يشيخ محمّدُ |
ولا برحت من ذي الأيادي عليكُمُ | أيادٍ توالت في شبابٍ تُجدَّدُ |
ومن لا تخلِّدْه الليالي فكلُّكُمْ | بِخُلْدِ الذي يبني ويَثْني مُخَلَّدُ |
وسمعاً أبا العباس قولاً مُسدَّداً | أتى من وليٍّ مجتبيه مُسَدَّدُ |
لعمري لقد حَجَّ الولاة َ خَصِيمُهُمْ | وأنَّى لسيفٍ أمكن الجورَ مُغْمَدُ |
فما يَنْقمون الآن لا درَّ دَرُّهم | وقد قام بالعدل الرضيُّ المحمَّدُ |
وفي العدل ما أرضاهُمُ غير أنهم | حصائد سيف الله لا بدَّ تحصَدُ |
وقد كان منهنّ الكَفُور بن بلبل | فهل راشدٌ يهديه غاوٍ فيسعدُ |
كفورٌ أبى إلاَّ جُحُوداً لنعمة ٍ | تُكذِّبه شهّادُها حين يجحدُ |
ألا فعليه لعنة ُ الله دِيمة ً | ووبْلاً كثيراً شِرْبه لا يُصرّدُ |
ألا وعلى أشياعه مثل لَعْنَة ٍ | رماهُ بها داعٍ عليه وأوْكَدُ |
حَبَاك بها عن شكر أصدق نِيَّة ٍ | وَليُّ وموْلى في الولاءِ مردّدُ |
يرى أن إهلاك الكفور بنِ بلبلٍ | حياة له أسبابُها لا تُنكَّدُ |
ويُسألُ للعَظْم الذي كان هاضَه | جُبوراً بِرِفْد والمرجِّيكَ يُرْفدُ |