ولقد رأيتُك والياً مُستعلياً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ولقد رأيتُك والياً مُستعلياً | ولقد رأيتك في الحديد مُقيَّدَا |
إذ لم تزدك ولا ية ٌ في سؤددٍ | كلا ولا الأخرى محتْ لك سؤددا |
أنت ابن جُؤْذُرٍ الذي فَرَع العلا | حتى لخَالتْهُ الفَراقدُ فرقدا |
لايستطيعك بالتَنَقُّصِ حادثٌ | وأبَى لك التكميلُ أن تتزيَّدا |
فكأنني بك قد نجوتَ محمداً | في النائبات كما دُعيت محمدا |
فطلعْتَ كالسيف الحسام مجرداً | للحق أو مثل الهلال مجددا |
شهد النهارُ وكشفُه غُمَمَ الدجى | أن الزمان مُبَيِّضٌ ماسوّدا |
سَيُريكَ وجهاً منه أبيض مشرقاً | عُقْبى بما لقَّاك أسْود أربَدا |
ولذي الوزارة والإِمارة صاعدٍ | رأيٌ أبَى أن لا يكون مُسدّدا |
وأبو العلاء يراك نصْلاً قاطعاً | يأبى عظيمُ غَنَائه أن يغمَدا |
وهو المثقِّفُ فاصطبر لِثقافِهِ | ولحَدِّ مِبْرِدِهِ لكي تحظى غدا |
سيراك بالعين التي قد عُوِّدَتْ | أن لا ترى إلا الرشاد الأرشدا |
وإذا أقامك لم يزد في غَمْزِهِ | إياك ملتمساً لأن تتأوَّدا |
حاشا الموفَّقَ في جميع أموره | أن يُصْلحَ الأشياء كيما تفْسدا |
بل مارأى عِوَجاً فظلَّ يقيمُه | لكنْ بلاكَ أبو العلاء فأَحمدا |
ولربما امتَحَنَ الوليُّ وليَّهُ | ليرى له جَلَداً يغيظُ الحُسَّدا |