يُعانُ المُستعينُ بِكَ البعيدُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يُعانُ المُستعينُ بِكَ البعيدُ | وحَظِّي من معونتك الزَّهيدُ |
وما ذنبي إليكَ سوى جوارٍ | قريبٍ مثلما قرُبَ الوريدُ |
وَوُدٍّ بين شيخَينَا قديم | على الأيام مَعقدُهُ وَكيدُ |
وقُربى نِحلتي أدبٍ ورأيٍ | بأبعدَ منهما قَرُبَ البعيدُ |
وأَنِّي لمْ يزل أملي قديماً | عَقيدَكَ ما تقدَّمهُ عقيدُ |
سَبَقتُ به إليكَ لدنْ كلانا | وليدٌ أو يُضارعه الوليدُ |
وكان القلب يُؤنِسُ منك رُشداً | وليسَ بِكاتِم الرُّشْد الرَّشيدُ |
ويشهدُ أن ستسمو للمعالي | فتبلُغَها فما كذب الشَّهيدُ |
فمالكَ حَادَ عُرفُ يديك عني | وما للعرف عن مثلي مَحيدُ |
ومالي لا أزال لديكَ أُحبَى | حَباءًيُجتَوى منه المزيدُ |
دَهَاني من جفائك ما دهاني | ولم يكُ للزَّمان به وَعيدُ |
عذرتُكَ لو عرفتكَ خارجيَّاً | طريفَ المجد ليس له تليدُ |
فقلتُ رأى قديمي فيه نقْضٌ | فلست أحبُّه ما عادَ عيدُ |
فكيفَ ولستَ تَعلمُني عليماً | بنقص في قديمكَ يا سعيدُ |
ألست المرءَ والده حَميدٌ | وحسبكَ من سناءٍ لا أزيدُ |
ألستَ ابن الذين غنوا قديماً | هُمُ الأحرار والناسُ العبيدُ |
أتحسبني زهاك الحظ عندي | فَحَشوُ جوانحي حسد شديدُ |
وما حسدي وشأنُكَ غيرُ شأني | أيحسدُ صائداً ما لا يصيدُ |
وكيف وما وقعتَ أمامَ ظنِّي | وكيف وما حظيتُ كما أُريدُ |
لئن أرضاك هذا الحظُّ حظاً | فإني مُستريثٌ مُستزيدُ |
ألم تر أن نُعمى اللَّه شنَّتْ | عليك فطالها شخص مديدُ |
أفدْ ما شئتَ من جاهٍ ومالٍ | فأنتَ لديَّ تُزهي ما تُفيدُ |
أيزهي شخصَ مثلكَ عند مثلي | أبا عثمان سِربالٌ جديدُ |
وليس ابنُ المقفَّع في نَقيرٍ | لديكَ إذا عُدِدْتَ ولا يزيدُ |
ولا كُلثومٌ المجموعُ فيه | إلى الخُطب الرَّسائلُ والقصيدُ |
ولا عبدُ الحميد وإنْ زهاه | تَقَادُمُ عهدهِشَهدَ الحَميدُ |
فكيف أراك تقصُرُ عن منالٍ | وأنتَ الفردُ في الناس الوحيدُ |
يراك بمثلِ تلكَ العينِ أعْشَى | وحاشا منْ لهُ بصرٌ حديدُ |
وبَعدُفقد ترى استغلاقَ أَمري | وطولَ حِرَانِهِ ما يَستَقيد |
وعندكَ إن أردتَ النَّفعَ نفعٌ | وعندي ضِعفُهُ شُكرٌ عتيدُ |
فهبْ لي محضراً يشفي ويكفي | إذا أبدأتَ فيه لا تعيد |
تهزُّ به الأميرَ فليس يُغني | عن الهزِّ السُّرَيجيِّ الرَّديدُ |
أترضى أن حُرمتُ وفاز غيري | بآمال لها طلع نضيدُ |
وأنت لكلَّ مَكرُمة ٍ عِمادٌ | أجلْ ولكلَّ ذي كرم عَميدُ |