قل للأمير أدام الله غبطَته
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قل للأمير أدام الله غبطَته | لا زال عيدُك موصولاً بأعيادِ |
عيدٌ تنافستِ الأيامُ زينته | واستشرفته بأبصارٍ وأجيادِ |
طلعتَ فيه طلوع البدر وافقه | طلوعُ سعدٍ فوافاه لميعادِ |
في موكب ظلت الدنيا تَشيم به | مَخيلة ً ذات إبراقٍ وإرعادِ |
وقْعُ الكراعِ ولمعُ البيض يوقدُهُ | لألآءُ وجهك فيه أيَّ إيقادِ |
لله ذلك من عيدٍ لقد وثِقتْ | فيه النفوس بركنٍ غير مُنْآدِ |
في مِثله عَلم الجهّال بعد عمى ً | أن الخلافة مُرساة ٌ بأوتادِ |
أرهبتَ فيه عُداة المُلك فانقلبوا | منه بأقلق أحشاءٍ وأكبادِ |
فاسعدْ به وبأعيادٍ تُعمّرها | في ظل عيشٍ وريقِ العُود مَيَّادِ |
ياأكرم الناس دون الناس كُلُهُمُ | وليس ذلك من قِيلي بإبعادِ |
نفسي فداؤك بل نفسي وأسرتُها | بل كلُّ نفس وما أغلى بك الفادي |
من كان يُهدي على العمياء مِدحَتَهُ | إهداءَ مستسلم للظن منقادِ |
فما امتدحتُك إلا بعد ألسنة ٍ | ولا انتجعتُك إلا بعد رُوَّادِ |
إليك ساقَ تِجَارُ الحمد عِيرهُمُ | يُنفدْنَ أسدادَ ليلٍ بعد أسدادِ |
لهم بوجهك هادٍ من أمامِهِمُ | ومن رجائك حادٍ أيُّما حادي |
على سَوَاهِمَ يَذْرعنَ الفلا عَنقاً | بأذرعٍ شَدَنِيَّاتٍ وأعضادِ |
تَطوي الفلا مُثقلاتٍ وُسعَ طاقتها | من الثناء مُخفَّاتٍ من الزادِ |
مُعَولاتٍ على غيثٍ تَيَمُمُهُ | ما آب رائدهُ إلا بإحمادِ |
كلتا يديك يمينٌ لا شمال لها | مخلوقتان لأمجادٍ وإنجادِ |
يدانِ لا يفتُرانِ الدهرَ من صفدٍ | يغني فقيراً ولا من فَكِّ أصفادِ |
إن دام جودُك أنزَفنا قرائحنا | بعد الجحوم وآذنّا بإنفادِ |
تُعطي الجزيل بلا وعدٍ تُقدِّمه | ولا تعاقبُ إلا بعد إيعادِ |
تبني مكارم مُرساة ً قواعدها | على مكارم آباءٍ وأجدادِ |
ياآل طاهرٍ الأعلين مرتبة ً | لا زلتمُ رغم أعداءٍ وحسادِ |
أمسى مجاوركم يأوي إلى جبل | صعبِ المراقي ويرعى جانبي وادي |
من عاث في الأرض إفساداً فإنكمُ | بدَّلتمُ الأرض إصلاحاً بإفسادِ |
أنتم بنو ذي اليمينين الذي هَجَعَتْ | بهِ السيوفُ وعادت ذات أغمادِ |
مُسَوَّمينَ بسيما اليُمنِ في غُررٍ | مولودة ٍ بنجومٍ غير أنكادِ |
أجلت لنا منكُمُ الأيام عن خلَفٍ | حُكَّامِ فصلٍ وأبطالٍ وأجوادِ |
من نجم رأيٍ ومن بحرٍ له فجرٌ | على العفاة ِ ومن ضرغامة ٍ عادي |
فكلما نزلت بالناس نازلة ٌ | ألفتْ لها راصداً منكم بمرصادِ |
لكم مَقامان شتى طال ما ضَمِنا | طيَّ الكُشوحِ على شكرٍ وأحقادِ |
يفديكُمُ الناس إذ تفدون أنفسهم | منكُم بأفضل أرواحٍ وأجسادِ |
في كلِّ هيجاء تُكنى من فظاعتها | أمَّ الدهاريس أو تُدعى بعصْوادِ |
كم فيكمُ من شديدِ الدَّرء يومئذٍ | يَصلى الوغى بشهابٍ منه وقادِ |
يغشى صدورَ العوالي دون حوزته | بصدر حرٍ عن السوآت محيادِ |
هذا ثنائي وهاتيكم مناقبكم | بأعين الناس ما أبعدتُ إشهادي |
تَحَمَّدَتْ بكُمُ الأيامُ فأنكفأتْ | بعد الشكاة ِ بحمدٍ حاضرٍ بادي |
ماحيدَ بالناس عن منهاج مكرمة ٍ | إلاّ هَدَاكُمْ إلى منهاجها هادي |
فابقوا بقاء مساعيكُمْ فقد بَقيتْ | منهن أطوادُ مجدٍ فوق أطوادِ |